بالفيديو: الإخوة الرجوب..عائلة جمعها الشغف الموسيقي

بالفيديو: الإخوة الرجوب..عائلة جمعها الشغف الموسيقي
خاص دنيا الوطن- نضال الفطافطة
بين عود وكمان وأورغ، يجتمع الإخوة الثلاث حنين ومحمد و حسن جمال الرجوب لعزف ألحان موسيقية تهذب الحواس ولبث ثقافة موسيقية بروح متجددة.

البداية

يخبرنا حسن قصتهم مع هذا الشغف الموسيقي، حين عثروا على أورغ مستعمل ضمن أثاث بيتهم الجديد، بدؤوا حينها باستخدامه بشكل مبسط من خلال الموسيقى التي كانوا يسمعونها، حيث كانوا يفكرون أن هناك آلة واحدة للموسيقى.

أول خطوة في تعلم الموسيقى

"كنا في نادي الفروسية، وبالصدفة  كان هناك مخيم لأوركسترا  معهد إدوار سعيد، لم نكن نعلم عن المعهد، رأيناهم ولكنا لم نقتنع بهم لأنه لا يوجد لديهم  بيانو ضمن الآلات "تروي لنا حنين كيف تعرفوا على المعهد الذي بدأ بإعطاء دروس الموسيقى في أريحا بالتعاون مع مركز الطفل ضمن برنامجه الخارجي من خلال دعوة والدهم جمال الرجوب.

 في البداية كان عدد المسجلين 70 شخصاً ولكن لم يكمل في الدروس سوى خمسة فقط، بسبب عدة صعوبات واجهت برنامج التعليم الخارجي في ظل دعم كبير من قبل الأهل ومركز إدوار سعيد، استمروا بتعلم الموسيقى انتقالاً إلى تعليمها الآن.

المشاريع المستقبلية

يطمح الإخوة الرجوب في خلق ثقافة موسيقية راسخة في مدينة أريحا من خلال الأمسيات والفعاليات التي تهدف إلى تذوق الموسيقى، وأيضاً من خلال المشاركات في عزف الموسيقى التراثية مع فرق فلسطينية مثل فرقة أوف الاستعراضية.

تقنيات تعليم الموسيقى

كل واحد من الإخوة الثلاث لديه خبرة في العزف على آلة مختلفة عن الآخرين ومهارات متنوعة، فحنين لديها تقنيات عالية في مجال تعليم الموسيقى للأطفال من خلال تثقيف نفسها ومن خلال مهارات تعلمتها أثناء مساعدتها للمعلمة البلجيكية في تدريس الأطفال في معهد إدوارد سعيد، وهناك لاحظت فرقاً كبيراً في تعليم الموسيقى للأطفال في الغرب والعشوائية التي يمتاز بها تعلم الموسيقى في البلدان العربية.

وتتابع حنين حديثها: أن تعليم الأطفال العزف على الآلات الموسيقية يعتمد على حجم الطفل وسرعة البديهة والمرونة ومزاج الطفل بالتعلم وحبه للآلة المختارة.

العلاج بالموسيقى

في سياق متصل، تحدثنا حنين عن استخدام الموسيقى بالعلاج ولكن القصد منه هو عمل أداء أفضل وتحسين مهارات التواصل من خلال الموسيقى، وتتذكر قول أستاذ مادة العلاج بالموسيقى، أن أفضل من يعالج بالموسيقى هو لا يتوفر لديه خلفية موسيقية  لأنه من لديه مهارات موسيقية، ستكون المعايير مختلفة ودقيقة لا تمكنه من تقديم العلاج بشكل مناسب.

نحن نستخدم الموسيقى لنؤثر على الطفل فنقوي شخصيته ونخرج أفضل ما لديه من خلال إيقاعات الموسيقى وأثناء تعليمي للأطفال كان هناك استغراب من إمكانيات طلاب ومهارات لم يراها الآخرون فيهم، ولكن الموسيقى أخرجتها منهم.

مستقبل الموسيقى في فلسطين

برأي الإخوة الرجوب أن ما يحدث في فلسطين من تعلم موسيقى ومحاولات نشر ثقافتها هو نواة تشكلت منذ زمن بعيد في دول مثل مصر لبنان وبفلسطين، نحتاج ما يقارب 30 عاماً لنصل إلى ما هم عليه الآن.

قنوات الأطفال

يتفق حنين وحسن في رداءة ما تقدمه قنوات الأطفال الموسيقية من حيث المحتوى طبيعة الإيقاع وسرعته، وخاصة أن عشوائية هذه القنوات لا تصلح للأطفال ولا تهذب نفوسهم فهي تسبب لهم زيادة النشاط وفرط الحركة، برأيهم أن المحتوى الغربي ومن خلال تجربتهم أفضل من المحتوى العربي، الذي يعتبر فقيراً من حيث طبيعة الأفكار والمحتوى وأسلوب تقديمه.

ستوديو منزلي

محمد الرجوب الأخ الثالث لهم ورغم إتقانه العزف على آلة الكمان  الموسيقية إلا أنه أخذ منحنى آخر مختلفاً عن حنين وحسن فهو يطمح لأن يكون منتجاً فنياً يختص بالموسيقى والإضاءة والصوت.

ولذلك قام بتحويل غرفته إلى ستوديو مصغر، و بدأ باكورة إنتاجه الفني بالتعاون مع الفنان الفلسطيني ابن مدينة أريحا عدي الريماوي بتركيب الصوت والموسيقى على صوته، كأول خطوة على الطريق بإمكانيات متواضعة.

الصعوبات

خلال رحلة موسيقية للإخوة الرجوب امتدت إلى ما يقارب 10 سنوات، تمكنوا من التغلب على عدد من الصعوبات أبرزها  مشكلة التنقل بين المناطق الفلسطينية ومنح التصاريح، وكذلك افتقاد إمكانية التعلم من الخبرات الموسيقية العربية التي لا تتمكن من زيارة الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى طبيعة التعلم الذي كان في البداية من خلال دروس جماعية التي أخذوا وقت طويل فيها للتعلم بالمقارنة مع التعليم الفردي المتبع الآن.

وفي سياق متصل، يضيف الإخوة الرجوب من أبرز الصعوبات هو ارتفاع سعر الآلات الموسيقية في فلسطين بالمقارنة بأسعار الدول العربية وهو ما يؤثر على إمكانية شراء آلات جديدة.

يخبرنا حسن أن نظرة المجتمع لمعلم الموسيقى هي إحد أبرز ما واجهته أثناء ممارسته مهنة التدريس فتعليم الموسيقى، وخاصة للأطفال يجب أن يكون غير محدد بالحصة الدراسية، وإنما حسب استيعاب الأطفال لها، الفكرة السائدة عن تعليم الموسيقى هو تجهيز رقصات لاحتفالات آخر السنة، ولكن نحن معلمو موسيقى وليس رقص المهم لمعلم الموسيقى هو تحقق الهدف.

دعم الأهل

في لقاء خاص لـ "دنيا الوطن" مع والدهم السيد جمال الرجوب (أبو حسن) تحدث إلينا أنه من المهم بناء حياة البشر من خلال أنفسهم، ولذلك وجهنا الأولاد ليكون كل واحد منهم لديه مؤهل أكاديمي وآخر فني إبداعي، يرى نفسه فيه، وذلك لتمكينهم من تحمل أعباء الحياة مع دعمهم بالتوازي مع الاحتراف الموسيقى، الذين يمتازوا فيه بحيث يصبحوا علامات موسيقية فارقة.