الجبهة الشعبية تنظم مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين

الجبهة الشعبية تنظم مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين
جانب من الفعالية
رام الله - دنيا الوطن
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – لجنة الأسرى صباح اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة شارك بها الآلاف من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، وحملة التضامن الدولية مع القائد أحمد سعدات، وأعضاء جبهة العمل الطلابي واتحاد الشباب التقدمي ولجنة النشاط النسوي، ومركز حنظلة للأسرى والمحررين، وأسرى محررين، وحشد نسوي ومن الأطفال، تقدمهم فرق من الكشافة.

وانطلقت المسيرة الحاشدة من أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة وجابت شوارع غزة الرئيسية متوجهة إلى خيمة الاعتصام في ميدان السرايا، تخللها الهتافات الداعية لإسناد الأسرى وإضراب الكرامة، والمنددة بممارسات مصلحة السجون بحقهم.

ورُفعت خلال المسيرة أعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور الأسرى المضربين وفي مقدمتهم الرفيق أحمد سعدات والقائد مروان البرغوثي والمناضل جورج عبدالله وكوكبة من الأسرى في سجون الاحتلال.

وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة حسين منصور كلمة الجبهة المركزية في خيمة الاعتصام قال فيها : " يدخل أسرانا البواسل في سجون الاحتلال اليوم يومهم الثامن في معركة الكرامة التي يخوضوها، وهم أكثر إصراراً وتصميماً على النضال من أجل انتزاع مطالبهم العادلة والتي تتلخص في تحسين ظروفهم الاعتقالية داخل السجون، وتحقيق جملة من المطالب الحياتية التي سلبها الاحتلال منهم قبل عدة سنوات".

وأكد منصور في كلمته أن معركة إضراب الكرامة جاءت لتؤكد من جديد أن أسرانا البواسل هم طليعة شعبنا، والنواة النضالية الصلبة، والتي تقف في الخندق الأمامي في مواجهة الاحتلال وأدواته القمعية، ورغم ما يتعرضون له من ممارسات متواصلة وإجراءات انتقامية تصاعدت بعد إعلانهم الإضراب عن الطعام ومن أبرزها عزل قيادات الإضراب، وأنهم مصممون على خوض هذه المعركة وتوسيعها رويداً رويداً لتشمل جميع السكون.

ومن أمام خيمة الاعتصام أبرق منصور بخالص التحية إلى جميع أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال، وخص بالذكر قيادة الحركة الأسيرة وأبرزهم الرفيق القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقائد المناضل مروان البرغوثي، والقائد حسن سلامة، وكريم يونس.

كما حيا جميع الأشبال والزهرات والأسرى المرضى والمعزولين والإداريين، وأسرى الداخل المحتل، والقدس، وأسرى غزة والضفة، والأسرى العرب، وخاطبهم جميعاً قائلاً: "  إلى كل هؤلاء نقول لهم من خيمة الاعتصام نحن فخورون بكم جميعاً... أنتم شموس للحرية التي تشرق كل يوم في سماء فلسطين لتعمم كرامتها وعزتها على شعبنا".

واعتبر منصور أن حالة الإجماع الوطنية التي نراها في الوطن والشتات ونراها اليوم في خيمة الاعتصام رغم أنها بحاجة إلى المزيد من فعاليات الإسناد للأسرى، دليل على أن الأسرى هم من يستطيعوا أن يوحدونا وأن نترك الخلافات جانباً، مطالباً بتنفيذ مطلبهم بالتشبث بالوحدة باعتبارها المدخل الأساسي لتحررنا من الاحتلال وحتى تحرير الأسرى، والانصات إلى عذاباتهم داخل السجون وصمودهم وهم يقاومون بأمعائهم الخاوية من أجل أن يجدوا الإجابة ومفتاح الحل في كلمة الوحدة فهي الحل السحري لكل إشكالياتنا الداخلية، وبها تتحطم كل المؤامرات.

وفي هذا السياق، دعا منصور لأوسع مشاركة رسمية وشعبية في إسناد معركة إضراب الكرامة، واعتبار هذه المعركة هي معركة الشعب الفلسطيني كله، مؤكداً على ضرورة أن تتحوّل مواقع التماس في الضفة إلى ساحات اشتباك مفتوحة إسناداً للأسرى، داعياً المقاومة إلى بذل الجهود من أجل إطلاق سراح الأسرى من خلال صفقة تبادل مشرفة.

وأوضح منصور بأن معركة إضراب الحرية تكشف أن هناك إجماع فلسطيني كامل على قضية الأسرى، إلا أن الجهود مبعثرة وبحاجة إلى تركيز وتوحيد، مطالباً بالتقاط دعوة الأمين العام للجبهة الرفيق أحمد سعدات بضرورة إسناد قضية الأسرى من كافة قطاعات شعبنا، واعتبارها جزء من برنامج وطني فلسطيني مقاوم يعكس هوية ومكانة الأسرى الكفاحية، والابتعاد عن الاستخدام الوظيفي والفئوي أو الفردي، والعمل على وضع مهمة تحريرهم وإسناد نضالهم على رأس جدول أعمال البرنامج النضالي الوطني.

كما دعا المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والقوى والأحزاب الوطنية والمجتمعية والنقابات والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة إلى مواصلة إسنادها لقضية الأسرى، وضرورة أن تشمل الفعاليات المساندة وإقامة خيم الاعتصام المدن والقرى والأحياء والمخيمات، وساحات الجامعات والمدارس، حتى نوجه رسالة للعدو بأننا شعب لا يهمل أسراه، ويضعهم في حدقات العيون.

كما دعا أحرار العالم ولجان المقاطعة الدولية للكيان الاسرائيلي المنتشرة حول العالم والبرلمانين الدوليين المتعاطفين مع شعبنا إلى أوسع تضامن مع أسرانا البواسل، وقضيتهم، ونقل معاناتهم خاصة معاناة المرضى والأطفال القصر والمعزولين إلى العالم، وبذل الجهود  من أجل توفير الحماية الدولية لهم باعتبارهم مناضلي من أجل الحرية، وهو ما يتطلب توثيق كل الجرائم المرتكبة بحقهم وإرسالها إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحقهم.

كما توجه منصور بخلص فخره واعتزازه باسم الجبهة وجماهير شعبنا الصامد في القطاع إلى المناضل الأممي الرفيق جورج عبدالله المختطف في السجون الفرنسية، والذي أعلن إسناده ومجموعة من رفاقه لأسرانا البواسل من خلال خوضه إضراباً مفتوحاً عن الطعام.

وفي ختام كلمته جدد منصور تأكيده على أن تجسيد الوحدة الوطنية قولاً وفعلاً ونبذ كل الخلافات، وإنهاء حالة الانقسام هي أفضل هدية نقدمها للأسرى في معركتهم البطولية ضد مصلحة السجون، مشيراً أنه كما نجح أسرانا البواسل وسينجحوا في تحقيق مطالبهم العادلة من خلال معارك الإرادات، يجب علينا أن ننجح في امتحان الوحدة، فهي مطلبنا جميعاً ومطالب الأسرى جميعاً.

تجدر الإشارة أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة نظمت وستنظم سلسلة من الفعاليات الإسنادية المتواصلة لأسيراتنا وأسرانا البواسل في السجون الاحتلال والذين أعلنوا عن خوض إضراب الكرامة منذ ثمانية أيام.