مهرجان الظفرة البحري مقصد الأسر والعائلات عشاق الأصالة والتاريخ

رام الله - دنيا الوطن- إبراهيم عمران 
على ضفاف الشاطئ يتواجد بيت " النوخذه " ذلك البيت الذي يتميز بتصميمه التراثي القديم ليحكي للجميع تاريخ المرفأ قديما، ويرصد كيف عاش أهلها في شدة وقساوة أصقلتهم قوة وتحمل لمواجهة مواقف الحياة المختلفة، تلك القوة التي يرى البعض
أنها لم تعد موجودة حاليا بين شباب اليوم كما كانت موجودة بينهم قديما، ويروي جمعة الرميثي أحد النواخذة المتواجدين يوميا داخل بيت النوخذة ليسرد للزوار من كبار وصغار ما يحتويه البيت من مكونات كانوا يعتمدون عليها في رحلات الغوص
وصيد اللؤلؤ والأسماك.

وحرصت اللجنة المنظمة بدورها على أن يتم تشكيل بيت النوخذه داخل موقع مهرجان الظفرة بتصميم مُقارب له قديما بحسب ما ذكره عبيد خلفان المزروعي مديرالمهرجان إذ أوضح أنه يتضمن نفس المكونات التي كان يصنع منها قديما، كما أنه يضم مختلف الأدوات والآلات المستخدمة في الغوص وصيد اللؤلؤ، إذ يضم نماذج متنوعة لمختلف القوارب المستخدمة قديما والمصنوعة من الخشب سواء تلك المستخدمة في رحلات الغوص أو المستخدمة في صيد الأسماك، ويتواجد داخل البيت مجموعة من كبار السن ممن عايشوا تلك الفترة الزمنية ليرووا للزوار تاريخا مهما عن حياة أهل المرفأ الذين اشتهروا بالغوص وصيد اللؤلؤ والأسماك .

ويؤكد جمعة حثبور الرميثي أن بيت النواخذه المقام على شاطئ المرفأ يعتبر مدرسة لتعليم النشئ تاريخا مهما عن حياة الأجداد والآباء، وكيف كانت ظروف الحياة قاسية وتحملوها بكل قوة وجلد، موضحا أنه يتوافد على البيت الزوار يوميا من
جميع الجنسيات سواء كبار أو صغار ليطلعوا على ما يحتويه من مقتنيات قديمة تعبر عن تلك الفترة الزمنية من قوارب صيد وأدوات غوص، ومنتجات متنوعة كانت ضرورية في رحلات الغوص والصيد .

ويقول الرميثي إنّ المرفأ قديما كانت محطة بحرية هامة يتوافد عليها أهل ليوا من المتواجدين في البر ليتم نقلهم عبر القوارب إلى جزيرة مروح، تلك الجزيرة التي لها مكانة كبيرة في نفوس أهل البحر، وما زالت موجودة حتى زمننا هذا ويحرص
أهلها على زيارتها باستمرار للاستمتاع بذكرياتهم الجميلة داخلها، كما كان أهلها يحترفون الغوص وصيد اللؤلؤ خلال فترة الغوص، بينما يقومون بصيد الأسماك باقي شهور العام موضحا أن فترة الغوص لا تتجاوز من 3 الى 4 شهور، وحصيلة الغوص
لا تكفي متطلبات الأفراد في تلك الفترة، لذلك كان الصياد عقب عودته من الغوص يستعد لرحلات صيد الأسماك والتي تمتد لأكثر من 9 شهور .

مقصد الأسر والعائلات وعشاق الأصالة والتاريخ
لم يعد مهرجان الظفرة البحري مجرد حدث عادي بل تحول إلى كرنفال سياحي تراثي بحري يجذب إليه عشاق الأصالة والتحدي والمغامرة من مشاركين وجمهور عاشق للمتعة والعراقة، وأصبح مقصدا للأسر والعائلات التي تجد فيه مبتغاها من الفعاليات
والأنشطة والبرامج التي تلبي طموحاتها واحتياجاتها.

إذ حرصت أغلب الأسر والعائلات من داخل الدولة وخارجها، على أن يكون لمهرجان الظفرة موقع متميز ضمن أجندتها السياحية، فأصبح مألوفاً أن تجد الأسر بكامل أفرادها من دول أوروبا وأميركا وآسيا، تجوب أجنحة المهرجان المختلفة، حيث جاء
بعضهم للمرة الأولى بعدما سمعوا عن الحدث من زوار المهرجان في الدورات الماضية لمتابعة المهرجان، ومنهم من يحرص على أن يكون متواجد فيه بشكل دائم.

وتؤكد سلمى فالح أنها تحرص على أن تكون متواجدة في جميع الدورات التي تخص مهرجان الظفرة، وذلك من الدورة الرابعة عندما حضرت لأول مرة وجذبتها الفعاليات والبرامج والأنشطة المقدمة لذلك قررت أن تكون متواجدة كل عام في المهرجان.

ويشير أحمد مصطفى أنه واظب على حضور مهرجان الظفرة في النسخة الأولى له عندما كان يعمل وقتها في مدينة المرفأ، وعندما انتقل للعمل في مدينة دبي بعد الدورة الثالثة لم ينقطع عن المهرجان بل ظل مواظبا على الحضور إليه مع أسرته خلال
العطلة، حيث الفعاليات الشيقة والبرامج التي تناسب الجميع سواء كانوا من الصغار أو الكبار، وهو سعيد بتواجده في المهرجان.

ويشير يوسف الحمادي إلى أنّ المهرجان يقدم وجبة متميزة لعشاق الأصالة والتاريخ، وأن أكثر ما جذبه داخل المهرجان هو بيت النوخذه، كونه صياد فقد فوجئ أنّ الركن يضم كافة الأجزاء البسيطة التي كانت تلامس حياة مستخدمي البحر قديما لينقل للزوار صورة حية عن تلك الفترة.

من جانبها حرصت اللجنة المنظمة على أن يتضمن مهرجان الظفرة البحري العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة، التي تلبي طموحات واحتياجات المشاركين والجمهور الكبير، الذي يحرص على المتابعة خلال 10 أيام كاملة على شاطئ المرفأ الذي تمّ تجهيزه بكافة الإمكانات والتجهيزات لاستقبال الأعداد المتزايدة من الجماهير الغفيرة في موقع المهرجان، الذي يشهد إقامة فعاليات ترفيهية للعائلات.