بوثيقتها السياسية..هل تقدم حماس نفسها بديلاً عن المنظمة؟

بوثيقتها السياسية..هل تقدم حماس نفسها بديلاً عن المنظمة؟
حركة المقاومة الإسلامية حماس
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
تباينت وجهات النظر الفلسطينية، وبرز جدل واسع حول "وثيقة حماس السياسية"، التي سربتها قناة الميادين الفضائية، ما بين من اعتبرها محاولة لإيجاد بديل عن منظمة التحرير، وبين من رأى فيها أنها وثيقة لتوضيح المواقف وكسب الشرعية السياسية على المستويين العربي والدولي.

وأخذت العلاقة بين حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية أشكالاً متعدّدة من التنافس والطروحات والرؤى طوال السنوات الماضية ما بين وأخذ ورد، إلى أن تطورت مؤخراً بعد مشاركة الحركة في اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت أواخر العام الماضي.

ومن المقرر، أن تعلن حركة حماس عن الوثيقة الأصلية خلال مؤتمر صحفي لرئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لاحقاً، وفق الترتيبات التي حددتها قيادة الحركة.

لسنا بديلاً

ويؤكد القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، أن الحركة لم تقدم نفسها كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية في الوثيقة السياسية، حتى منذ ميثاقها الأول عام 1988، مبيناً أن حماس متمسكة بأن الشعب الفلسطيني وحده من يقرر من يقود مسيرته النضالية ويتابع مشروعه التحرري.

وقال يوسف لـ"دنيا الوطن": "الوثيقة فيها إشادة بالمنظمة وضرورة الحفاظ عليها، ولم تمس بها وتطالب السلطة الفلسطينية أن يكون لها دور في متابعة الحالة السياسية الفلسطينية بشكل يخفف مما هي عليه، ولم تطرح نفسها كبديل نهائياً، لكنها جاءت لتوضيح مواقفها بعد 30 عاماً من الميثاق الأول الذي أثير حوله في الغرب بعض الجدل".

ولفت إلى أن حماس تقدم نفسها –من خلال الوثيقة- على أنها جزء أساسي من حركة التحرر الوطني الفلسطيني، مبيناً أن اللغة في الوثيقة تشير إلى ذلك، وتوضح أن أيدي حماس ممدودة للجميع.

لا يمكن

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ناجي شراب، أن قراءة الوثيقة يمكن أن تتم بمنظورات متعددة، وتقدم لها تفسيرات متفاوتة، موضحاً أن الوثيقة فيها قدر من المرونة والواقعية وهذه صفة من صفات حركة حماس.

وقال شراب لـ"دنيا الوطن": "حماس بعد 30 عاماً من الوثيقة الأولى ليست كما هي اليوم، فهي تحولت من حركة سياسية فلسطينية داخلية بطابع ديني إلى فاعل سياسي له حضور، ومكون أساسي من مكونات النظام السياسي الفلسطيني، ولها حضور دولي وإقليمي".

وأشار إلى أن ما تسعى إليه حماس من خلال الوثيقة هو كسب الشرعية السياسية على المستوى العربي والدولي، لتكون بوابة من بوابات الدخول لتثبيت هذه الشرعية السياسية، "فهي تخاطب بها العرب والمجتمع الدولي".

واستبعد شراب أن تسعى حماس من خلال الوثيقة إلى أن تكون بديلاً عن السلطة أو المنظمة أو حركة فتح، إنما تنظر للسلطة على أنها لم تعد حكراً على تنظيم واحد بل يمكن أن تكون لكافة القوى والفصائل من خلال نظام سياسي، معتبراً أن هذه نقطة إيجابية لحركة حماس.

وأشار المحلل السياسي إلى أن الذي يحكم وثيقة حماس هو أن هناك احتلالاً موجوداً، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يعمل على إنهائه.

وأضاف شراب "حماس تؤكد على نظام سياسي ديمقراطي تعددي، وبالتالي لا أعتقد أنها بهذه الوثيقة تقدم نفسها على أنها بديل للسلطة أو المنظمة، لأن السلطة بمفهومها العام لا تعني أن فصيلاً بديل عن الآخر، إنما تعني التداول للسلطة، ولا يمكن أصلاً أن تكون حماس بديلاً للسلطة".

بديل للمنظمة

من جهته، اختلف واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت نشأت الأقطش مع سابقيه، وأكد أن غزة هي الدولة الفلسطينية بالنسبة لإسرائيل، وأن الضفة الغربية ليست سوى الحديقة الخلفية للاحتلال الإسرائيلي.

وقال الأقطش: "كما أن طرح حركة حماس لوثيقتها الجديدة في الوقت الحاضر يعزز هذه النظرية كونها بهذه الوثيقة تقدم نفسها للمجتمع الدولي كحركة سياسية وقابلة للدخول في منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي طرحت نفسها بديلاً، وهذا هو الخطر الحقيقي".

وأكد أن حماس ليست بريئة في توقيت طرح هذه الوثيقة لأنها تعمل لأن تكون بديلاً عن حركة فتح أو منظمة التحرير، وليست مكملاً لها وللنضال الفلسطيني، وكأنها تقول "تعالوا تفاوضوا معنا"، خاصة وأن الحركة على الأرض، تختلف بمئة وثمانين درجة عن حماس في ميثاقها الذي يقبل بدولة على حدود عام 1967 والمفاوضات مع الإبقاء على خيار المقاومة.

أما الكاتب والمحلل السياسي مازن صافي فيرى أن حماس أظهرت نقطتين مهمتين في وثيقتها الجديدة: الأولى هي الموافقة على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، والثانية أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وهي المرجعية الجامعة.

وقال صافي لـ"دنيا الوطن": "النقطتان اقترابتا من برنامج منظمة التحرير بشكل واضح، فنحن نتحدث عن أبجدية عمل سياسي تقدم فيه حماس نفسها للعالم، وبالتالي فإن حماس أقرب من برنامج المنظمة، ولم تقدم نفسها بديلاً عن المنظمة".