الشهيد إلياس عيد.. غزة ولبنان يشهدان على مسيرته النضالية

الشهيد إلياس عيد.. غزة ولبنان يشهدان على مسيرته النضالية
الشهيد النقيب إلياس عيد سمعان عيد
رام الله - دنيا الوطن
الشهيد النقيب، إلياس عيد سمعان عيد، من مواليد مخيم ضبية لبنان عام 1952م، هاجرت عائلته من قرية (البصة) شمال فلسطين عام 1948م، واستقرت في ذلك المخيم الذي ولد فيه.

 تفتحت عيناه على شظف العيش والفقر والجوع والحرمان في المخيم الذي يقع في المنطقة الشرقية من العاصمة اللبنانية بيروت، حيث التحق في قوات تابعة لحركة فتح عام 1973م، وتفرغ فيما بعد بجهاز الكفاح المسلح الفلسطيني عام 1975م.

شُرِدت أسرته مرة ثانية من المخيم إلى بيروت الغربية خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975م، عقب سقوط المخيم بأيدي قوات (الكتائب) اللبنانية.

 منذ التحاق عيد بجهاز الكفاح المسلح الفلسطيني أدرك حقيقة أن ما آخذ بالقوة لا يسترد إلاَّ بالقوة، وبالتالي أدرك أن الاحتلال الإسرائيلي، لا يكسر شوكته إلا الكفاح المسلح حيث شارك في معظم معارك الثورة الفلسطينية على الساحة اللبنانية، وأصيب عدة مرات، وحرص على الالتحاق في دورات عسكرية.

غادر مع قوات الثورة الفلسطينية المتجه إلى اليمن عام 1982م بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان وعمل مرافقاً للأخ اللواء أحمد فرج "أبو حميد" قائد القوات.

عاد مع قوات الثورة الفلسطينية عام 1994م ضمن قوات شهداء صبرا وشاتيلا والتي تسلمت المنطقة الجنوبية من قطاع غزة.

 والشهيد عيد كان له شرف الشهادة في معركة الدفاع عن خان يونس في حي الأمل، كما يؤكد رفاق دربه حيث أنه تعملق في المعركة وأثبت أنه قائد عسكري فذ، حيث أذاق جنود الاحتلال الاسرائيلي مرارة القتال، ولقنهم درساً كبيراً في الرماية العسكرية وعمليات القنص.

والياس عيد تقدم، مع مجموعة من رجال المقاومة نحو جنود الاحتلال الإسرائيلي في حي الأمل ليضرب في عمقهم ومن ثم ينسحب للخلف ليؤكد بذلك مهاراته في عمليات الكر والفر لكن الشهيد الذي أبدع في مقاومة المحتلين في تلك المعركة وكافة المعارك التي خاضها، فاجأته قذيفة صاروخية أطلقتها قوات الاحتلال ليستشهد على أرض خان يونس وتكون محطته الأخيرة بعد مشوار طويل من النضال والكفاح وذلك يوم الأربعاء الموافق 11/04/2001م.

وأثبت الشهيد النقيب، الياس عيد سمعان من خلال دمائه الزكية أن المسيحيين والمسلمين في فلسطين هم يد واحدة وفي خندق واحد، وأن لحظات استشهاده تجلي خلالها الوحدة الوطنية فتعانق في سماء فلسطين الهلال والصليب، وتعاظمت المشاعر الانسانية في أروع صورها.

 لقد كان النقيب الياس عيد محبوباً ومخلصاً في عمله، ويهرع لمساعدة الأخرين والوقوف إلى جانب المحتاجين، وكان يتصف بالشجاعة والأقدام ويندفع لمقاتلة الاعداء، رغم الاصابات التي كانت تلم به، فقد أصيب مرات عديدة في معارك الروشة والأوزاعي في لبنان، وكان منضوياً تحت لواء قوات شهداء صبرا وشاتيلا في اليمن، ليعود إلى أرض الوطن منضوياً تحت لواء قوات الأمن الوطني في المنطقة الجنوبية، من محافظات قطاع غزة.

ترجل الشهيد بحي الأمل بخان يونس حي الأمل بعد مشوار طويل من النضال، هذا وقد أقيم على روحه قداس في مدرسة دير اللاتين بغزة، ووري الثرى في مقبرة دير اللاتين.

بقلم: لواء ركن/ عرابي كلوب

التعليقات