الرسائل الخفية من فيديو "#حكومتكم_تكذب".. القسام "يشربْك" المجتمع الداخلي الإسرائيلي؟!

الرسائل الخفية من فيديو "#حكومتكم_تكذب".. القسام "يشربْك" المجتمع الداخلي الإسرائيلي؟!
ارشيفية
خاص دنيا الوطن – صلاح سكيك
عرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فيديو لأغنية باللهجة العبرية، خاطبت من خلالها عوائل الأسرى المحتجزين لديها في قطاع غزة، وجاءت كلمات الأغنية رسالة من الجنديين هدار جولدن، وشاؤول أرون، تكذب الحكومة الإسرائيلية، التي كثيرًا ما كانت تُصر على أن الجنود المحتجزين لدى حماس بغزة، "قتلى"، وليسوا أحياء.

هذا الفيديو أرفقته الحركة، بوسم "#حكومتكم_تكذب"، في إشارة لعدم مصداقية حكومة نتنياهو التي ترفض التعاطي مع صفقة تبادل جديدة مع حماس، رغم وجود وسطاء من خلال دول عربية، أو حتى أوروبية.

في أعقاب نشر الفيديو، امتنعت وسائل الإعلام العبرية التعاطي معه، رغم أنه نشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق عليه الكثير متهمين الحكومة الإسرائيلية، بإخفاء الحقائق بهذه القضية.

إلى ذلك، علّق متابعون إسرائيليون، على الفيديو بقولهم: "على الحكومة الإسرائيلية الآن الخروج والرد على فيديو حماس، الذي عزز فرضية أن الجنود لديها "أحياء"، لا سيما وأن الفيديو السابق الذي جاء بعنوان "القرار بيد الحكومة"، حيث احتفلت حماس بعيد ميلاد الجندي المحتجز لديها شاؤول أرون، لم تعلق عليه حكومة نتنياهو، ما آثار ضجة كبيرة في إسرائيل، وزاد الضغط الداخلي على نتنياهو، وتحديدًا من عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة.

إذن؛ ما الرسائل الخفية التي أرادت كتائب القسام، إرسالها للجمهور الإسرائيلي ولحكومة نتنياهو؟ وهل أصبحنا على أعتاب صفقة تبادل أسرى جديدة، أكثر من أي وقت مضى، في ظل المعطيات الجديدة التي تفرضها حماس، على حكومة نتنياهو، وتعزيز فرضية أن الجنود أحياء، وليس بادعاء الجيش أنهم أموات؟

الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، قال: إن فيديو القسام يُقرأ بسياقين اثنين، أولهما هو زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، من خلال ضرب أهالي الأسرى بالحكومة اليمينية، وتحديدًا عائلتي الأسيرين هدار جولدن وشاؤول أرون.

تسويق الصفقة المقبلة

وأضاف حرب لـ "دنيا الوطن"، أن الأمر الآخر يتعلق بتشجيع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وبث الحماس في صفوفهم، وأن حريتهم تقترب أكثر من أي وقت مضى، من خلال صفقة تبادل أسرى جديدة مع إسرائيل.

وحول تنوع أساليب كتائب القسام، في التسويق لصفقة التبادل الثانية، أكد أن القسام يجيد استخدام الإعلام، في القضايا العسكرية، معتبرًا ذلك جزءًا من الحرب النفسية، التي تُجيد حماس استخدامها في الآونة الأخيرة.

وتابع حرب: "يبدو أن حماس وصلها عبر وسطاء صفقة التبادل، أن إسرائيل لا تريد صفقة بشروط حمساوية، لذلك ارتأت الحركة أن تضغط لتحسين شروطها والضغط على حكومة نتنياهو من الداخل، وبالتالي الوصول لما تريده من خلال الصفقة المرتقبة".

أما الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، فأكد أن أغنية القسام نقطة تُسجل لحركة حماس على حساب إسرائيل، لا سيما وأنها جاءت بعد جلسة الكنيست بحضور نتنياهو وأهالي الجنود المحتجزين، والتي شهدت الكثير من المشادات واتهامات طالت الحكومة ورئيسها.

تكذيب نتنياهو

وأوضح المدهون لـ "دنيا الوطن"، أن القسام بهذا المقطع القصير ذكّر الناس بألآم أهالي أكثر من 6000 أسير في سجون الاحتلال، والذين ينتظرون عودة أبنائهم، بفارغ الصبر عبر صفقة تبادل أسرى، مشيرًا إلى أن استخدام وسم "#حكومتكم_تكذب"، كان له آثار صعبة على الجمهور الداخلي في إسرائيل، وهذا يدلل على أن رواية نتنياهو التي يحاول تسويقها بأن الجنود قُتلوا هي رواية غير صحيحة.

وأضاف أنه يبدو أن لدى القسام الكثير من الأوراق التي ستستخدمها مستقبلًا لضرب الحكومة بعائلات الأسرى، وهذا كان له شاهد كإعلان والدة أم هدار جولدن، أن شاهدت المقطع عشرات المرات، وأنها لم تنم ليلة عرض الفيديو.

ولفت المدهون إلى أنه لن يكون للفيديو تبعات مباشرة، لكن أهميته تكمن في تحريك المياه الراكدة، ورسالة للمضربين عن الطعام في سجون الاحتلال وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي، لذلك فإن توقيت نشر الفيديو أهم نقطة تُحسب للمقاومة، على حد تعبيره.

بدوره، الخبير في الشؤون العسكرية، يوسف الشرقاوي، أكد أن استمرار استخدام الحرب النفسية، من قبل المقاومة الفلسطينية، يرفع من قيمة الصفقة المقبلة، وهذا يوضح أن المقاومة تمتلك أعصابًا قوية في مواجهة الاحتلال، الذي يتعنت دائمًا وأبدًا في إتمام الصفقة ويتهرب منها أمام الجمهور الداخلي.

البرغوثي وسعدات على رأس القائمة

وذكر الشرقاوي لـ "دنيا الوطن"، أن حماس بحاجة ماسة لهذه الصفقة لكن بشروطها التي فرضتها مسبقًا، مبينًا أن الشروط تتعلق الآن بأسماء قيادات كبيرة داخل السجون الإسرائيلية، تريد حماس إخراجهم من السجون، منهم القادة مرون البرغوثي وأحمد سعدات، وكريم يونس، لكن إسرائيل تريد قتل الشروط من خلال محاولة إجهاض الصفقة.

ولفت إلى أن الأساليب التي تستخدمها حماس حاليًا مُجدية وتُدير المعركة النفسية بهدوء، على النقيض من ذلك فإن إسرائيل غير قادرة أن تكون ندًا مع حماس، وهنا الحركة أثبت جدارتها في إدارة الملف، لافتًا إلى صفقة شاليط كانت ضخمة ورضخت في النهاية لشروط حماس، رغم محاولة إظهار كبريائها.

واعتبر الشرقاوي، أن حركة حماس تحاول عمل "كي وعي"، بخصوص الإضراب الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال، وبهذا الفيديو حماس شاركتهم في الإضراب، وزادت من صمودهم وتقوية موقفهم ومطالبهم، رغم الحراك الشعبي المتواضع مع قضية الإضراب.

فيديو "#حكومتكم_تكذب"..

 

فيديوهات "القرار بيد الحكومة"..