الحكومة المنصرفة وخطط النكاية

الحكومة المنصرفة وخطط النكاية
 كتب عبد الكريم سعيد

 حتى وهي تقضي أيامها الأخيرة كتسيير أعمال، تصر الحكومة الفلسطينية على إدهاش الناس وإذهالهم، فمن قفشات رئيسها "بدكم وطن أكثر ولا مصاري أكثر"، و"قيم أيدك من جيابك"، إلى جديدها وهو إعداد خطة "هلامية" لعودة التعليم المدرسي والجامعي في قطاع غزة. فقد استمعت الحكومة المنصرفة الاثنين إلى تقرير من وزير التربية والتعليم العالي، محمود أبو مويس، حول الخطة التي وصفها بالطارئة، ولهذا السبب يبدو أنه لم يكن يملك الوقت للإبداع والابتكار، فتناولها من جاروره جاهزة مستنسخة حرفياً من مبادرة أعلنتها قبل شهر جامعة النجاح لتمكين طلبة غزة من استكمال تعليمهم الجامعي إلكترونياً كطلبة زائرين دون أن يتحملوا أي تكاليف وبالتنسيق مع جامعاتهم الأم في قطاع غزة. والغريب أن الوزير الذي يتقن على ما يبدو مهمة (النسخ واللصق) يقول إنه جرى الترتيب مع جميع مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الشمالية لانخراط طلبة القطاع مجانًا في مساقات الجامعات وفق نظام التعليم عن بعد. 
لكن الوزارة لم تنسق مع مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الشمالية- كما تقول-، كما أنها لم تفعل الأمر ذاته مع مؤسسات التعليم العالي في المحافظات الجنوبية.
 ويقول الوزير إنه جرى العمل مع الشركاء على تطوير منصة إلكترونية (بورتال تعليمي)، تتلاءم ووضع الطلبة في قطاع غزة، من أجل تمكينهم من استئناف دراستهم وحضور المحاضرات إلكترونيا. لكنه لم يوضح من هم الشركاء، ولم يبين على الأقل ماهية المنصة الإلكترونية التي يتحدث عنها، وكأنها سر نووي. ويواصل الوزير سرده بأن وزارته كذلك عملت على تسهيل التحاق العديد من الطلبة ممن استطاعوا مغادرة قطاع غزة بمؤسسات التعليم العالي في الخارج، وفقا للمسار الثالث من الخطة. ونسي أن يقدم أي إحصائيات حول ذلك أو أي دليل يثبت أن أي طالب من غزة التحق باي جامعة في الخارج لاستكمال دراسته، وفق للمسار الثالث من خطة وزارته. أما فيما يتعلق بخطته الطارئة لعودة التعليم المدرسي، فهي تتضمن سلسلة من المطالب، وكأنه مفاوض في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فهو يطالب بتوفير 4500 غرفة صفية من مواد متعددة منها الخيام المقواة أو الكرفانات مسبقة الصنع، التي تتطلب مساحات كافية من الأراضي بعد تنظيفها من مخلفات الحرب، وتزويدها بالخدمات الأساسية بحيث تعمل جميع المدارس المقترح توفيرها بنظام الفترتين صباحي ومسائي. وهكذا ظهرت خطته الطارئة حول المدارس إنشائية وكأنها كتبت عبر روبوت للذكاء الاصطناعي الذي يتقن صف الكلمات بغض النظر عن جدواها، وقد يكون الوزير معذوراً فلم تقدم جامعة النجاح خطة طارئة لعودة التعليم في مدارس القطاع حتى يتسنى له استنساخها قبل مغادرته لمنصبه. 
وعليه، نناشد جامعة النجاح البدء قبل انتهاء عمل حكومة تصريف الأعمال بوضع خطط مفصلة للتوجيهي وأخرى للصحة وثالثة للإعمار حتى تنتبه الحكومة المنصرفة لوضع خطط واقرار تلك المشاريع نكاية بجامعة النجاح كما جرت العادة ، فتكون بذلك حققت النجاح وادارتها احدى الحسنيين.