"تراتيل" و"أوبرا" داخل المحكمة العسكرية في بيروت

"تراتيل" و"أوبرا" داخل المحكمة العسكرية في بيروت
رام الله - دنيا الوطن
في سابقة هي الأولى من نوعها تحوّلت قاعة المحكمة العسكرية في بيروت إلى منصّة لتقديم تراتيل دينية ومقاطع أوبرالية أمام حشد من الإعلاميين والمحامين الذين كانوا ينتظرون ظهر يوم الثلاثاء إبتداء جلسة الإستماع إلى الشيخ أحمد الأسير ومرافقيه في ملف "عبرا".

قبل نصف ساعة من بدء جلسات "الأسير" كان رئيس المحكمة العسكرية العميد حسن عبدالله يستمع إلى إفادة السبعيني الموقوف "أنطوان.ك" بقضية حمل سلاح دون ترخيص في منزله في بشرّي، وأنه أوقف من قبل العناصر الأمنية بعد ضبط مسدس حربي داخل كيس كان يحمله.

خلال جلسة الإستماع بدت علامات التوتر والتشنّج واضحة على أنطوان، لا سيما بعد توجيه تهم حيازة وتهريب مسدس دون ترخيص، ليقف صارخاً " يا عمي أنا موسيقار وبعزف أغاني ومقطوعات موسيقية شو دخلني بالسلاح أنا"، فقاطعه المدّعي العام فادي عقيقي "لماذا أنت متوتر هكذا لو لم تكن مذنباً، ولو أنت موسيقار كيف تحمل السلاح؟".

فردّ أنطوان "عمري اليوم 73 سنة، وأول مرة أدخل في حياتي محكمة وانا مستغرب جدا ومتوتر، الناس هنا مجتمعة حولي ناظرة إلي أنا معتاد على أن الناس تشاهدني وانا أرتل وأعزف وليس أمام قوس العدالة".

هنا تدخل العميد ضاحكاً "لتكون اول تجربة لك الحياة تجارب وعلينا المرور بها لنستفيد"، فنظر العجوز أنطوان إليه ساكتاً ثم قال له سأثبت لك أني لست مذنباً وبأنني رجل فنان"، ومضى يرتل بصوت رخيم وشجي ومن ثم قدم قطعة أوبرالية ما دفع الحضور للخروج عن بروتوكول المحاكم وصفقوا له من شدة إعجابهم بصوته وآدائه".

وما كان لافتاً أن رئيس المحكمة ومستشاريه ضحكوا جداً لأول مرة من تاريخ توليه منصبه والبحث في الملفات الأمنية الخطيرة، كما كانت ضحكة المدعي العام فادي عقيقي ملفتة كونه للمرة الأولى يظهر بوجه الغير مألوف والمروف عنه أنه صارم وجاد جداً لدرجة انه يستفز بعض المحامين أحياناً. 

وخلال الإستماع إلى شهادة انطوان أظهر انه لم يكن يحمل السلاح أو يقتنيه كما يقتني القطع الموسيقية في منزله كما قال، بل أن أحدهم كان عنده ونسي المسدس لديه فقام أنطوان بوضعه بالكيس واخذه في اليوم التالي ليعطيه لصاحبه الذي يسكن في ذات المنطقة ببشري. وقد صدر قرار بإخلاء سبيله كونه بريء من التهمة التي أوقف بها. 

التعليقات