افتتاح مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية الدولي الأول في قلقيلية

افتتاح مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية الدولي الأول في قلقيلية
جانب من الفعالية
رام الله - دنيا الوطن
افتُتح اليوم في مدينة قلقيلية، مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية العلمي الأول تحت عنوان "الدعوة الإسلامية بين أصالة الماضي ومستجدات العصر وآفاق المستقبل"، الذي تنظمه كلية الدعوة الإسلامية قلقيلية، تحت رعاية وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف ادعيس، وبمشاركة اللواء رافع رواجبة محافظ محافظة قلقيلية، بحضور وفود من دول عربية وإسلامية.

وافتتح المؤتمر بقراءة القرآن الكريم، ومن ثم النشيد الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

ووجه المحافظ، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر التحية للأسرى الذين يخوضون إضراب الحرية والكرامة، ويتحدون بأمعائهم الخاوية ظلم السجان وإرهابه، داعياً العالم الحر إلى وقفة جادة تجاه ما تقوم به إسرائيل من ظلم واقع على الشعب الفلسطيني وأسراه، منوهاً إلى أن حالة التشرذم التي تعيشها الأمة الإسلامية هي التي جعلت إسرائيل تستفرد بالشعب الفلسطيني وأرضه، مبينا أن المؤتمر انعقد في ظل ظروف استثنائية يعيشها العالم العربي والإسلامي، وهذا ناتج عن بروز تيارات دينية جعلت من التطرف منهجاً لها، مما أعطى صورة غير حقيقية عن الإسلام السمح وتعاليمه، داعياً الأئمة والخطباء والوعاظ إلى نشر تعاليم الإسلام الوسطي وبث رسالة التسامح التي ينادي بها الإسلام.

وتطرق المحافظ إلى الجهود الدولية التي يقوم بها الرئيس أبو مازن على الساحة الدولية وفي مقدمة ذلك زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، حاملاً خلال هذه الزيارة هموم وتطلعات الشعب الفلسطيني، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967م وعاصمتها القدس الشريف.

من جهته أشاد الدكتور أحمد نوفل عميد كلية الدعوة الإسلامية بالتطور الحاصل على عمل الكلية الإسلامية، وتطرق الى المؤتمر وأهميته في الدعوة الإسلامية، متمنياً النجاح للمؤتمر والخروج بتوصيات تخدم الغاية التي أقيم من أجلها هذا المؤتمر.

كما تحدث الدكتور جعفر قرَّة داش من تركيا عن شكره للقائمين على المؤتمر بإتاحتهم الفرصة للباحثين لزيارة فلسطين التي يكن لها الشعب التركي، وبقية الشعوب الإسلامية والعربية، كل محبة خالصة وكل دعم، مؤكداً أهمية هذه المؤتمرات في رفد الدعوة الإسلامية بالأسس العلمية لتطوير عملها لتحقق أفضل السبل في نشر الدعوة، داعياً الاستمرار بهذه المؤتمرات العلمية لتقديم ما هو أفضل في سبيل خدمة الأهداف الإسلامية.

من جانبه قال ادعيس في كلمته إن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والتي تقوم على أمر التوجيه الديني بما هو مهمتها الأساسية  فهي الجهة الرسمية المعنية بالتخطيط والتنيظم والتنفيذ والإشراف والتقييم وبمهمة الدعوة والتوجيه الديني من حيث تفعيل الآليات والتأكد من أنه يُمارس ضمن ضوابط لا تخالف الشرع ، ولا تعاكس الفطرة ، ولا تخل بلحمة المجتمع الفلسطيني وأمنه واستقراره ، وتحقيق أهدافها ، وبناء عليه أفردت الوزارة ضمن أهدافها ضرورة إنشاء مؤسسات راعية للتعليم الشرعي؛ كالمدارس، والكليات التي رفدت على مدار عشرات السنين المجتمع المحلي بالأئمة والخطباء ومدرسي العلوم الشرعية.

مؤكداً بأن وزارة الأوقاف قامت بتطوير التعليم الشرعي من خلال التوسع الذي قامت به فيما يتعلق بكلية الدعوة الإسلامية والتي أصبح لها فرعٌ آخر في جنوب الضفة الغربية في منطقة الظاهرة لتسد حاجة هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، هذا بالإضافة إلى الهدف استراتيجي بتحويلها لكلية للعلوم الإسلامية تُعنى بالخطاب الديني كأحد أهم وسائل "الدعوة الإسلامية" في فلسطين التي تحتاج منا إلى تمتين هذا الخطاب ونشره على الشكل الذي يتناسب وطبيعة مجتمعنا الإسلامي.

شاكراً لكلية الدعوة الإسلامية في قلقيلية جهدها الدعوي المبارك سواء من خلال دورها الأكاديمي الدراسي كما عهد عنها طيلة السنوات الماضية، أو من خلال جهدها الجديد بالانتقال خطوة للأمام في رفد العمل الدعوي عبر المؤتمرات الدعوية الدولية التي سيكون لها الأثر الكبير في الاطلاع على خبرات الآخرين وإنجازاتهم واستخدام ما يتناسب والواقع والمجتمع الفلسطيني.

وتوجه ادعيس بتحية الإعزاز والافتخار للأسرى البواسل الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية دفاعا عن كرامة الأمة، مبينا ان هذا المؤتمر يأتي في هذه الظروف ليزودنا بالإيمان والثبات حتى تحقيق النصر.

ويأتي مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية في قلقيلية الأول والذي يحمل عنوان "الدعوة الإسلامية بين أصالة الماضي، ومستجدات العصر، وآفاق المستقبل" لهذا العام 2017 م الموفق 1438ه في سياق ما تدعو له وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وتهدف منه نشر خطابها الإسلامي المعتدل والوسطي من خلال بحث آلية الدعوة الإسلامية كمفهوم عام، ومن ثم في فلسطين التي تحتاج منا إلى كل جهد للحفاظ على هذا الخطاب وفعاليته ليكون له الانتشار والسيادة في ظل انتشار الخطابات المتشددة والتكفيرية.

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ليوم واحد العديد من الباحثين المختصين بالدعوة الإسلامية من داخل فلسطين وخارجها كالأردن وتركيا والسودان.