نسرين قادري ..صوت ملائكي فلسطيني يُغني لإسرائيل في "عيد استقلالها"

نسرين قادري ..صوت ملائكي فلسطيني يُغني لإسرائيل في "عيد استقلالها"
نسرين القادري
خاص دنيا الوطن- رفيف عزيز
ضجت وسائل الإعلام العربية و"الإسرائيلية" بحدث تشهده إسرائيل لأول مرة، حيث ستُشارك المطربة الفلسطينية العربية المُسلمة "نسرين القادري" في "يوم الاستقلال الإسرائيلي"، وهو اليوم الذي شهد نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، وهو نفس اليوم الذي يلقبه الفلسطينيون بـ"يوم النكبة"، والذي شهد تواجد العدو الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية.

وتقام هذه الاحتفالات على جبل "هرتزل" الموجود في القدس، وتبدأ بأن يوقد المتحدث باسم الكنيست شعلة نار، ثم تتبعها شعلات أخرى تصل إلى 12 شعلة كرمز للقبائل العبرية.

وكل عام يقوم مطرب إسرائيلي بإحياء هذا الحفل الغنائي، ولكنها المرة الأولى التي سيقوم بإحيائها مُطربة عربية!

من هي نسرين؟

بحسب لقاء لها في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن نسرين تبلغ من العمر 29 عاماً، ولدت في حيفا وترعرعت في اللد، وتعتنق الديانة الإسلامية.

 بدأت حياتها الفنية كمطربة أفراح في حيفا، حيث كانت تحيي أفراح المجتمعات العربية فقط، وفي عام 2012 حين شاركت في أكبر مسابقة غنائية في "إسرائيل" بعنوان "إيال جولان يناديك"، وتمكنت من حصد اللقب والفوز بصوتها الملائكي.

أصبحت نسرين إحدى نجمات الغناء الشرقي الشهيرة في السنوات الأخيرة في إسرائيل، خاصة أنها استطاعت التميز عن قريناتها بمزج الغناء الشرقي باللغة العبرية، وأطلق عليها جمهورها لقب "نجمة الطرب الشرقي في إسرائيل".

لماذا نسرين؟

قد يتبادر إلى الذهن العديد من الأسئلة أهمها كيف تنظر نسرين إلى الصراع الأزلي الذي يجمع وطنها الأم بالمُحتل الإسرائيلي، وهو وما أجابت عنه في لقاء مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية التي كتبت عن إحيائها يوم ذكرى شهداء الجيش الإسرائيليين.


 حيث صرحت نسرين: "نواجه واقعاً صعباً وجنونياً، وليس طبيعياً، توجهي هو توجه إيجابي ويتميز بتسهيل الأمور، أشعر بالانتماء من خلال صعودي على منصة الاحتفالات، أنقل رسالة من السلام والأخوة، بعيدة عن العنصرية والعنف، وأعتقد أن في وسع الموسيقى أن تجمع القلوب".

وأكدت نسرين أنها لا تخاف من ردود الفعل التي ستكون عنيفة ضدها من المجتمع العربي، بل وترى أنها تجعل العرب يشعرون بالانتماء، وأن تمثيل المجتمَع العربي في مراسم مهمة في المجتمَع الإسرائيلي شيء مهم لتحقيق ذلك.

كما أن نسرين تعتمد على اللغة العبرية في تواصلها مع جمهورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتباهى بأنها تسكن مع حبيبها اليهودي في منزل واحد!


 رسائل مُبطنة ذات دلالة قوية!

ليست المرة الأولى التي تُفاجئ بها إسرائيل العالم العربي، وتُحاول الانسياب داخل نسيجه لتبدو جزءاً لا يتجزأ منه، حيث جندت إسرائيل متحدثها باسم الجيش أفيخاي أدرعي للتواصل بشكل مباشر مع الشباب العربي في صفحته على فيسبوك، عبر مجموعة من الفيديوهات التي يقوم بتصويرها مع الجنود العرب في الجيش الإسرائيلي.

كما يقوم في المناسبات الإسلامية بنشر كلمات وأحاديث دينية حول تلك المناسبات وتقديم التهنئة للعرب والمسلمين.



  ولا يتوانى للحظة عن الإدلاء برأيه في أي حدث يخص الفنانين العرب، ويتباهى بحبه لأغاني أم كلثوم وعمرو دياب وغيرهم من المطربين العرب.

كما أن هناك مواقع عديدة لها حساب على موقع "الفيسبوك" مختصة بتشويه الحقائق لصالح إسرائيل مثل صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، وهي محاولة للتطبيع مع العرب بطريقة مبتكرة وحديثة تستهدف فئة عمرية لتسوق له كيان إسرائيل وتبرر ممارساته.



 وأخيراً، لم تكتف إسرائيل بمشاركة المطربة نسرين، حيث سيشارك مسلم آخر بدور مهم في المراسم وهو البروفيسور أحمد عيد، مدير قسم الجراحة العامة في مستشفى هداسا في القدس، وسيشعل شعلة أثناء المراسم، حيث قال في لقاء لإذاعة إسرائيلية: "سأقول بكل سرور الأقوال المتبعة "فخراً بدولة إسرائيل"، قال البروفيسور عيد، أنا ابن هذه الدولة، وكل ما حققته هو بفضلها".

 

التعليقات