المدرسة الوطنية للعلوم بخريبكة تنظم النسخة الثالثة من أيام الطاقات

المدرسة الوطنية للعلوم بخريبكة تنظم النسخة الثالثة من أيام الطاقات
رام الله - دنيا الوطن
نظمت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية من خلال طلبة مسلك هندسة الطرائق والطاقة والبيئة وأساتذة شعبة الطرائق فعاليات النسخة الثالثة من أيام الطاقات المتجددة خلال يومي 26و27 أبريل 2017 تحت شعار : "تخزين الطاقة : عامل تحول طاقي مستدام بالمغرب". "Stockage d’énergie, vecteur d’une transition énergétique durable au maroc" حضر أشغال النسخة الثالثة السيد أديب الجنان مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ونائبه السيد عبد المومن التيبياوي، والسيد علي باجا عميد الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة والسيد بلال السعيد مدير الأبحاث والتنمية ونائب المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط "OCP"إلى جانب السادة الأساتذة والطلبة المهندسين ورؤساء بعض المصالح الخارجية والمهتمين والباحثين ورجال الإعلام والصحافة.

وفي كلمة السيد مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية الأستاذ أديب الجنان الذي بين في مستهلها أن تنظيم هذا الحدث العلمي يندرج في سياق ازدياد الوعي، على المستوى العالمي، بمدى أهمية دور الطاقات المتجددة، في أفق اقتراب النهاية الحتمية، لعصر البترول والغاز، مما يحتم على حكومات مختلف الدول تغيير سياساتها الطاقية، والاستثمارية من أجل دفع وتنمية الطاقات البديلة التي تحترم البيئة.

ويندرج أيضا على المستوى الوطني، في سياق البحث الدؤوب الذي يقوم به المغرب في سبيل الخروج من التبعية الطاقية المكلفة، التي تؤثر تأثيرا كبيرا على توازناته الاقتصادية والمالية. وتجدر الإشارة في هذا الباب أن الفاتورة الطاقية للمغرب تجاوزت 26 مليار درهم.

ومنذ بضعة سنين وضع المغرب برامج طموحة غايتها الاستعمال العقلاني للطاقات المتجددة وغير القابلة للنضوب : كالطاقة الشمسية والريحية، وهكذا بلغت الاستثمارات الوطنية في هذا المضمار 200 مليار درهم مع ما يستتبعه هذا الأمر من إمكانيات كبيرة لخلق تسعة آلاف منصب شغل في أفق 2020 .

إن المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة بتنظيمها لمثل هاته الملتقيات و التظاهرات العلمية يقول الأستاذ أديب الجنان مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ومن خلال التكوين والمعرفة تعبر عن انخراطها القوي في دعم المبادرات التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

أما كلمة الأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية رئيس شعبة الطرائق بالمدرسة والمسؤول عن النشاط الأستاذ مولاي الصديق القاديري الذي توجه في بدايتها لتوجيه الشكر لرئيس جامعة الحسن الأول الأستاذ أحمد نجم الدين الذي ما فتئ يشجع تظاهرات البحث العلمي و الأيام الدراسية، كما توجه بالشكر أيضا إلى السيد أديب الجنان مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة الذي وفر للجنة المنظمة كل الوسائل البشرية و المادية واللوجستيكية المتاحة لإنجاز هذا اليوم، كما تقدم بالشكر أيضا لكل من ساهم في تنظيم هذا اليوم من أساتذة و إداريين و طلبة. وخاصة لأساتذة شعبة هندسة الطرائق و طلبة مسلك هندسة الطرائق، الطاقة و البيئة لما بذلوه من جهد لإنجاح هذا اليوم.

حيث بين أنه سيتم التحدث في موضوع حساس وذي أهمية مستقبلية كبيرة في التنمية المستدامة لوطننا المغرب الذي يعد من بين الدول الإفريقية الرائدة في بناء استراتيجية وطنية للنهوض بقطاع  الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية، ويحاول أيضا التقدم في مجال طاقات الهواء، والماء و الكتلة الإحيائية la biomasse. فقد أفاض الله سبحانه و تعالى على أرضنا خيرات في هذه المجالات.  فدراية منا بإمكانيات و قدرات بلدنا، وجب علينا أن نعمل سويا يقول الأستاذ الباحث مولاي الصديق القاديري على تشجيع مثل هذه الأيام العلمية للوقوف على آخر المستجدات و تشجيع البحث العلمي والاستثمار في الطاقات المتجددة.

