الإضراب وحرب الإشاعات

الإضراب وحرب الإشاعات
نبض الحياة

الإضراب وحرب الإشاعات

عمر حلمي الغول

علم الإشاعة، هو احد اسلحة الحرب المستخدمة بين الأعداء لتحقيق جملة من الأهداف: منها، اولا إرباك جبهة العدو؛ ثانيا بث الرعب والخوف في صفوف الأعداء؛ ثالثا ضرب الروح المعنوية في صفوفهم؛ رابعا خلق هوة بين القيادة من جهة والشعب والجيش من جهة أخرى؛ خامسا الفت في عضد عوامل الصمود السياسية والإقتصادية / المالية والإجتماعية؛ سادسا تشتيت التركيز في جبهة الأعداء عن الهدف المركزي ... إلخ. ولهذا السلاح العلم أهمية قصوى في زمن الحرب والسلام. ويستخدم في كافة مجالات الحياة، فلا يقتصر على الدول والجيوش، بل يمكن ان يستخدم بين الشركات والمؤسسات وحتى بين الأحزاب والقوى والأشخاص المتنافسين في الإنتخابات.

وفي حرب حكومة إسرائيل الآنية على إضراب الحرية والكرامة عن الطعام لإسرى الحرية بهدف إفشاله، والإلتفاف على غاياته المطلبية والوطنية، لجأت ( قيادة إسرائيل) منذ الإعلان عن موعد الإضراب لسلاح الإشاعة، حيث اشارت المنابر الإعلامية وكتابها المرتبطين بالمؤسسة الأمنية إلى أن "هدف القائد مروان البرغوثي من الإضراب يتمثل في إظهار مكانته كمنافس للرئيس ابو مازن". وايضا اشارت إلى انه "اراد (مروان) إبراز ثقله داخل وخارج السجن في مواجهة خصومه في القيادة الفلسطينية"، وبعض المصادر ذهبت لما هو ابعد من ذلك، حيث أوحت "بوجود إتفاق بين مروان البرغوثي وقيادة حماس لإرباك القيادة السياسية، وخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية." هذا في الجانب السياسي، وبعدما فشلت إسرائيل ومن لف لفها في الداخل الفلسطيني والإقليمي بدس الإسفين بين قيادة الإضراب البطولي والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن، التي تبنت منذ اللحظة الأولى مطالب الإضراب، وأعلنت بلسان الرئيس عباس عن دعمها ووقوفها الكامل خلف الإضراب وقيادته، ووضعت كل الإمكانيات لمساندته حتى تحقيق أهدافه. بعد ذلك لجأت الحكومة إلإسرائيلية وادواتها الأمنية والإعلامية  لحرب الإشاعة التفتيتية، حيث اشارت أكثر من مرة إلى " إنسحاب أعداد من الأسرى من الإضراب"، وأعلنت "عن عدم مشاركة ممثلي قوى سياسية بعينها في الإضراب" لتعزيز سياسة "فرق تسد"، والتأثير على معنويات الأسرى المضربين. كما قامت بنقل وعزل قيادة الإضراب من سجونهم إلى سجون اخرى، وقبل هذا وذاك شنت إسرائيل بلسان وزراءها كاتس وليبرمان حرب هدم المعنويات من خلال الدعوة لفرض سياسة الإعدام على الإسرى، وتركهم لقمة سائغة للموت دون التفاوض معهم او الإستجابة للحد الأدنى من مطالبهم .. إلخ من الأساليب القذرة والمبتذلة بهدف تحقيق الأهداف الإسرائيلية.

حرب الإشاعة الإسرائيلية فشلت في تحقيق مآربها، رغم مرور 9 ايام على الإضراب. لكن هذا الفشل، لا يعني انها إستسلمت، بل ستواصل بث سمومها للفت في عضد المضربين، والحؤول دون تحقيق اهدافهم المطلبية والسياسية. ونتيجة التنبه لإهدافها الخبيثة، ويقظة قيادة الإضراب والمضربين والقيادة السياسية لما ترمي اليه القيادة الإستعمارية الإسرائيلية، فإن مآل حرب الإشاعة الإسرائيلية الفشل. ليس لما تقدم فقط، انما لإن أسرى الحرية المضربون عن الطعام مصممون على تحقيق اهدافهم؛ ولإن معركة الأمعاء الخاوية تتعاظم مع دخول اعداد جديدة من اسرى الحرية ومن سجون اخرى لميدان الإضراب؛ ولتعاظم المساندة الفلسطينية والعربية والإقليمية والأممية لنضالهم المشروع. وبالتالي هزيمة إسرائيل المارقة امام إرادة جنرالات الحرية في الأسر، باتت مؤكدة.

ولتعظيم إنتصار اسرى الحرية يتوجب فضح وتعرية حرب الإشاعة الإسرائيلية؛ إماطة اللثام عن الإجراءات الإسرائيلية الإجرامية ضد أسرى الحرية، والحؤول دون تطبيقها لقوانينها العنصرية كإرغام الأسرى على الأكل؛تعزيز حملة المساندة الشعبية والسياسية والديبلوماسية والحقوقية وعلى كل الصعد والمستويات؛ المتابعة الدقيقة لمصير حياة اسرى الحرية والكرامة لحظة بلحظة ...

[email protected]
[email protected]