القدس الدولية: القضية الفلسطينية مركزيةً وعلى رأس أجندة الاهتمامات العربية

القدس الدولية: القضية الفلسطينية مركزيةً وعلى رأس أجندة الاهتمامات العربية
صورة توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
أعربت مؤسسة القدس الدولية عن ترحيبها بالاهتمام الذي خصته القمة العربية الثامنة والعشرين بالقضية الفلسطينية وبالقدس، إذ أبقت عليها قضيةً مركزيةً على رأس أجندة الاهتمامات العربية، ولم تسمح بتبديةِ الخلافات العربية والإقليمية عليها، وهي إذ ترى أن البيان الختامي للقمة جاء بمجموعة مقرراتٍ إيجابية، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار الظروف الموضوعية التي أحاطت بهذه القمة، تؤكد ما يلي:

أولاً: أكدت القمة رفضها الإجراءات التي يتخذها الكيان الصهيوني لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومنحت غطاءً عربياً للموقف الأردني في مواجهته لهذه التغييرات، وأكدت على اعتبار جميع التغييرات الإسرائيلية في "القدس الشرقية" باطلةً وغير شرعية، واعتبرت "إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية السلطة القانونية الوحيدة على الحرم في إدارته وصيانته والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه". وإننا إذ نرحب بهذا الموقف، ونؤكد أهميته وضرورته في مواجهة محاولة تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً، نؤكد كذلك تشخيصنا بأن محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني الصهيونية في طريقها إلى تصعيدٍ غير مسبوق، وهذا يتطلب موقفاً أردنياً أشد صلابةً بعد الغطاء العربي الذي توفر له في هذه القمة، وضرورة الحفاظ على حضور موقفٍ عربيٍ موحدٍ رافضٍ لهذه الإجراءات في محطات المواجهة المقبلة على هوية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

ثانياً: دعت القمة جميع الدول إلى "عدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل"، في إشارةٍ للنية الأمريكية المعلنة بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، وصدور هذا الموقف العربي الموحد هو تأكيد على الثوابت العربية في هذه المدينة المحتلة، إلا أنه كي يصبح فاعلاً لا بد أن يقترن بإجراءاتٍ سياسية واضحة، ومن هنا نجدد الدعوة إلى إعلان سحب المبادرة العربية في حال أقدمت الولايات المتحدة على نقل سفارتها إلى القدس نقلاً كلياً أو جزئياً.   

ثالثاً: لقد سبقت القمة إشاراتٌ إسرائيلية وأمريكية على مدى شهور تحدّثت عن "تسويةٍ إقليمية" تؤسس التفاهم مع الكيان الصهيوني على مصالحة متبادلة بينه وبين دولٍ عربيةٍ مركزية، دونما التفاتٍ إلى الحقوق الفلسطينية المغتصبة، وقد تجنبت القمة هذا التوجه الخطير، إلا أنها بإعلانها الحرص على إطلاق عملية تسويةٍ جديدة مع الاحتلال الصهيوني أبقت الباب مفتوحاً أمام مثل هذا الحل، ولا بد للمؤسسات والحركات والهيئات الشعبية العربية والإسلامية أن تحافظ على وعيها ويقظتها من محاولات تمريره مستقبلاً.

رابعاً: لقد أكدت كلمات عددٍ من القادة العرب وكلمة أمين عام جامعة الدول العربية قناعتهم المنبثقة من التجربة بعدم وجود شريكٍ إسرائيلي جاد في التسوية، وأمام هذا التأكيد يمسي الحرص على إعادة إطلاق عملية تسويةٍ سياسيةٍ والإصرار على اعتباره المدخل الوحيد لمقاربة القضية الفلسطينية غير منطقي ولا واقعي، وأمام هذا التشخيص فإننا نجدد دعوة النظام الرسمي العربي إلى دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه باعتباره الخيار الوحيد الذي بقي من الممكن التعويل عليه.

أخيراً، فإننا في مؤسسة القدس الدولية نتطلع إلى أن تكون هذه النتائج ذاتها حاضرةً في اللقاءات العديدة للقادة العرب مع الإدارة الأمريكية الجديدة خلال الشهر المقبل، ونشدد على ضرورة أن يكون ما يُعلن للجمهور العربي وللعالم من نتائج لمؤتمر القمة العربي هو ذاته الموقف العربي الذي يُعلن للإدارة الأمريكية في الغرف المغلقة، ونجدد التأكيد على أن المساعي الإسرائيلية والأمريكية نحو فكرة التسوية الإقليمية لن تنعكس على العرب جميعاً إلا مزيداً من التفريط والخسارة، إذ ستنقل الخلاف إلى الداخل العربي وتزيده انقساماً إلى انقساماته.

التعليقات