تبرعات بلا شفافية

تبرعات بلا شفافية
رئيس التحرير عبد الله عيسى
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير

منذ سنوات دأبت مستشفيات وجمعيات خيرية ومؤسسات أخرى على إطلاق دعايات سنوية في رمضان، تطلب فيها تبرعات من المواطنين والمؤسسات لدعم نشاطاتها في مصر على شاشات الفضائيات، ثم تغير الموضوع إلى إعلانات دائمة طوال السنة مثل مستشفى الدكتور مجدي يعقوب، ومستشفيات أخرى غيرت اسمها إلى رقم الحساب البنكي لذلك المستشفى مثل مستشفى 500500 ومستشفى 57357 وغير ذلك.

وجميعهم يكثفون نشاطهم الإعلاني في شهر رمضان المبارك بشكل مهول، وبعد شهر رمضان لا يعلنون عن التبرعات التي يتلقونها بل يلتزمون الصمت.

ومنذ عدة شهور لفت انتباهي الإعلامية المصرية ريهام سعيد وهي تعلن طالبة من رجال الأعمال ومعلمي الخضار والفواكه التبرع لـ 30 طفلاً مصرياً يعانون أمراض القلب، فلماذا تطلب التبرعات لهم بينما يفترض أن مستشفى مجدي يعقوب يقدم لهم العلاج مجاناً، واختلط الأمر بالمقابل فنلاحظ على (الفيسبوك) أنهم يشكون أن مستشفى مجدي يعقوب يطلب منهم فواتير 20 ألف جنيه للفحوصات، بينما إعلانات مستشفى الدكتور مجدي يعقوب تتحدث عن فرصة علاج مجاني لأطفال مصر.

ومن الواضح عملياً أنه لا يوجد علاج مجاني والعلاج المجاني لا يوجد إلا لدى الراقصين في دعايات المستشفى على شاشات التلفاز، وحتى توفر هذه المستشفيات جهداً ودعايات إضافية تنفق عليها أموالاً طائلة ليل نهار، عليهم اتباع الشفافية وبث الأرقام التي حصلوا عليها من التبرعات وكيف صرفوها؟ عندها تكون هذه المستشفيات أكثر إقناعاً بدلاً من جعلها عرضة للشكوك.

فالشفافية هي الضمان لتبرعات أكبر يستفيد منها المواطن المصري في العلاج والخدمات، وقد اعتدنا على الدكتور يعقوب عندما تحصل كارثة في المستشفى، بأن يختفي ولا يظهر مثل وفاة أحد المرضى، كما حصل مع الفنان خالد صالح.

التعليقات