رسالة الأسرى الفلسطينيين

رسالة الأسرى الفلسطينيين
 إبراهيم أبو النجا (أبو وائل)

قد نختص نحن أو نتميز كفلسطينيين بالرسائل العديدة التي سجلنا تطييرها للعالم مشفوعة بما يؤكد على أحقيتها ووجوب الإنصات إليها وإعمال العقل والأخلاق والقيم الانسانية كدافع لا يملك أحد إلا أن يقف عندها معلناً موقفه سواء كان الموقف نابعاً من رؤية الأفراد أم من رؤية المجموعات أو الدول ... وعبر الوسائل كافة تلقينا ردوداً إيجابية وأشكالاً من التعاطف والتفاعل مع قضايانا المتعددة الأوجه ... وكنا نطمع أن يرقى هذا التعاطف الى مواقف مؤثرة في مجريات الاحداث ... ولكنها كانت ومازالت ولا ندري هل ستبقى تصطدم بعدم القدرة عن تغير في الواقع القائم حتى نقتنع بأن الضمير العالمي أصبح مؤثراً في صناعة سياسات واتخاذ قرارات ملزمة لأصحاب القرار في العالم القادر والمؤثر حتى يصبح العالم بحق يملك من القدرة ما يحق ما اقتنع به من حقوقنا .. نحن لا ننكر أن لدى العديدين نية الوقوف مع حقوق شعبنا .. وتمثل ذلك في الاصوات والمواقع التي بلورت موقفاً تمثل في عقد مؤتمر باريس للسلام ولكن ووجه بصدود أمريكي اسرائيلي وأمام ذلك فلا رهان على أن يمضي ذلك قدماً في تغيير واضح وكبير يعتبر إنجازاً نبني عليه كفلسطينيين.

اليوم اتخذ اسرانا الأبطال قراراً بالإضراب الجماعي ويقف شعبنا بقواه المختلفة الى جانبهم معلناً للعالم ومطالبا وبقوة انها قضية الآلاف من مناضلي الحرية في العالم لعلها تحرك شيئاً من الضمير العالمي الغائب والمغيب. 

والسؤال : هل كان العالم يحتاج الى محرك لضميره ؟ وهل لا يتحرك الا بعد ان تصبح حياة أبناء شعبنا المناضلين مهددة وبدأت حالات من بينهم آخذة في التدهور ؟ وهل من إجراء عملي إزاء سياسة نتنياهو التي يتحدى بها العالم كله بمنظمات حقوق الانسان فيه ؟ وهل بقي اسرى في العالم اليوم ؟

العالم اليوم يعرف ان شعب فلسطين هو الشعب الوحيد المحتلة ارضه وان الاستعمار الاسرائيلي هو اخر استعمار بقي في العالم – وان القرارات الأممية الوحيدة التي لم تنفذ هي القرارات التي صدرت لصالح الشعب الفلسطيني وتقر بحقوقه. 

إن العالم عبر ممثليه في الامم المتحدة ... جمعية عمومية ... ومجلس أمن استمع الى خطاب السيد الرئيس محمود عباس في الدورة الاخيرة متحدثا عن المؤامرة التي بدأت بوعد بلفور وكان ممثل بريطانيا حاضراً وتسلسل في شرح مراحل تطور القضية وطالب بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من اتفاقيات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما اتخذ من قرارات أممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ورغم ذلك يبقى التعاطف وإن كان في ظاهره يشكل شبه إجماع الا ان العبرة في النتائج التي لم تبعث فينا أي أمل

وعودة الى عنوان المقالة: 

رسالة اسرانا الابطال رغم بلادة العالم فقد وصلته عسى ان تحرك فيه ساكناً ونحن على يقين أنهم ببطولاتهم غير المسبوقة وبصمودهم الأسطوري وبتحديهم لسجانيهم فقد وضعوا الاسرائيليين في مواقف يحاسب عليها القانون الدولي وعلى العالم ان يحرك ويفعل ويطبق قانون اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بالاسرى ، بل يجب على مجلس الامن والجمعية العمومية استصدار قرار يحرم الاعتقال ويجرم المعتقل المحتل ويلزم الإسرائيليين بتبييض السجون 

أما ما هي رسالة ابطالنا الاسرى لأهلهم الفلسطينيين ؟ 

الفلسطينيون امام هذه الحالة ينقسمون الى ما يلي:

- أبناء شعبنا الغيارى أطفالاً ونساءً ورجالاً أمّواْ خيمات الاعتصام والتضامن مع أسرانا رافعين صورهم ومشهرين عبارات مناشدة للعالم وعلى استعداد أن يقدموا كل شيء من أجلهم .

- النقابات والاتحادات التي نقرأ عن دعواتهم لمنتسبيهم بالإضراب تضامناً مع الأسرى والسؤال هنا :

• الإضراب لصالح من ؟ واحتجاجاً على من ؟ أهو سيوظف لصالح أبطالنا الأسرى ؟ أم للإضرار بالسلطة وكأن السلطة بمؤسساتها هي الجانية والمقترفة لجريمة الاعتقال ؟ حالة محيرة نرجو من اصحاب القرار افادتنا وتنويرنا باهمية هذه الاضرابات .

- النخبة والقيادات السياسية العظيمة التي نسيت رسالة الاسرى الاولى المتضمنة لوثيقتهم التي اصبحت وثيقة الوفاق الوطني التي نتغنى بها ونحتكم اليها في لقاءاتنا ونقاشاتنا وبياناتنا ...

- أفلا يستحق منا أسرانا الأبطال أن نرد لهم الجميل ونفاجأهم بما يستحقون ان يسمعوه عنا ويتمثل ذلك في اعلان تاريخي بإنهاء حالة الانقسام؟

- ان اسرانا الابطال لن يقبلوا منا باقل من ذلك لنكون بذلك نستحق ان نكون ذويهم ومن جهة أخرى نخفف عنهم ونزيد من قدرتهم على الصمود والتحدي ومواجهة الطغاة وتتحقق مطالبهم المشروعة .

فهل من مجيب ؟!!

الحرية والمجد لكم اسرانا الابطال