ندون بعنوان"اجتياح مخيم جنين ودوره في تعزيز الهوية"بمسرح الحرية

رام الله - دنيا الوطن
كانت معركة من المعارك التي ستبقى خالدة في الذهن الفلسطيني، معركة من أشرس المعارك التي خاضها المقاومون الأبطال كانت معركة سطرت البطولة واللحمة الوطنية والتعاضد الاجتماعي في الأزمات، كانت تلك هي معركة مخيم جنين منذ 1 ولغاية 15 من نيسان، سقت خلالها أمطار نيسان التي تساقطت على أرض المخيم لتروي الأرض والأرواح والأوطان.

 معركة مخيم جنين كانت هي محور الحديث الذي دار على خشبة مسرح الحرية اليوم الأربعاء في ندوة سياسية بعنوان "اجتياح مخيم جنين ودوره في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية" قادها السكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا، وبالتعاون مع لجنة الخدمات الشعبية للاجئين في مخيم جنين، وذلك ضمن فعاليات الاحتفالية الـ 11لمسرح الحرية، وفي إطار نشاطات إحياء الذكرى الـ 15 لاجتياح مخيم جنين، وبحضور النائب في المجلس التشريعي والأسير المحرر من سجون الاحتلال جمال حويل، ومنسق لجنة الأسير الفلسطيني والأسير المحرر من سجون عبد الله العفيف، وأحد مؤسسي مسرح الحرية زكريا الزبيدي. 

بحضور مفاجئ قبل الندوة السياسية قدم خريج مدرسة التمثيل التابعة لمسرح الحرية أسامة العزة عرضه المسرحي "دلة قهوة"، عرضا مسرحيا يرمي بظلاله على مواضيع سياسية واجتماعية واقتصادية يعيشها الشعب الفلسطيني بأسلوب كوميدي ساخر، ليلتقي الفن والمقاومة الشعبية على خشبة مسرح واحد تؤكد ان المقاومة الثقافية جزءا لا يتجزا من المقاومة الشعبية لنصنع بالفن والقافة ما نصنعه بالبندقية والرصاصة.

 بحضور جماهيري من مدينة ومخيم جنين، وأعضاء مجلس إدارة مسرح الحرية، وبحضور المركز النسوي ونادي مخيم جنين دارت الندوة لمدة ساعتين تم خلالهما الحديث عن معركة مخيم جنين التي حدثت في عام 2002 ولمدة خمسة عشر يوما متواصلة، وعن الدور الذي لعبته هذه المعركة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ودور المخيم في تكوين الهوية الجمعية والوطنية للشعب. 

جمال حويل أحد أفراد المقاومة في مخيم جنين ومن الذين خاضوا المعركة يؤكد خلال حديثه في الندوة أن هذه المعركة أبرز محطات الانتصار في التاريخ الفلسطيني المعاصر، وذلك لما فيها من نماذج الصمود الفلسطيني أمام الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف أن أهم ما يميز هذه المعركة أنها خلقت نوع من التجربة وكسر الحواجز بين الاحتلال وشباب المقاومة عن قرب وكثب، وشكلت نموذجا يحتذي به في تاريخ النضال ضد الاحتلال، لافتا إلى ان أبناء المخيم شكلوا حاضنة للشباب المقاومين وهذا ما رفع المعركة لعنان السماء.

وأضاف أن أهم ما ميز معركة مخيم جنين أنها كانت تضم جميع فصائل العمل الوطني في غرفة عمليات واحدة تقود المعركة ككل، وتحت غطاء سياسي من الرئيس الراحل ياسر عرفات ومن القيادات الفلسطينية التي كانت موجودة في الساحة السياسية آنذاك والتي جمعتها الوحدة الوطنية والإيمان بعدالة القضية.

أما عبد الله العفيف رأى أن أهم عوامل الانتصار في معركة مخيم جنين جاءت من الحاضنة الاجتماعية من أبناء مخيم جنين الذين قدموا كل المساعدة والتضحيات التي تجلت بأرواح أبنائهم فداء لأرض المخيم، وهذه الحالة المجتمعية رسمت صورة وحدة الصف الفلسطيني والتلاحم داخل هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، وأضاف أن أي حالة مد للشعب والثورة ستخلق جوا من التلاحم والوحدة بين الشعب وقيادته، وان أي انتفاضة ستحدث سنرى الشعب يدا وصفا واحدا.
وبدوره شكر عبد الله العفيف مسرح الحرية على هذه الندوة السياسية كأحد أنشطته الثقافية المهمة في المنطقة، وقدم التحية لهذا المكان الذي أصبح يشكل حركة نوعية على الصعيد الثقافي والفني في فلسطين والعالم.

الشهيد الحي في معركة مخيم جنين زكريا الزبيدي الذي أمضى خمسة أيام تحت أنقاض البيوت المدمرة ليخرج حيا ويكمل المسير الذي بدأته أسرته التي قدمت الأم والأخوة شهداء وأسرى فداء للوطن، وأحد مؤسسي مسرح الحرية.

زكريا يستذكر في حديثه ذكريات معركة مخيم جنين التي كان أحد أبطالها مع النائب جمال حويل، وكيف كانت ظروف المقاومين وأهالي المخيم وكيف صبروا وصمدوا، ويضيف ان المعركة لم تنته وما زالت قائمة حتى الآن، ويركز في حديثه على قصته مع مسرح الحرية وكيف أنه من خلال هذه التجربة الشخصية مع المسرح اكتشف أننا بالثقافة والفن والمسرح يمكن ان نقاوم ونقاتل ونناضل في وجه الاحتلال الإسرائيلي يدا بيد إلى جانب البندقية والرصاص من خلال مقاومة ثقافية للعالم أجمع.