الفصائل الفلسطينية لا تبني آمالاً كبيرة على القمة العربية

الفصائل الفلسطينية لا تبني آمالاً كبيرة على القمة العربية
ارشيفية
خاص دنيا الوطن - كمال عليان
قلّلت الفصائل الفلسطينية من جدوى القمة العربية المنعقدة اليوم في الأردن، موضحة أنها لا تبني آمالاً كبيرة على مخرجات وتوصيات هذه القمة، خصوصاً وأن توصيات القمم السابقة بقيت "قيد الأدراج" حسب وصفهم.

وأكدت الفصائل في أحاديث منفصلة لـ "دنيا الوطن" أن المطلوب من هذه القمة هو قرارات حازمة ومناصرة للقضية الفلسطينية، في ظل الغطرسة الإسرائيلية وتحيز الإدارة الأمريكية الجديدة لها، محذرة من مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية، قد تخرج من هذه القمة.

وبمشاركة عربية ودولية واسعة، انطلقت صباح اليوم الأربعاء أعمال القمة العربية في البحر الميت بالأردن.

لا آمال كبيرة

وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، أن حركته لا تعلق آمالاً كثيرة على هذه القمة في ظل حالة الانقسام العربي والتغول الأمريكي، مبيناً أن المطلوب هو العمل على تحقيق مصالحات عربية وتحقيق الوحدة العربية.

وأضاف لـ"دنيا الوطن" "على الصعيد الفلسطيني فإن المطلوب هو الانتباه للخطر الداهم للمسجد الأقصى والقدس الذي يقع في خطر"، داعياً إلى قطع كل العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أن المطلوب من قادة الأمة هو دعم أهلنا المقدسيين سياسياً ومادياً ومعنوياً، والعمل على كسر الحصار الظالم عن قطاع غزة، ودعم الجهود الرامية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتوفير كل أسباب الدعم للقضية الفلسطينية وعدم الخوض في أي مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية.

أما عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، فقلّل من جدوى القمة العربية، مبيناً أن الحركة لا تتوقع أن تخرج القمة بتوصيات قوية لصالحة القضية الفلسطينية، خصوصاً وأن القمم السابقة لم تخرج بتوصيات تناسب خطورة الأوضاع.

وأكد أن هناك أموراً كثيرة مطلوبة من القمة العربية المنعقدة في الأردن، نظراً للأوضاع الصعبة والمعقدة التي يعيشها العالم العربي، ودخول القضية الفلسطينية بمنعرج خطير.

وقال عزام لـ"دنيا الوطن": "إسرائيل تستهين بالقرارات والمواثيق الدولية، وتزداد غطرسة وتستمد دعماً كبيراً من الإدارة الأمريكية الجديدة، وبالتالي يفترض أن يكون هناك قرارات حازمة أو أشد حزماً في مواجهة إسرائيل والإدارة الأمريكية وقراراتها العدائية، خصوصاً إذا ما نفذت وعودها بنقل السفارة إلى القدس، وهذا الأمر يمثل تطوراً خطيراً في السياسة الأمريكية".

قرارات بالأدراج

بدوره، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أنهم لا يبنون آمالاً كبيرة على هذه القمة العربية، خاصة في ضوء الصراعات الداخلية القائمة بين الأطراف العربية.

وقال أبو ظريفة لـ"دنيا الوطن": "ما نؤكد عليه هو عدم التعاطي مع الحلول التي تحاول الولايات الأمريكية وإسرائيل الضغط من أجل تمريرها، وهي حل إقليمي قائم على تطبيع أولي وتحسين العلاقات الاقتصادية مع الاحتلال والعرب، ومحاولة التخفيف عن الجانب الفلسطيني في الجوانب الإنسانية".

وأوضح أن هذا من شأنه أن يخلق مناخات تؤدي لاحقاً لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من الزاوية السياسية، مشدداً على ضرورة ألا يكون هناك تطبيع ولا علاقات مع الاحتلال، وضرورة توسيع المقاطعة لها إذا أردنا من القمة أن تخدم القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن المطلوب من القمة هو أن ترجع للقرارات التي اتخذت في القمم السابقة، والتي من ضمنها رفع الحصار عن غزة، ودعم موازنة السلطة، ودعم التوجهات الفلسطينية لتدويل القضية في كل المحافل الدولية والدعم لترجمة قرارات مجلس الأمن بخصوص الاستيطان وتنفيذ توجهات مجلس حقوق الإنسان.

خطر القمة

وفي ذات السياق، أكد عضو المكتب السياسي للجهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، أن حركته لا تعوّل على نتائج جدية من وراء القمة العربي، نظراً لأن كل القمم السابقة بقيت قراراتها في الأدراج ويعاد تجديدها في ذات الصياغة أو في صياغات أخرى مع كل قمة عربية جديدة.

وحذر الغول في حديثه لـ"دنيا الوطن" من أن الأخطر في هذه القمة هو محاولة استيعاب المواقف الأمريكية والإسرائيلية من الصراع العربي الإسرائيلي بقرارات صادرة عن القمة، خاصة إعادة إقرار العودة للمفاوضات الثنائية أو اعتماد قرارات تفتح الباب للضغط للاستجابة لما يمكن أن تحمله وجهة النظر الأمريكية القادمة.

وقال: "مع انعقاد القمة بدأت تصريحات تفيد بأن إدارة ترامب جادة في الوصول إلى عملية سياسية، لكن إذا ما دققت في حقيقة مواقف هذه الإدارة، نجد أنها ليست ضد الاستيطان، ولازالت تبحث نقل السفارة للقدس، وبالتالي أي صوغ لمبادرة جديدة ستنطلق من الموقف الإسرائيلي الذي  تدعمه الإدارة الأمريكية".

وتابع "لا تعويل على هذه القمة، بل هناك مخاطر من أن تكون قراراتها تحمل تراجعاً أو استعداداً لقبول تراجع في القضية في ظل مراهنات العديد من الدول العربية على إدارة ترامب، وفي ضوء التطبيع مع إسرائيل".

ودعا الغول إلى مواجهة ما يمكن أن يتولد من هذه القمة من مخاطر عن طريق إعادة صوع برنامجنا الفلسطيني الذي يتمسك بكامل أرضنا، وأن نعيد الاعتبار لكل أشكال المقاومة للدفاع عن حقوقنا وإنهاء الانقسام.