وزير الخارجية الامريكية تيلرسون: حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية

رام الله - دنيا الوطن
أكد وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، الثلاثاء، أن أميركا ستبحث عن خيارات استراتيجية لوقف تصاعد العنف في سوريا. وقال في كلمة له من توسكانا الإيطالية على هامش اجتماعات "الدول السبع": "من الواضح أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تأمل" في رحيل الأسد من السلطة. 

وقال إن الهجوم الصاروخي على قاعدة الشعيرات في حمص هو رد مباشر على همجية نظام الأسد. وأضاف: "لا يمكن لأميركا أن تسمح بأن يسقط مخزون الأسد من الأسلحة الكيمياوية في يد داعش أو غيرها". وأكد أن أولوية أميركا في سوريا والعراق لا تزال إلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الاسلامية". 

قال إن تحالفات روسيا مع الأسد وإيران و"حزب الله" لا تخدم مصلحتها ويجب عليها التحالف مع أميركا وآخرين.

واتهم تيلرسون روسيا بالفشل لعدم وفائها بالتزاماتها بموجب اتفاقات نزع الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام. وأضاف أن لا تغيير في الموقف العسكري الأميركي تجاه سوريا، مشيراً إلى أن موسكو ربما تكون ضحية مناورة من قبل النظام السوري.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو، الثلاثاء، إن الدول الأعضاء في "مجموعة السبع" سيطلبون من روسيا الكف عن "الرياء" في ما يتعلق بسوريا، والعمل مع الدول الأخرى لإنهاء الحرب الأهلية.

وأضاف للصحافيين بعد اجتماع لمجموعة السبع في توسكانا: "مجموعة السبع ستبلغ روسيا بوضوح شديد بأن هذا الرياء يجب أن يتوقف. يجب أن تتدخل بصدق وإخلاص في العملية السياسية حتى نخرج من هذا الموقف الذي وجدنا أنفسنا فيه"، وأضاف أن الضربة الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي فتحت "نافذة صغيرة" أمام محاولة إنهاء الصراع. وقال إن الاجتماع لم يتطرق بشكل يذكر لمسألة تشديد العقوبات.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، إنها تأمل أن توافق الولايات المتحدة على إجراء تحقيق دولي في هجوم بغاز الأعصاب على بلدة خان شيخون. 

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن عسكريين روسيين اثنين، قتلا في هجوم لمسلحين في سوريا.

وقد انضم إلى اجتماع وزراء "الدول السبع الكبرى"، نظراؤهم في تركيا والسعودية والإمارات والأردن وقطر، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، في مدينة لوكا الإيطالية، لمناقشة الشأن السوري. وستمهد مناقشات وزراء خارجية "الدول السبع" الطريق لقمة يعقدها رؤساء الدول في صقلية في نهاية أيار/مايو.
الاجتماع جاء قبيل توجه وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، إلى موسكو الثلاثاء. وكان تيلرسون، قد زار الإثنين، موقع مذبحة نازية وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية في إيطاليا، وقال إن واشنطن لن تدع أبدا مثل هذه الانتهاكات تمر دون عقاب. وأضاف للصحافيين: "نلزم أنفسنا مرة أخرى بمحاسبة أي وكل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان بالعالم".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن سمعة روسيا تلطخت من جراء دعمها المستمر للأسد واقترح مع كندا تشديد العقوبات على موسكو إذا واصلت دعم الأسد. وقال جونسون بعد لقائه تيلرسون: "ما نحاول فعله هو أن نعطي لريكس تيلرسون أوضح تفويض ممكن منا كدول الغرب وبريطانيا وجميع حلفائنا هنا ليقول للروس: هذا هو الخيار المطروح أمامكم، ابقوا إلى جانب ذلك الرجل (الأسد) ابقوا مع ذلك الطاغية أو اعملوا معنا للتوصل إلى حل أفضل".
وقال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إنها تحدثت مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، واتفقا على أن هناك متسعاً يسمح بإقناع روسيا بقطع علاقاتها بالأسد.

وتحدث ترامب في وقت لاحق، الاثنين، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة في سوريا، الأسبوع الماضي، وشكرها على دعمها. وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، الإثنين: "أعتقد أنه يتعين علينا إظهار موقف موحد ويجب علينا جميعاً في هذه المفاوضات فعل كل ما يمكن لإخراج روسيا من زاوية الأسد، ولو إلى النقطة التي تكون مستعدة عندها للمشاركة في التوصل لحل سياسي". وأضاف: "إنها اللحظة المناسبة للحديث في هذا الشأن وكيف يمكن للمجتمع الدولي مع روسيا وإيران والسعودية وأوروبا وأميركا الدفع قدما بعملية للسلام في سوريا وتفادي المزيد من التصعيد العسكري للصراع".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، الإثنين، إن الولايات المتحدة يمكن أن تشن المزيد من الهجمات على سوريا، إذا استخدمت حكومتها الأسلحة الكيماوية مجدداً أو أسقطت براميل متفجرة. وعاد المتحدث ليوضح: براميل تحوي مواد كيماوية.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، الثلاثاء، إن النتائج التي توصلت إليها أنقرة، أظهرت أن الحكومة السورية ما زالت تملك قدرات حربية كيماوية، وحض على اتخاذ إجراءات للحيلولة دون استخدامها. وأضاف في تصريحات لقناة "تي آر تي" الإخبارية الرسمية التركية، من إيطاليا، أن هناك حاجة ملحة لحكومة انتقالية في سوريا، وأن مخاطر الأسلحة الكيماوية ستظل قائمة ما دام الرئيس بشار الأسد في السلطة.
وقال ديبلوماسيون إيطاليون إن وزير الخارجية الإيراني، طلب قبل بدء الاجتماع أن يتحدث مع نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو، لبحث الوضع في سوريا، ولم يكشف النقاب عن تفاصيل المحادثة، بحسب وكالة "رويترز".

في المقابل، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، قال إن "العودة إلى المحاولات الزائفة لحل الأزمة بتكرار أن الأسد ينبغي عليه التنحي لا تساعد في حل الأمور"، وأكد أن موضوع مصير الأسد ليس مطروحاً، وأن "لا بديل عن مفاوضات جنيف وآستانة لدفع التسوية السياسية". 

وانتقد بيسكوف بقوة "التوجهات الأميركية التي دلت على تجاهل أهمية أن نأخذ مصالح بعضنا بعضاً في الاعتبار". وقال إن "جدول أعمال الرئيس فلاديمير بوتين لا يتضمن حالياً عقد لقاء مع وزير الخارجية الأميركي"

التعليقات