منظمات إغاثية دولية من كارثة إنسانية في اليمن

رام الله - دنيا الوطن
حذرت منظمات الإغاثة العاملة في اليمن من أن الهجوم الوشيك للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية على ميناء الحديدة الغربي الذي يسيطر عليه الجماعات الحوثية قد يزج بالبلاد في أتون المجاعة.

وفي هذا الصدد، قالت كارولين انينغ من منظمة إنقاذ الطفولة: "سيكون الوضع كارثياً، وسيشعر الناس بالأثر على الفور. الحديدة هي واحدة من سبع محافظات على شفا المجاعة فعلاً، والهجوم يمكن أن يقود إلى ذلك".

والجدير بالذكر أن الميناء، الذي لا يزال تحت سيطرة المتمردين الحوثيين، يستقبل في العادة أكثر من 70 بالمائة بالسلع التي يستوردها اليمن كافة، بما في ذلك المساعدات والأغذية والوقود. وقد أدّت الضربات الجوية في عام 2015 إلى إلحاق أضرار بأربع من أصل خمس رافعات في الميناء، مما حدّ من قدرته الاستيعابية. مع ذلك يظل ميناء الحديدة شريان الحياة في البلاد.

وقالت انينغ: "لا يوجد أي بديل قابل للتطبيق نقل [المعونات بواسطة الشاحنات براً أو جواً أو باستخدام المنافذ الأخرى ليس هناك شيء آخر يمكن أن يسد الفجوة الحالية".

وتقرع منظمات حقوق الإنسان ووكالات الإغاثة ناقوس الخطر مع انعقاد مؤتمر المانحين بشأن اليمن في جنيف، في الوقت الذي تحث فيه الأمم المتحدة المجتمع الدولي على العمل للتصدي لما تصفه بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويعاني أكثر من 17 مليون يمني من إجمالي السكان البالغ عددهم 27 مليون نسمة من نقص الأغذية، ويعيش ما يقرب من 7 ملايين على شفا الموت جوعاً. وقد أطلقت الأمم المتحدة نداءً لجمع 2.1 مليار دولار لهذا العام، غير أنها لم تتلق حتى نهاية اليوم الثلاثاء سوى على تعهدات بتقديم 1.1 مليار دولار فقط.

وتجدر الإشارة إلى أن حالة الطوارئ الإنسانية العميقة في اليمن قد تفاقمت بسبب نشوب الصراع منذ عامين. ويضع هذا الصراع التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وبعض دول الشرق الأوسط وأفريقيا، التي تدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعترف بها دولياً، في مواجهة المتمردين الحوثيين والموالين للرئيس السابق على عبد الله صالح.

وميناء الحديدة هو أحد منفذين متبقيين على ساحل البحر الأحمر في اليمن تحت سيطرة الحوثيين. ومن ثم فإن استعادته سوف تحرم المتمردين من الضرائب التي يفرضونها على الواردات، ولكن من غير المحتمل أن تكون هذه العملية محدودة أو سريعة.

كما أن شن هجوم على الحديدة من شأنه أن يوقف عمليات المعونة في وقت يحتاج إليها اليمن بشدة، وسيكون له تأثير فوري على المدينة المكتظة بالسكان.

وفي هذا الإطار، حذر الفريق القُطري التابع للأمم المتحدة في بيان له من أن "أي حملة عسكرية في المناطق المجاورة لها، انطلاقاً من الأرض أو الجو، سيكون لها عواقب مدمرة على المدنيين".