المطران حنا: ان الانحياز لعدالة القضية انحياز للقيم الاخلاقية

رام الله - دنيا الوطن
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من الكنيسة الارثوذكسية اليونانية ضم عددا من رؤساء الاديار الارثوذكسية والكهنة والرهبان والراهبات والذين وصلوا في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين وقد تجول الوفد في كنيسة القيامة وزاروا القبر المقدس ومن ثم كاتدرائية مار يعقوب ومن ثم استقبلهم سيادة المطران في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة داخل البطريركية حيث رحب بزيارتهم للمدينة المقدسة متحدثا عن اهميتها الروحية والتاريخية والتراثية .

قدم  للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ورسالتها ومضامينها .

ابرز  المطران في كلمته اهمية الحضور المسيحي في فلسطين مؤكدا بأن المسيحية في هذه الديار هي ليست فقط المقدسات والاماكن التاريخية التي نفتخر بها ، كنيستنا هي ليست كنيسة الحجر وانما كنيسة البشر والمسيحيون الفلسطينيون في هذه الديار هم اصيلون في انتماءهم للمسيحية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة كما انهم اصيلون في انتماءهم الفلسطيني ودفاعهم عن قضية شعبهم العادلة .

القضية الفلسطينية هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ولكن يؤسفنا ويحزننا ان هنالك اطرافا كثيرة في عالمنا تسعى لتصفية هذه القضية ، هنالك جهات سياسية في الغرب تسعى بكافة الوسائل لتهميش القضية الفلسطينية وتصفيتها خدمة لاجندات سياسية نعرفها جميعا .

ولكنني اود ان اقول لكم بأنه مهما كثر المتآمرون على قضيتنا الفلسطينية ومهما كثر اولئك المحرضون والمسيئون الساعون لتهميش وتصفية هذه القضية فإن هذه القضية ستبقى حية لانها قضية شعب يعشق الكرامة والحرية ويناضل من اجل استعادة حقوقه السليبة .

يريدوننا ان نشطب فلسطين من قاموسنا ، يريدوننا ان نتخلى عن انتماءنا الوطني ، ويسعون لتجريم النضال من اجل الحرية ويشوهون صورة الشعب الفلسطيني ولكن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل لان فلسطين هي ليست كومة حجارة بل هي اولا وقبل كل شيء الشعب الذي ينبض بالحياة ويعشق الحرية والتي في سبيلها قدم التضحيات الجسام ، ونتمنى من المؤسسات الدينية المسيحية في عالمنا الا تتأثر بهذا التحريض والتشويه الهادف الى تهميش قضيتنا الوطنية ، نتمنى من المؤسسات الدينية المسيحية في عالمنا ان تبقى امينة لقيم الانجيل ومن كان امينا لقيم الانجيل دافع عن المظلومين والمحزونين والمتألمين والمضطهدين في هذا العالم .

ان قيمنا المسيحية تحثنا دوما على ان يكون انحيازنا للانسان والدفاع عن حريته وكرامته وامنه وسلامه ، المسيحية تحثنا على ان نكون دوما منحازين لقضايا العدالة ونصرة المظلومين والمأسورين والمهمشين والمظلومين .

ان انحيازكم للشعب الفلسطيني هو انحياز للحق والعدالة والقيم الاخلاقية والروحية ، نتمنى ان نسمع اصواتا مسيحية في عالمنا تنادي بالحرية لشعبنا وترفض الاحتلال وممارساته وقمعه وعنصريته بحق شعبنا .

نتمنى من الجميع ان يتضامنوا مع الاسرى المضربين عن الطعام ومع شعبنا الرازح تحت الاحتلال الذي يحق له ان يعيش بحرية مثل باقي شعوب العالم .

نتمنى ان تلتفتوا الى فلسطين الارض المقدسة وان تتضامنوا مع شعبها المكلوم والمجروح والذي يحمل صليب آلامه ويسير في طريق جلجلته على رجاء قيامة ملؤها الانتصار على الظالمين ونيل الحرية واستعادة الحقوق .

نلتفت الى سوريا الجريحة التي شيعت يوم امس ثلة من شهدائها الابرار وما اكثر الذين قتلوا في سوريا واستهدفوا وشردوا ، نتضامن مع سوريا في محنتها املين ان يتوقف هذا النزيف وان يسود السلام في هذا البلد الذي نحبه جميعا .

نصلي من اجل السلام في مشرقنا العربي ونتضامن مع ضحايا الارهاب في كل مكان .

قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية بترجمتها اليونانية كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

اما اعضاء الوفد الكنسي اليوناني الارثوذكسي المكون من 70 شخصا فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته وانحيازه الدائم الى جانب شعبه الفلسطيني الذي قضيته هي قضيتنا جميعا وهي قضية كافة احرار العالم .