المصالحة والانتخابات...دعما لإضراب أسرى الكرامة والحرية

المصالحة والانتخابات...دعما لإضراب أسرى الكرامة والحرية
الأستاذ الدكتور رياض علي العيلة 

يخوض ما يزيد عن 1800 مناضل أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي معركة الأمعاء الخاوية عبر إضراب الكرامة والحرية الذين ينفذونه منذ السابع عشر من الشهر الحالي تزامنا مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يحتفي به منذ ما يزيد عن أربعين عاما وبالتحديد منذ عام 1974 العام الذي انتصرت فيه الثورة الفلسطينية بتحرير أول أسير لها....دفاعا عن كرامتهم وانتزاعا لحقوقهم في تحسين أحوالهم داخل سجون الاحتلال...ودعما لخطوات إطلاق سراحهم ونيل حريتهم... وصولا لتحقيق أهدافهم في الحرية والانعتاق من الظلم ومن ظلمات السجن والسجان ... وتكريما للأسرى القابعين خلف القضبان في سجون بطش الاحتلال الإسرائيلي ... ورغم أصفاد الحديد... وبطش السجان٬ ومصلحة إدارة السجون... لم تستطع كسر صمود الأسرى البواسل في إضراب الكرامة والحرية وستبقى إن شاء الله هاماتهم ورؤوسهم شامخة كالرواسي العالية مرفوعة في عنان السماء...وستجبر تضحياتهم وصمودهم كسر عنجهية سجاني وقادة الاحتلال الذين يسعون جاهدين لكسر صمودهم الأسطوري في معركة الامعاء الخاوية الذي يتجدد يوميا... و دعما لصمودهم... ووفاء لذكرى يومهم... مطلوب من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية ومن خلفهم شعب فلسطين بكافة شرائحه وتوجهاته... واستجابة لتضحيات أسرانا البواسل في يومهم الحادي عشر في إضراب الأمعاء الخاوية بعنوان الكرامة والحرية بالوقوف صفا واحدا خلف قضيتهم ومطالبهم عبر إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من خلال إجراء الانتخابات التشريعية بشقيها المجلس التشريعي والمجلس الوطني والرئاسية والسلطات المحلية وصولا إلى اختيار أعضاء المجلس الوطني الجديد...أملا من الفصائل الوطنية والإسلامية الاستجابة لنداء المصالحة من قيادة م.ت.ف وحركة فتح وتغليب المصلحة الوطنية لإنهاء الانقسام وذلك عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية فصائلية تضم كل الطيف السياسي الفلسطيني وصولا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية...بإشراف لجنة الانتخابات المركزية ... التي تعتبر العملية الانتخابية اساس الممارسة الديمقراطية والوسيلة التي بموجبها يختار المواطن الاشخاص الذين يسندون اليهم مهام ممارسة السيادة نيابة عنهم.... 
ونحن مطالبون بدعم وإسناد اضراب اسرانا في معركتهم معركتنا معركة الكرامة والحرية عبر:
1- استنفار وتجنيد كافة القوى والطاقات والموارد للإفراج عن الأسرى والأسيرات رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا. 
2- مطالبة منظمات ومراكز حقوق الإنسان العربية والدولية والأوروبية بإيفاد لجنة تقصي حقائق حول ظروف حياة ومعاملة الأسرى. 
3- تنظيم فعاليات جماهيرية لإسناد اسرانا البواسل في معركة الامعاء الخاوية معركة الكرامة والحرية.
4- فضح كافة ممارسات وبطش سجاني الاحتلال ومصلحة السجون بحق الأسرى البواسل. 
