بالفيديو.. في غزة: أبو المظفر يعيد إحياء مهنة الحكواتي

بالفيديو.. في غزة: أبو المظفر يعيد إحياء مهنة الحكواتي
خاص دنيا الوطن- وردة الدريملي
في مخيم الشاطئ، يقطن الخمسيني أبو المظفر، يجمع الأطفال في بيته، فيلتفون حوله ليروي لهم قصصاً من قديم الزمان. 

سليمان أبو عودة، مزدوج الجنسية العربية والفرنسية، الذي عاش في فرنسا ما يقارب 20 عاماً، حاصل على العديد من الشهادات في الدراسات العليا، وهو دارس للغة العربية يروي القصص ليس فقط للأطفال وإنما للأمهات والرجال.

البداية صدفة

سليمان أبو عودة المكنى "بأبي المظفر" حكواتي غزة أحيا مهنة تراثية اندثرت منذ زمن، يقول: "بدأت أمارس مهنة الحكواتي منذ عام 2009 م، عندما عملت مديراً تنفيذياً في إحدى جمعيات شمال قطاع غزة، وكان ذلك صدفة حينما كان هناك يوم مفتوح، فاقترح رئيس مجلس الإدارة الذي كان يعلم مسبقاً أنني أكتب الشعر والمسرح والقصة، وشجعني على الاستمرار، فأصبحت "حكواتي".

ويستكمل حديثه: درست الإخراج المسرحي في معهد الفنون الجميلة في رام الله، ودورة للصحافة في جامعة بير زيت واللغة العربية وآدابها في جامعة الإسكندرية، وذلك قبل أن أذهب إلى فرنسا وأدرس إدارة المشاريع الثقافية والإعلام الإلكتروني وأعمل في وزارة الثقافة الفرنسية في مجال إدارة البرامج الفنية، خاصة في مدينة الموسيقى في باريس".

اسم  وزي خاص

ويرتدي الحكواتي زياً يميزه عن غيره، وهو تركيبة  خاصة من الجبادور والقفطان اللذين هما جزء أساسي من الزي المغربي، والعباءة الفلسطينية، والطربوش المشرقي، ويهدف ذلك إلى الجمع ما بين المشرق والمغرب، بالإضافة إلى كونه مختلفاً ومبهراً في ذات الوقت.

وعن حبه لوطنه، يشير أبو المظفر إلى أن أسماء أبنائه الخمسة وطنية وهي: "رباط، أكبرهم، وصمود، وشموخ، والمظفّر، وأصغرهم وسام" دلالة على حبه العميق والشديد لوطنه الذي يتمنى أن ينتهي من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

منهج خاص

 ويوضح أبو المظفر لمراسلة "دنيا الوطن" حديثه، ممارستي للحكواتي داخل الصف المدرسي ساعدتني على إعداد منهج لتدريب معلمي المرحلة الابتدائية، واللغة العربية للمرحلة الأساسية العليا، على استخدام المحفزات الحسية والوجدانية من أجل تشخيص المفاهيم، باستخدام الحكواتي والمسرح، وذلك  تطبيق لفكرة التعليم الجامع، بالتوجه إلى الفئات الضعيفة بجذبهم بطريقة غير تقليلدية.

وعن المحتوى، يذكر أبو المظفر أنه  يتراوح ما بين الترفيه والتوعية، فكل قصة لها فائدة معنوية تختلف عن غيرها، بالإضافة إلى اختلاف الفئة المستهدفة بين الكبار والصغار، وحسب المكان، فداخل الصف يختلف عن قاعة ترفيه في إحدى الجمعيات، قائلاً تتنوع الأهداف بين التربوية العامة السلوكية، والتعليمية البحتة، والوطنية.

ليس حكواتياً فقط بل هو شاعرٌ أيضاً، ويكنى بـ"أبي المظفر" نسبة إلى الشاعر "مظفّر النوّاب".

أول ديوان شعري

وعن إصداراته يضيف أبو المظفر: في عام 1979م أصدرت أول  ديوان شعري بعنوان" بكاء الجزارين" الذي كان أول ديوان ينشر في قطاع غزة منذ عام 1967م، وتم إخراجه وطبعه ونشره بجهود ذاتية، متحدياً في ذات الوقت الحظر الاحتلالي للنشر، جاء ذلك نتيجة المنع من السفر والدراسة عام 1984م، وطبع الديوان 1000 نسخة موزعة في الضفة المحتلة وقطاع غزة، وتسريب عدد من النسخ إلى القدس المحتلة وبعض الدول العربية.

خيول الموت هي إحدى قصائد الديوان التي كتبت عام 1977م، بمناسبة الذكرى الأولى ليوم الأرض على هيئة نشيد، وتم إنشاده للمرة الأولى على المسرح في رام الله عام 1928م بمناسبة يوم المرأة العالمي.

وينوي أبو المظفر التفرغ للعمل كحكواتي واعتمادها كمهنة رسمية، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات تربوية وترفيهية، إضافة لتوجهه إلى إعداد برامج ومسلسلات تلفزيونية، يوظف فيها الحكواتي كمحور تدور حوله الأحداث وتطرح عبره القضايا، وسيكون جاهزًا للتعاون في هذا المجال مع كل من يهمه إحياء هذه المهنة وإحياء التراث بشكل عام.