جاموس: الإتجاهات الأساسية لأستانا السابق ستتكرس بأستانة الجديد أكثر ضعفاً

رام الله - دنيا الوطن
أكد القيادي في تيار طريق التغيير السلمي والقيادي في جبهة التغيير والتحرير فاتح جاموس في حديثه لميلودي إف إم أن "ظاهرة الصدام بين الأطراف المسلحة بدأت مع بداية الأزمة السورية وهي تختلف عن الفاشية التي أطلقتها جماعة الأخوان المسلمين بأواسط السبعينات حتى نهاية عام 1982"، مشيراً إلى وجود أطراف متعددة حملت السلاح تحت مسميات معارضة مسلحة لكن كلها فاشية التصقت بالإسلام السياسي الأصولي سواء كان سلفياً أو وهابياً أو إخوانياً وما اشتق منها مرتبط بها فكرياً وثقافياً وسياسياً، وبالتالي طوال الأزمة كان هناك انقسامات بين الأطراف المسلحة الأمر الذي شجع تدخل أطراف إقليمية ودولية حاولت اللعب على هذه الظاهرة، وهذا كان بديل لجعل سورية منطقة يحكمها الإخوان المسلمين مثلما حصل في مصر وتونس وتركيا، ولكن الأمر لم ينجح كون الإخوان ذهبوا بإتجاهات فكرية أكثر تشدد من الوهابية".

وبيّن جاموس في حديثه مع الصحفي هاني هاشم ضمن برنامج (إيد بإيد) أنه "من المتوقع أن أستانة لن يلحظ شيء وعلى الأرجح أن الإتجاهات الأساسية لأستانا السابق ستتكرس بأستانة الجديد وربما بصورة أكثر ضعفاً، بل سيشهد تركيزاً جزئياً على بعض تقنيات ضبط الهدنة وتقنيات العقوبة الرادعة لمخترقها، بالإضافة إلى تصريف الوقت استعداداً لمراحل آخرى، وسيبقى أستانة يراوح بمكانه، وهذا الكلام ينطبق على جنيف أكثر كونه مهتم بالعملية السياسية بشكل اكبر وحتى المعارك التي تشهدها البلاد غايتها المزيد من الحصص بالعملية الانتقالية".  

وأشار جاموس إلى أن "التناقضات عميقة بين الأطراف المتصارعة وسويات التوافق على الحلول السياسية ضعيفة جداً، فلا تزال الدول الراعية للأطراف المسلحة على درجة عالية من التناقض الصراعي لكن بصورة غير مباشرة بالأطراف الداخلية وهذا لا يسمح بعملية توافق، والطرفان غير مستعدان للحوارات"، مضيفاً أنه "لا توجد تناقضات إيديولجية واجتماعية ذات مغزى على مستوى الصراع العالمي، والتناقضات الغالبة هي صراعات جيوسياسية بامتياز وداخل المنظومة على درجة عالية من التشابه، وحتى الطرف الصيني غير معني بالتناقضات الإيديولجية بل هو معني بها بالصراع مع أمريكا".

وختم جاموس حديثه بالقو:ل "تعتبر تركيا العقدة بالمنطقة منذ عشرات السنين حتى الآن، وهي جزء حقيقي من حلف الناتو، ولها مشروعها الخاص بالمنطقة، حيث دخلت بتناقضات مع أطراف إقليمية على مشروعها الخاص تجاه الحالة السورية ولها أدواتها التي تشكلت عبر نفوذ تركي قديم حول فكرة الخلافة العثمانية، بالتالي هو مشروع إيديولجي يقوم على قطبين خارجي إسلامي و داخلي طوراني عثماني ذو طابع قديم، أما بالنسبة للسعودية وقطر فهي في حالة وظيفية  للحالة الأمريكة والغربية لكنها تتميز بخططها باللعب على العصبيات والطائفية ولها قدرة باللعب لوجستياً عن طريق دعم المجموعات المسلحة بينما اللعب الإيديولوجي والسياسي فهو ضعيف، أما الأردن فدوره الوظيفي واضح بشدة، بينما الطرف المخييف في المنطقة هوالاحتلال الإسرائيلي حيث يشكل مع الطرف التركي قدرة مؤثرة على البنية الداخلية للمعارضة المسلحة".

التعليقات