5- مطالبة وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة بتوخي الدقة والمصداقية في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى البواسل... ولا ننسى الهم الأكبر الذي يحز في نفوس أسرانا البواسل... وهو استمرار الشقاق والانقسام الفلسطيني الذي لا يوجد له مبرر للاستمرار على الرغم من الوثيقة التي أعدتها الحركة الأسيرة لتشكل أرضية للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام... ونحن نضم صوتنا وصوت جماهير شعبنا الفلسطيني مع صوت أسرانا البواسل بمطالبة قادة فصائل الثورة الفلسطينية الوطنية والإسلامية أن يتجاوزوا الخلافات لإنهاء هذا الانقسام المقيت... 
6- توجيه كل الطاقات إلى تحرير الأسرى البواسل... الذي نوجه لهم التحية... رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا...آملين أن تكلل جهود المصالحة بنجاح لإنهاء الانقسام... وليكن دعم الأسير في معركة الكرامة والحرية يوم تحقيق الوحدة الوطنية والتوقيع على المصالحة تكريما للأسرى الأبطال القابعين خلف القضبان الذين يخوضون معارك الأمعاء الخاوية المستمرة. 
ومن هنا أوجه الرسائل التالية للفصائل والحركات الوطنية والإسلامية ومن خلفهم شعبنا الصابر الصامد :
الرسالة الأولى : توحيد الجهود وبكل الوسائل ودون إبطاء٬ من أجل تحرير كافة الأسرى والأسيرات وخاصة منهم من قضى ما يزيدعن أربعة عقود٬ إلى جانب: العمل على التطبيق الفعلي لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 على الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى حروب ومعاملتهم معاملة أسير له حقوقه٬ على الرغم من عدم انضمام دولة الاحتلال لهذه الاتفاقيات. الرسالة الثانية : ضرورة تغليب مصلحة الوطن على مصلحة الحزب الضيقة وتوظيف جهودنا كافة دعما ومؤازرة لأسرانا البواسل في معركة الكرامة والحرية..وتضافر كل الجهود نصرة لأسرانا البواسل القابعين في سجون سجاني الاحتلال الذين يخوضون معركة الكرامة والحرية...ولنستمر في دعمهم لإبقاء قضيتهم حية حتى تحريرهم من سجون الاحتلال....
.الرسالة الثالثة : إن إضرابكم الجماعي عن الطعام والماء...شهادة دامغة وبرهان حق على عدالة قضيتكم...قضية فلسطين...فمتى يدرك العالم هذه الحقيقة ؟!!
الرسالة الرابعة : نتوجه بالتحية لأسرانا البواسل ونقول لهم...لكم الله يا أسرانا البواسل...على صمودكم وصبركم وجلدكم وإرادتكم...وأن ربكم رب العزة... وشعبكم... لن يخذلكم في صبركم وصمودكم في وجه الجلاد المحتل...وأن إرادتكم وعزيمتكم ستنتصر بإذن الله على السجان وتحقيق الوحدة الوطنية.... عبر الإعلان عن المصالحة التاريخية ومحي التاريخ الأسود الذي تركه الانقسام إلى الأبد ولغير رجعة....لقد آن الأوان لطي صفحة الانقسام وإعادة الوحدة واللحمة الفلسطينية على أساس الشراكة... وتجديد الهيئة التشريعية بعد مرور ما يزيد عن عشر سنوات... بإجراء الانتخابات التي تعد مطلبا شعبيا ديموقراطيا وضرورة وطنية ودعما للأسرى في إضرابهم لتحقيق أهدافهم الوطنية وتحسين أحوالهم باستنشاق عبير الحرية خارج السجون...
وفي ختام مقالى هذا آمل من كافة فصائل العمل الوطني ان تكلل جهودهم في توحيد الدم والفكر وإلغاء كافة الحواجز والفواصل الإيديولوجية والرؤية الحزبية الضيقة٬ لإطلاق سراح من عاشوا زهرة شبابهم خلف قضبان البطش التعسفي... وجسدوا بصمودهم الحق الفلسطيني في الأرض والوطن...ودامت فلسطين أرض الآباء والأجداد والأحفاد...نفديها بالمال والبنون... حتى نيل الحرية والاستقلال وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

التعليقات