انعقاد القمة العربية والأنظار صوب دونالد ترامب

انعقاد القمة العربية والأنظار صوب دونالد ترامب
ترجمة دنيا الوطن- هالة أبو سليم 
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" باللغة الإنجليزية، صباح اليوم الأربعاء، يجتمع قادة وزعماء الدول العربية لعقد القمة العربية هذا الأسبوع، والأنظار باتجاه واشنطن، يحاولون الإجماع على موقف موحد وفعّال، خصوصاً مع وجهة نظر الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه المنطقة. 

ومن فندقهم المطل على البحر الميت الناظر للضفة الغربية المحتلة، يذكرهم بالأرض الفلسطينية المسروقة، وهذا أحد الأسباب الأساسية للبحث عن حل للقضية المركزية، والتي ستكون على رأس الأولويات للقمة العربية هذا العام، كما ذكر مصدر أردني رفيع المستوى.

والحضور هم: الملك الأردني عبد الله -البلد المضيف - والملك سلمان بن عبد العزيز المملكة العربية السعودية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والسكرتير العام أنطونيو غوتيريس و ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، كما وصل أيضاً مبعوث الجامعة العربية  لسوريا مع مبعوث الولايات المتحدة وروسيا، القمة العربية من المُقرر أن تبدأ أعمالها اليوم الأربعاء، المقعد السوري سيبقى فارغاً كون الرئيس السوري بشار الأسد لم تتم دعوته لحضور هذه القمة، كون عضويتها قد عُلقت بسبب موقف 22 دولة في أواخر 2011 بعد عدة شهور من اندلاع الحرب الأهلية.

دولة فلسطينية فى الأفق!!

أكد القادة تبنيهم للمبادرة السعودية التي تتضمن علاقات كاملة وشامله مع الدول العربية والإسلامية مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967، مبادرة السلام العربية التي تمهد الطريق لدولة فلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة تم طرحها فى العام 2002، بناء على طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي طالب بتبني المبادرة كما هي مع إعادة التأكيد حول "السلام في المنطقة" إذا ما أراد نتنياهو تطبيقه من خلال تطبيع العلاقات مع الدول العربية، فيجب أن يسبقه صفقة مع الفلسطينيين.

ويذكر، أن تراجع نتنياهو ودونالد ترامب عن "حل الدولتين" فإنه في المقابل سيعقبه تراجع عربي عن فكرة تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية في القمم العربية السابقة، وعقب الربيع العربي في العام 2011 انشغل القادة العرب بالفوضى التي سادت الوطن العربي، وكان ذلك على حساب القضية الفلسطينية، وصرح المتحدث الرسمي الأردني محمد المومني يوم الأحد "أننا نقف خلف المبادرة العربية، وأننا مع حل الدولتين، ونسعى لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".

التقارب السعودي المصري:

القمة العربية الحالية توفر الفرصة لإحداث تقارب فى وجهات النظر السعودية- المصرية، كون السعودية تدعم المعارضة في سوريا، بينما مصر تخشى من الجماعات الإسلامية المسلحة، هذا يدفع باتجاه إيجاد حل سياسي لبقاء بشار الأسد في السلطة.

النقطة الأخرى المثيرة للجدل بين الطرفين، أن السعودية ترغب من مصر إرسال قوات بريه تدعم التحالف السعودي ضد الحوثيين في اليمن. في شهر أكتوبر من هذا العام، علقت السعودية تزويد مصر بالبترول على نحو مفاجئ، لأن مصر أيدت قرار مجلس الأمن  للحل فى سوريا مقدم من قبل روسيا، بناء على الاتفاق بين الدولتين بخصوص تزويد مصر بالبترول وافقت السعودية فى أبريل من العام 2016على تزويد مصر بالبترول بما يقارب 700،00 طن من النفط شهرياً لمدة خمس سنوات بشروط دفع ميسرة، منذ أيام تم استئناف ضخ النفط لمصر ومن المتوقع مناقشة هذا الموضوع على هامش القمة العربية المنعقدة حالياً في الأردن.

صرح البرفسور عمرو عدلي المحلل في مؤسسة كارنيغي للشرق الأوسط من القاهرة "وجد اختلاف فى وجهات النظر مابين الدولتين فالسعودية تواصل جهودها لكبح جماح الدور الإيراني في المنطقة، بينما مصر تسعى للتصدي لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها القاهرة كجماعة إرهابية".

الأزمة السورية: من غير المتوقع أن تُنهي القمة العربية الأزمة السورية

مازال القادة العرب منقسمين حيال دور الأسد واحتمال إجراء فترة انتقالية، كون البعض يرى في إزاحة بشار الأسد من السلطة إنهاء الحرب الأهلية منذ 5 سنوات، جامعة الدول العربية تركت فراغاً عندما سمحت للأطراف غير العربية مثل روسيا – إيران – تركيا بأن تكون لهم الكلمة العليا في الحل السياسي لسوريا، هذا الحلف الثلاثي هو الضامن للاتفاق وقف إطلاق النار الهش ما بين الحكومة السورية والمعارضة، بينما تحاول الأمم المتحدة إقناعهم من خلال المباحثات المُنعقدة في جنيف بفكرة الانتقال السياسي.

كما صرح دي ميستورا المبعوث الدولي لسوريا الأسبوع الماضي "من غير المتوقع تحقيق إنجاز في المباحثات الدائرة في جنيف"، وحث كلاً من روسيا وإيران و تركيا، وهى الأطراف التي لها دورها الرئيسي والمؤثر على الأرض بالسيطرة على الأمور المثيرة للقلق في سوريا، وذلك بالمحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شهر ديسمبر. 

صرح وزير الخارجية ريكس تيلسون "أن دونالد ترامب مازال على نهجه بخصوص سوريا، لكن الهدف الأكبر هو القضاء على جماعة الدولة الإسلامية سواء في سوريا أو العراق، وجدير بالذكر، أن القوات الأمريكية نجحت في إجلاء جماعة الدولة الإسلامية من منطقة الرقة عاصمة تنظيم (داعش)، ووعد ترامب بمعالجه هذا الملف مع الجانب الروسي الحليف القوى لنظام بشار الأسد.

موضوع إيران:

ويذكر، أن التحذير الأمريكي للشيعة – إيران – لاقى الترحاب في العالم السُني، وتحديداً المملكة العربية السعودية، فطهران والرياض أطراف متباينة بخصوص الحرب السورية واليمن، وخصوصاً الولايات المتحدة تقف موقفاً عدائياً من إيران نتيجة ما تقوم به في المنطقة، لكن بخصوص سوريا لم يصل دونالد ترامب إلى صيغة نهائية بخصوص تفاصيل الدور الإيراني في سوريا، من المتوقع أن توجه القمة العربية تحذيراً لإيران بهذا الخصوص.

صرح الناطق الرسمي الأردني في رده على سؤال من قبل الصحفيين "أي محاولات لزعزعة استقرار الدول العربية بأي شكل من الأشكال سواء بالفعل أو توجيه الخطابات مرفوض وسوف يتم رفضها وإدانتها".