سواعد بيضاء "اخلاص وتفاني "

رام الله - دنيا الوطن
"وقفت السيارة بجانبي وأنا على رأس عملي،ونزل منها مواطن ستيني، صافحني وانحنى لتقبيل يدي.. سحبت يدي بسرعة"، موظف قسم الصيانة والطوارئ في بلدية دورا شاهر الشوابكة، الذي يواصل عمله في القسم منذ 17 عاماً.

يقول شوابكة، بينما هو على رأس عمله مع فريق الصيانة والطوارئ في وادي الحمام أحد أحياء المدينة، وقفت مركبة الستيني وتفاجأ أن المواطن يشكره بعمق ويحاول تقبيل يده، وتابع الرجل قوله لشاهر: أنه قدّم له خدمة في جوف ليل شهد منخفض
عميق أثناء الشتاء قبل 12 عاماً، وأضاف شاهر أن المواطن انسحب من المكان ولغاية اللحظة لم يعرفه ولا حتّى اسمه.

تعيّن شاهر في البلدية في أول عام 2000، انتقل إلى قسم الصيانة والطوارئ بعد عام ونصف من تعيينه، حيث كانت بدايات إنشاء القسم والذي يعتبر شاهر من أهم موظفيه وهذا القسم وما يقوم به من أعمال صيانة وتمديد وترميم وإصلاح للمرافق
العامة في المدينة من أحب الامور على قلبه حيث أكد ان أي عمل يقوم به هو من هواياته ولديه الخبرة الكافية في ما يقوم به وانه لا يترك أي عمل بين يديه الا اذا شعر بالرضا التام على ما أنجز فيه.

وحينما سؤل شوابكة عن قسمه أجاب وبكل حب "قسم الصيانة من أفضل الأقسام ابتداء من مسؤوله وطاقمه الذي يعمل بروح الفريق المتكامل وانتهاءا بإنجازاته المتواصلة الواضح أثرها على مرافق المدينة.

وذكر شوابكة " أن من أصعب المهام التي قام بها القسم كانت في 28/رمضان 2006هي القيام بتزفيت 35طن من الزفتة في شارع من شوارع المدينة ,حيث قمنا انا وثلاث من زملائي بالعمل دون معدات تساعدنا وجاء العيد ولم نشعر به من التعب الذي اصاب أجسادنا بعد هذا العمل .." .

وأضاف شاهر أن من أكثر الأمور التي أشعرته بالانجاز والفرح على صعيد عمله في قسم الصيانة أن قسم الصيانة بموظفيه مددوا وقادرين على تمديد عبارات في الشوارع بأقل التكاليف على البلدية حيث انه في السنوات الماضية كانوا يحتاجون
للعمال من خارج البلدية ويكلفهم الكثير في عمليات التمديد للعبارات اما الان هم بغنى عن أي موظف يأتي من الخارج .

ويعقب مسؤول قسم الصيانة المهندس حازم عمرو على موظفه المتميز قائلا : "شاهر موظف يتمتع بروح المسؤولية وقادر على التعامل مع كافة الصعوبات والضغوطات وأنه موظف بارع في التكيف مع أي ظرف طارئ في عمله ولديه الخبرة والدراية
الكافية في كافة أمور الصيانة وأنه شخص يسعى لخدمة مؤسسته بأقل التكاليف الممكنة وأنه ومنذ 17 عاما أصبح يتنفس الانتماء لمدينة دورا وبإنتمائه لوظيفته خلق منه إنسان متفاعل مع البيئة والمدينة ."

سلامة وجمال ونقاء مدينتنا لا يأتي من فراغ بل من سواعد بيضاء مخلصة، خفية كانت أم ظاهرة وشاهر خير مثال على موظف طبق الإخلاص بكافة أشكاله ولأمثاله وجد
التقدير والثناء ليس إلا.