غزة: "شمشون الجبار".. والأساطير الإسرائيلية المزيفة (فيديو)

غزة: "شمشون الجبار".. والأساطير الإسرائيلية المزيفة (فيديو)
مقام الشيخ محمد أبو العزم من المغرب
خاص دنيا الوطن- إسلام الخالدي
شمشون الجبار شخصية تاريخية ذكرت في العهد القديم، يقال إنه هدم المعبد في غزة، الروايات تعددت والآراء اختلفت لكن الحقيقة باتت واضحة بأنها زيف من الادعاءات التي أُخذت من أكاذيب إسرائيلية كتبت في التوراة، ويشير البعض إلى أن القبر الذي يوجد في مدينة غزة لشمشون، لكن هناك دلالة واضحة مكتوبة على القبر باسم رجل مغربي يدعى محمد أبو العزم.

القصة بدأت عندما وقع شمشون وهو في ريعان شبابه في حب امرأة فلسطينية اسمها "دليلة" في منطقة وادي "سروك" أو وادي "سراك" غرب القدس، حيث أنه أراد ان يلحق بها في غزة، وفي طريقه قابله أسد فقتله وجعل من فمه مكاناً للنحل حتى ذكر بأنه أخذ من العسل وأطعمه لأبيه تانوح، حيث تم تسليمه في المرة الأولى من قبل الفلسطينيين، ومن شدة قوته كسر البوابة الحديدية وحملها وخرج بها إلى "تل المنطار" شرق الشجاعية، ورواية أخرى تقول بأنه قتل 1000 فلسطيني ضربة واحدة بفك حمار، فتعجبوا من شدة قوته.

حينها أرادت دليلة أن توقعه بالفخ ومعرفة السر الذي تكمن فيه قوته، إلى أن توصلت بأن قواه الخارقة تكمن في خصلات شعره، فقامت بتنويمه وبمساعدتها استطاع الفلسطينيون قص شعره وفقؤوا عينيه، وعمل حينها خادماً يطحن القمح والشعير، إلى أن تمكن منهم في حين أنهم كانوا يظنون بأن قوته قد استنفذت ولم يقدر عليهم بعد، لكنه في ذلك الوقت أراد بهم الهلاك والانتقام لما فعلوه به، فهدم المعبد بيدية ضربة واحدة عليهم جميعاً، ونطق آخر كلماته "علي وعلى أعدائي" ولفظ أنفاسه الأخيرة في غزة، والرواية تقول: إنه دفن غرب الشجاعية بالمقام الذي يدعي لشمشون الجبار حالياً.

زيف من الإدعاءات.. وأساطير مكذوبة

دكتور التاريخ وعلم الآثار ناصر اليافاوي، يوضح لـ "دنيا الوطن" حقيقة الرواية قائلاً: "لابد من الإشارة إلى أن ما ورد من معلومات تاريخية في التوراة قصص نشزت من أساطير كتبها بعض من حاخامات اليهود أثناء السبي البابلي، عندما جاء نبوخذ نصر إلى أرض فلسطين.

ويضيف: "شمشون الجبار اسمه الحقيقي "شيم سون" وفي بعض الروايات "شنشون" وتعني ابن الشمس، الشخص نفسه الموجود تاريخياً هو ابن تانوح، نعتقد جدلاً بأن قصة شمشون الجبار قامت في فلسطين، لكن لها بعض من المغازي التشويهية لمن يختلف في الرأي والفكر عن الفكر اليهودي".

"والمتمعن لقصة شمشون والأساطير التي وردت حولها ونشزت لا تخضع لمنطق التحميص والعقل البشري، حيث إن القصة بدأت حين كان تنوح وامرأته عاقراً تريد طفلاً فدعت الرب فبشرها بغلام، وعندما جاء أطلق عليه ابن الشمس "شمشمون"، فأراد أن يشكر الرب فنذر لنفسه ألا يحلق شعره، وهنا تكمن قوته على حسب الروايات.

ويردف بالقول: "ما ورد في قصة شمشمون هي محاولة تشويش سمعة الإنسان الفلسطيني ووصفه بالبربري وإعطائه لقب الخيانة، وتشبيه نساء فلسطين بالزانيات، وأن أهل غزة أهل الظلم وأن الله يريد أن ينصر بني إسرائيل عليهم رغم الظلم الذي وقعوا به كما جاء في القصة، لكن الرسالة هنا توضح بأن من يحمل فكراً يختلف عن الفكر اليهودي يعتبر من "البوئيين" أي أنه ليس بشراً، والهدف من هذه الراواية تأكيد بأن اليهود هم أقوى الناس وشعب الله المختار".

ويشدد د. اليافاوي، على أن شمشون لم يأتِ إلى غزة حسب البحث التاريخي الإسرائيلي الأخير الذي قام به بروفيسور علم الآثار "ماهير" في جامعة رمدقان شمال تل أبيب، ليقول "بأن الحادثة وقعت بالقرب من قرية اسمها كريات ملاخي "كرتيا" أهلها ناس كنعانون، وهذه الحادثة مزورة، وما حدث هناك عبارة عن زلزال.

ويؤكد د. اليافاوي، بأن موضوع القضية يدور حول محور صراع ما بين الفلسطينيين القدماء وهم سكان البلد الذين هاجروا إلى فلسطين واليهود، والحقيقة التاريخية تقول إن اول من جاء إلى فلسطين قبائل عربية تسمى "أمورو" أو باللهجة العربية "العمورو" وتعني الذي جاء من غرب شبه الجزيرة العربية، ثم الهجرة الثانية جاءت هجرة "الإيراميين" نسبة إلى إرم ذات العماد التي جاءت في القرآن الكريم.

ويشير، إلى أن بعض الروايات تزعم بأن هناك تساوي في الفترة الزمنية ما بين مجيء قبائل بني إسرائيل والقبائل الفلسطينية "فلستيا" التي جاءت من اليمن، منوهاً إلى أن الذين أطلقوا هذه التسميات والمقامات، هم مجموعة من المستشرقين جاؤوا إلى فلسطين إبان الانتداب البريطاني الفلسطيني 1922-1927م، حتى رحيلهم عن أرض فلسطين عام 1948م.

مقام محمد أبو العزم

ويتابع: "المقام الموجود في غزة لشيخ يدعى محمد شمس الدين أبو العزم "العزايم"، من مدينة المغرب أتى في عهد المماليك 1260- 1516م، وهذا الرجل فتح زاوية كان يعلم الناس القرآن والسنة ويطعم الفقراء وكان له "تكية" خاصة به، إلى ان مات ودفن في تلك المنطقة، الضريح الحالي منذ عام 1291م، حيث تم تجديده عام 1516م على يد قنصوة الخوري إلى أن قتل، ولم يكتمل ترميمه بعد".