اليمن يمكن أن يصبح سوريا الثانية..حان الوقت للعالم أن يتدخل

اليمن يمكن أن يصبح سوريا الثانية..حان الوقت للعالم أن يتدخل
صورة تعبيرية
ترجمه: دنيا الوطن- هالة أبو سليم  
رأي: زفيد زاي مابروتس- منسق اللجنة الدولية للإنقاذ- مجلة النيوزويك الأمريكية

كأب لثلاث فتيات فإن ما يحدث في اليمن يثير الألم ويدمى القلب، فأكثر من سنتين من الحرب الأهلية الدائرة في اليمن بين جماعات دينية تتصارع للاستيلاء على الحكم، مما تسبب في تدمير البلاد.

المدنيون تحت مرمى النيران والهجمات العشوائية سواء على المدارس أو المستشفيات أو الأسواق، والغارات الجوية التي تحدث بشكل يومي أصبحت شيئاً عادياً من ضمن حياة الأطفال اليمنيين، أي جيل سيكون في المستقبل؟ ماذا سيحمل لهم الغد؟ بالتأكيد مستقبل ليس مشرقاً.

الأهل في اليمن يُريدون وطناً آمناً لأبنائهم، يكبرون وينشؤون فيه بسلام ويكون لديهم فرص للمستقبل، لكن من الواضح الوضع الحالي لليمن لايسمح لهم بتحقيق ذلك، يتفق الأولاد مع ذويهم بأنه لامستقبل لهم أيضاً في ظل هذه الظروف.

هذا الأسبوع اجتمع قادة العالم في جنيف لحضور المؤتمر الذي تنظمة الأمم المتحدة لجمع تبرعات لليمن، هذه خطوة إيجابية وجديرة بالترحيب لمواجهة الأزمة التي تعصف بالبلاد، لا يمكن التوصل لحل للأزمة الحالية في اليمن دون تضافر الجهود السياسية لحل هذة الأزمة.

عقود من الفقر وسوء الإدارة هما سبب المعاناه الإنسانية، اليمن على وجه الخصوص تُعانى من سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، لكن الصراع الحالي بين الأطراف المتنازعة يتفاقم ويتأزم، الآن تقريباً 19مليون شخص في حاجة ماسة وعاجلة لمساعدات عاجلة!! نصف البلاد تُعاني من الجوع وأكثر من 2مليون شخص فروا من منازلهم وبيوتهم.

الآن أصبح بالغ الصعوبة الحركة داخل البلاد، قدرة عمال الإغاثة على توصيل المعونات الغذائية للمناطق النائية أصبح بالغ الصعوبة تقريباً مستحياً!! .

مثلاً إذا سلكنا الطريق من صنعاء إلى عدن فإنه يستغرق يوم ونصف مع وجود العديد من الحواجز على طول الطريق، وفي الواقع خيار صعب للغاية، لذا فإن الصليب الأحمر الدولي لا يستخدم هذا المنهج في إيصال المعونات، موقف صعب للغاية لدولة تعتمد بالكامل على استيراد غذائها من أجل بقائها.

المطار الوحيد في العاصمة صنعاء مسموح فقط لرحلات الإغاثة عبر الأمم المتحدة، ولايوجد رحلات مباشرة مابين الشمال والجنوب لإيصال الطعام والعلاج والأدوية والمعونات الإنسانية مما يجعل المهمة بالغة الصعوبة.

إذا أردنا إيصال الطعام والعلاج أو أي مساعدات غذائية من الشمال للجنوب علينا السفر عبر جيبوتي في أفريقيا والعودة مرة ثانية لليمن لمدينة عدن في الجنوب، فالرحلة قد تستغرق من 3 إلى 6 أشهر لإيصال هذه المعونات، إننا نحارب للبقاء، بمعدل كل 10 دقائق يتوفى طفل تحت عمر الخمس سنوات بأسباب يُمكن تجنبها.

المثير للغضب عندما تريد أن تذهب لمساعدة الآخرين وتنقذ حياتهم لكنك عاجز عن الحركة بحرية، دائماً أفكر بما شاهدته بنفسى عندما حضر إلى العيادة والدان من منطقة نائية انتظرا مدة شهر لتوفير نفقات الرحلة بالحافلة، وكان طفلهم يُعانى من الهزال الشديد وقد توفي بعد ساعتين.

للتغلب على هذة العوائق وفر الصليب الأحمر الدولي عيادات صحية متنقلة للوصول إلى هؤلاء الأشخاص الذين لايستطيعون الوصول للمستشفيات والعيادات الخاصة، لكن مرة أخرى حركة عمال الإغاثة محدودة، وهي بالغة الخطورة وتحديداً في الجنوب لأننا يومياً نواجه خطر الجماعات المتمردة.

العالم لا يجب أن يُعطى ظهرة لليمن:

الوقت ليس متأخر للسلام:

منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن من سنتين، تجاهُل معظم العالم ما يحدث في اليمن، وتجاهُل الأزمة الإنسانية؛ سيكون له عواقب وخيمة على المدي البعيد.

قادة العالم يجتمعون في جنيف للحصول على توفير ودعم إضافي لليمن وتوفير حل سياسي مناسب لإنهاء الأزمة السياسية، مندوبون يجب استخدام كل الأدوات لمنع تدمير البنية التحتية وتوفير سبل الحياة ووصول المساعدات الغذائية بشكل سريع وفعال، حياة جيل كامل معرضة للخطر. 

فيديو ارشيفي

 


التعليقات