مستوطنة إسرائيلية جديدة في الضفة..تداعيات وأهداف!

مستوطنة إسرائيلية جديدة في الضفة..تداعيات وأهداف!
ارشيفية
رام الله - دنيا الوطن
قررت الحكومة الإسرائيلية الاستلاء على ما يقارب 977 دونماً من مناطق الضفة الغربية لبناء مستوطنة جديدة، وذلك لأول مرة منذ 20 عاماً.

قرار الحكومة الإسرائيلية أثار الكثير من الانتقادات من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسها جمهورية مصر العربية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب موقع عرب 48.

أخطار هذه المستوطنة كثيرة، والتي تكمن في موقعها الاستراتيجي، حيث ستعمل على تقسيم مناطق الضفة الغربية إلى شمال وجنوب، وستمنع التواصل الجغرافي بين القسمين، الأمر الذي سيقف في وجه أي تسوية سياسية مستقبلية.

وبناءً على هذا القرار، تسعى إسرائيل لتشكيل مد استيطاني جغرافي لتقسم الضفة الغربية، لكسب نقاط قوة في أي مفاوضات مقبلة، من خلال فرض أمر واقع جديد تنطلق منه، وهو ما يتيح لها ضم المزيد من الأراضي والتوسع الاستيطاني فيها.

ولم يخف العديد من قيادات حكومة الاحتلال نيتهم احتلال الضفة الغربية بالكامل وفرض سيطرتهم عليها، ومن بينهم زعيم حزب "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، وعضو الليكود، ميكي زوهار.

ورغم الهدف الواضح للمستوطنة الجديدة، التي أثارت في السابق العديد من الخلافات، تذرع قادة المستوطنين وأعضاء حكومة الاحتلال أن هدف المستوطنة الجديدة هو توفير مكان سكن بديل للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية "عمونا"، الذين أخلوا من بيوتهم بأمر من المحكمة العليا بسبب استيطانهم على أرض فلسطينية بملكية خاصة.

وتقع المستوطنة الجديدة شمال رام الله قرب مستوطنة شيلو، التي تعتبر إحدى المستوطنات الواقعة ضمن مخطط تقسيم الضفة الغربية.

وحذرت الولايات المتحدة، الجمعة، من التوسع "العشوائي" في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وقالت إنه يمكن أن يشكل عقبة أمام عملية السلام.

وقال مسؤول في البيت الأبيض طالبا عدم كشف اسمه: "إن الرئيس ترامب عبر علنا وفي مجالسه الخاصة عن قلقه بشأن المستوطنات".

وأضاف: "إذا كان وجود المستوطنات ليس عائقا أمام السلام بحد ذاته، فإن توسيعها العشوائي لا يساعد على دفع السلام قدماً".

وانتقدت الأمم المتحدة ونشطاء إسرائيليون بشدة حكومة نتنياهو الجمعة، بعدما أعطت إشارة البدء لبناء أول مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة منذ 25 عاماً.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "خيبة أمله وفزعه" من قرار بناء مستوطنة جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت الأمم المتحدة في بيان: إن غوتيريش "يدين كل الأفعال أحادية الجانب التي هي مثل الحالية، تهدد السلام وتقوض حل الدولتين، الأنشطة الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي وتمثل عائقاً للسلام".

وقالت حركة "سلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان: "إن نتنياهو أسير لدى المستوطنين ويضع بقاءه السياسي فوق مصالح دولة إسرائيلإ وبإذعانه لضغط المستوطنين، يقود نتنياهو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى حقيقة دولة واحدة وتفرقة عنصرية".

وأثار قرار دولة الاحتلال غضباً فلسطينياً ووصفته عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، في بيان بأنه "استخفاف صارخ بالحقوق الإنسانية للفلسطينيين".

وقالت عشراوي إن "إسرائيل أكثر التزاماً بتهدئة خاطر المستوطنين غير الشرعيين بدلاً من الالتزام بمتطلبات الاستقرار والسلام العادل".

من جانبها، دانت جمهورية مصر العربية مصادقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عاماً، والاستيلاء على ما يقارب 977 دونماً من الأراضي الفلسطينية جنوب نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة، وتحويلها إلى أراض حكومية، بحسب سكاي نيوز.

وأكد بيان صادر عن الخارجية المصرية على أن استمرار الأنشطة الاستيطانية وتسارع وتيرتها، يقلل من فرص حل الدولتين، ويقوض الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام، وإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تستند إلى المرجعيات الدولية ومقررات الشرعية الدولية.

وأضاف البيان: "أن القرار يقوض حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كونه يفرض أمراً واقعاً يخالف مبادئ وقرارات الشرعية الدولية".

وشدد البيان على ضرورة التوقف عن الأعمال أحادية الجانب، وتكثيف المجتمع الدولي لجهوده من أجل تشجيع الطرفين الإسرئيلي والفلسطيني على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية نهائية تنهي الصراع بشكل نهائي.