فقد تم تصنيف المغرب في المرتبة الثانية بعد أمريكا من حيث جاذبيته للاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة. فنحن نسمع حاليا عن إطلاق مشروع استغلال طاقة الرياح بقدرة ٨٥٠ ميغاواط وعن مشروع إطلاق الشطر الثاني والثالث لمحطة وارززات لاستغلال الطاقة الشمسية بقدرة 300 ميغاواط، كما أن المغرب متقدم في إطار تطبيق مخططه الهادف إلى رفع حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى 42 بالمائة في أفق 2020.

و يقينا منها على أن تكوين الأطر المغربية المتخصصة هو الأساس لتحقيق هذه الأهداف، فإن المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة تنخرط في هذا المجال حيث تتوفر على مسلك هندسة الطرائق، الطاقة والبيئة يتخرج منه أزيد من ٣٠ مهندس دولة سنويا.  في هذا المسلك يلقن الطالب المهندس أن عالم الصناعة لم يعد يتجاهل الجوانب البيئية لأي عملية  تحول فيزيائية، أو كيميائية أو بيولوجية للمادة. فيجب عليه أن ينتج بأقل تلوث مع توفير و ترشيد استخدام الطاقة. وفي هذا الإطار يدرس الطالب مبادئ الطاقات المتجددة كبديل ناجع لتقليص الاعتماد على الطاقة المستوردة والحفاظ على البيئة من الغازات الدفيئة. وفي الأخير أعرب عن أمله في تحقيق الهدف المنشود من تنظيم هذه النسخة الثالثة، راجيا من العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه خير وازدهار هذا البلد.

في حين أن كلمة الطالب محمد العلمي المنسق العام لأيام الطاقات المتجددة وطالب السنة الرابعة هندسة الطرائق الطاقة والبيئة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية أعرب في البداية أصالة عن نفسه ونيابة عن باقي زملائه في اللجنة المنظمة، عن ترحيبه بكل الضيوف والمشاركين والتي تعكس مشاركتهم هاته اهتمامهم الكبير للأنشطة المنظمة من طرف الطلبة المهندسين في مسلك هندسة الطرائق، الطاقة والبيئة وخاصة بحدث أيام الطاقات المتجددة في نسخته الثالثة، حيث يواكب تطلعات المغرب كونه رائدا في الحد من التغيرات المناخية.

ولعل تنظيم أيام الطاقات المتجددة لهذه السنة والمنظم تحت شعار" تخزين الطاقة مرحلة انتقالية طاقية مستدامة بالمغرب"، فرصة سنوية للتبادل وخلق شراكات للبحث العلمي وتكوين الطلبة، بالإضافة إلى انفتاحها على الاستراتيجيات المعتمدة وطنيا ودوليا لتطوير الطاقة الطاقية.

وتجدر الإشارة أن النسخة الثالثة شهدت تنظيم وخلق العديد من الورشات العلمية أطرها أساتذة باحثون متخصصون، وتنظيم معارض للإختراعات العلمية وللطاقات المتجددة مع الانفتاح على المؤسسات والأبناك مع الحضور الوازن لمدراء وممثلي وأطر البنك المغربي للتجارة الخارجية بخريبكة وتنظيم رواق خاص طيلة انعقاد النسخة الثالثة من أيام الطاقات المتجددة، تم أنه وفي آخر النشاط كان للمشاركين موعد مع حفل توزيع الجوائز على الثلاثة الفائزين الأوائل والتي آلت الرتبة الأولى فيها للمشاركين سفيان أبو هرية، فاطمة الزهراء العماري، سارة توفيق ممثلي المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة حول: " stockage d’énergie par air comprimé dans les MCP " وحصلوا على مساهمة مالية قدرها 3500 درهم مع إمكانية الولوج لفضاء العمل لمدة شهر "espace bédaya" وسلم لهم الجائزة والشهادة الأستاذ محمد سنون والأستاذ مولاي الصديق القادري.  أما الجائزة الثانية فقد فاز بها كل من وحيد العسري ويزيد الجوهاري من كلية جامعة محمد الأول بوجدة حول:

" production, stockage et purification du biogaz à partir des déchets de poulets " وحصلوا على مساهمة مالية قدرها 2500 درهم وسلم لهم الجائزة والشهادة الأستاذ محمد منصوري، في حين كانت الرتبة الثالثة من نصيب أيوب الفقيه، عبد الرحيم بن الغزال ويوسف نويشط عن جمعية أجاد association des jeunes d’avenir pour le développement AJAD" بخريبكة حول: "Nettoyage des rues MINR"وحصلوا على مساهمة مالية قدرها 1500 درهم وسلم لهم الجائزة والشهادة الأستاذ خمار الهاشمي وانتهى الحفل في جو يسوده التنافس العلمي الشريف والإلتزام والمسؤولية.