عطا الله حنا: سيبقى فرح القيامة في قلوبنا رغم الالام

عطا الله حنا: سيبقى فرح القيامة في قلوبنا رغم الالام
رام الله - دنيا الوطن
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأن لعيد القيامة العظيم هنالك نكهة خاصة في المدينة المقدسة لانها المدينة التي تحتضن كنيسة القيامة والقبر المقدس ، الملايين من المؤمنين في مشارق الارض ومغاربها يتوقون لزيارة الاماكن المقدسة في فلسطين وهم يتمنون ان يصلوا الى مدينة القدس لكي يتعرفوا على تاريخها ومقدساتها وتراثها ويأخذوا البركة من اماكنها المقدسة .

خلال اسبوع الالام وعيد القيامة المجيد كانت القدس ملأى بالحجاج والزوار الاتين من مختلف ارجاء العالم من جنسيات وقوميات متعددة ، اتوا لكي يمجدوا المسيح الناهض من بين الاموات في مكان القيامة حيث القبر الفارغ ، اتوا لكي يسيروا في طريق الالام ولكي يأخذوا البركة من زيارة الاماكن المقدسة التي ترتبط بإيماننا وعقيدتنا في مدينة القدس بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام .

يوم سبت النور كانت كنيسة القيامة ملأى بالمصلين وكافة الازقة والشوارع المحيطة بها واخذ الجميع النور المقدس ونقلوه الى بلدانهم وشعوبهم واسرهم وكنائسهم .

في عيد القيامة المجيد نود ان نكرر تهنئتنا لابناء رعيتنا ولكافة الحجاج والزوار الذين ادخلوا البهجة الى قلوبنا بحضورهم ومشاركتهم الاحتفالات بعيد القيامة .

رسالتنا في هذا العيد اننا كمسيحيين فلسطينيين سنبقى منتمين لهذه الارض المقدسة التي تاريخها هو تاريخنا وتراثها هو تراثنا وشعبها هو شعبنا ، القدس بالنسبة الينا كمسيحيين هي حاضنة مقدساتنا وهي قبلتنا الاولى والوحيدة وهي بالنسبة لشعبنا الفلسطيني هي العاصمة الروحية والوطنية .

رسالتنا لكافة كنائس العالم بأن التفتوا دوما الى مدينة القدس ولا تنسوها ، القدس هي المركز الروحي المسيحي الاول والاقدم والاعرق ويجب ان تبقى كذلك مع احترامنا لكافة المراكز الروحية المسيحية شرقا وغربا .

القدس مدينة تحتضن اهم المقدسات في المسيحية والاسلام وهي مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث تتميز بقدسيتها وتاريخها واحتضانها لهذا التراث العريق .

نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا بان يلتفتوا دوما الى آلام ومعاناة شعبنا ، فقضية الشعب الفلسطيني هي مفتاح السلام في منطقتنا وفي عالمنا .

كونوا الى جانبنا وارفعوا صوتكم عاليا مطالبين بإنهاء الاحتلال وتحقيق كافة امنيات وتطلعات شعبنا الذي يحق له ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه مثل باقي شعوب العالم .

سيبقى الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة حضورا فاعلا في كافة الميادين بما في ذلك حقل الدفاع عن القضية الفلسطينية ، سنبقى ندافع عن فلسطين ارضا وشعبا وقضية وانتماء وتاريخا وتراثا ، ان حالة التطرف والعنف والارهاب التي نشهدها في منطقتنا لن تؤثر علينا ولن تغير من قناعاتنا ولن يتمكن احد من اقتلاعنا من جذورنا الوطنية وانتماءنا العربي الفلسطيني .

هذا الارهاب العابر للحدود الذي تغذيه جهات معروفة انما هدفه الاساسي هو تدمير الحضارة والثقافة واللحمة الوطنية والعيش المشترك في هذا المشرق العربي .

اولئك الذين استهدفوا الكنائس في مصر هم ذاتهم الذين يستهدفون سوريا وهم ذاتهم الذين يقتلون في اليمن ويدمرون في ليبيا والعراق .

ان الارهاب الذي يعصف بمنطقتنا تموله جهات معروفة ومن المؤسف والمحزن ان نرى دولا في عالمنا تدين الارهاب من جهة دون ان تحرك ساكنا تجاه هذه الدول التي تغذي هذا الارهاب وتدعمه .

ان شهداء الكنائس في مصر هم شهدائنا جميعا ، فإن كل شهيد يرتقي في المشرق العربي في فلسطين وفي سوريا والعراق واليمن وليبيا هو شهيدنا فهذه دماء بريئة تسفك بهذه الطريقة اللانسانية واللاحضارية ونحن نتمنى ان يتوقف هذا الارهاب لكي تنعم شعوب منطقتنا بالسلام والامن والاستقرار .

المستهدف الحقيقي من كل ما يحدث في منطقتنا انما هي فلسطين التي يراد تصفية قضيتها ، اعدائنا يريدوننا ان نكون منهمكين بصراعات دينية ومذهبية لكي لا نفكر بفلسطين القضية التي تجمعنا جميعا كأبناء للامة العربية الواحدة .

اقول لكم بأن كنائس مشرقنا العربي في فلسطين وفي سائر انحاء منطقتنا كما ان المسيحيين في هذا المشرق وفي هذه الارض المقدسة بنوع خاص لن يتخلوا عن ايمانهم وقيمهم تحت اي ظرف من الظروف ، لن نتخلى عن انجيلنا وعن ايماننا بالمسيح المصلوب والقائم من بين الاموات ولن نتخلى عن انتماءنا لاوطاننا ، لن نتخلى عن عروبتنا النقية التي يشوهها بعض العربان بسلوكياتهم الشاذة ولن نتخلى عن انتماءنا للشعب الفلسطين