القمة العربية فرصة لإزالة الفتور بين الدولة العربية

القمة العربية فرصة لإزالة الفتور بين الدولة العربية
ارشيفية
رام الله - دنيا الوطن
أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، "أن هناك أجواء إيجابية تحيط بالقمة العربية العادية الـ 28، المقرر عقدها غداً الأربعاء في الأردن، وأن من شأن هذه الأجواء أن تؤدي إلى لقاءات ثنائية وثلاثية بين القادة العرب، من شأنها أن تساهم في إزالة الفتور بين بعض الدول العربية".

وقال السفير زكي في تصريحات له اليوم: "إن التفاهمات بين القادة تؤدي إلى قمة ناجحة"، مشيراً إلى "أنها في تزايد مستمر، خاصة وأنه يتم بحث بعض الأمور، التي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الدول، وهذه الأمور تؤدي إلى تفاهمات أكبر، وإزالة للفتور والمشاكل، عن طريق دخول طرف ثالث يساهم في ذلك".

وأضاف زكي، "هذه كلها أمور تؤدي إلى مزيد من التفاهمات، وتصب في مصلحة العمل العربي المشترك، مؤكداً أن المأمول من القمة العربية في دورتها الـ 28، أن تكون  ناجحة، خاصة وأن نسبة الحضور والمشاركة ستكون مرتفعة، وهذا دليل على اهتمام القادة بالقمة، كما أن موقع الأردن وعلاقاته الطيبة بالجميع، تؤهله ليكون مضيفاً متميزاً لكل الزعماء المشاركين في القمة".

وأضاف زكي، "أن طبيعة الموضوعات والظروف الاستثنائية، التي تشهدها المنطقة، تجعل الجميع يستشعر بالخطر، وأن الموقف العربي يحتاج إلى تعزيز وتضامن، وأن يكون القادة العرب جنباً إلى جنب في هذا المرحلة"، لافتاً إلى أن كل هذا العوامل المجتمعة تؤدي إلى أن تكون هذه القمة جديدة وتضم المزيد من التقدم للأمام، وليس مثل ما يقول البعض من المتشائمين، أن هذه القمة ليست إيجابية".

وتابع زكي، "إننا في الجامعة العربية، نرى عكس هذا التشاؤم، ونرى أنها قمة إيجابية، ويمكن أن تشهد أيضاً قدراً من التفاهمات بين القادة العرب"، وفيما يتعلق بالرسالة التي ستخرج بها القمة حول صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، قال زكي: "ملف الإرهاب يحظى بأولوية كبيرة لدى الجامعة العربية والدول الأعضاء، لأن الإرهاب أصبح يضرب الجميع، ولديه إمكانية للضرب في أي مكان للأسف الشديد، وبالتالي لابد من مكافحته والعمل على اجتثاثه بعدة طرق، وليس بالطرق الأمنية والعسكرية فقط، وهي جزء من منظومة أكبر يتم تطبيقها، تشمل نواحٍ اقتصادية وفكرية وثقافية واجتماعية، وهي منظومة متكاملة".

وأكد زكي، "أن هناك إجماعاً عربياً على هذه المسألة، وأن العمل في مكافحة الإرهاب يشكل أولوية كبيرة لجميع الدول العربية، مضيفاً أن الإرهاب ظاهرة لها تداعيات كبيرة وسلبية، سواء في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي، وكلها يجب التنبه لها، كما أن لها أسباباً وجذوراً اجتماعية واقتصادية أيضاً بينها ترابط، وأن النظر بمنظور واحد تجاه الإرهاب، عن طريق المكافحة الأمنية، لم يؤد إلى نتائج مرغوبة، ولذلك اعتقد أن هناك ضرورة على الدول، باتباع المنهج الشامل في التعامل مع هذا الموضوع، ومنها ما رأيناه في ملف الربط بين الإرهاب والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك".

وأشار إلى أن هناك العديد من الشخصيات الدولية، ستشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة، من أبرزها سكرتير عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيرش، وفيدريكا موجريني الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وموسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة "التعاون الإسلامي"، والدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي.

وأكد زكي، أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لم يتحدث عن موقف فلسطيني جديد أو مشروع جديد ضمن مشروعات التسوية، وأنه أكد على أن مشروعات القرارت الخاصة بفلسطين، عادة تشكل ما يقرب من 30 صفحة، تحتوي على مجمل القرارات والمشاريع الخاصة بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن الجانب الفلسطيني أعاد صياغتها، بحيث تؤدي نفس المعاني، ولا تتجاوز الـ 20 صفحة.

وأوضح أن الجانب الفلسطيني عرض الصياغة الجديدة على الدول العربية، التي لها علاقة بالملف، لتنسيق المواقف وأن أبو الغيط عندما تحدث عن الملف الفلسطيني، أراد أن يتحدث عن الصياغة الجديدة، التي تتجاوب مع تغيرات الأمور والأوضاع، ولكن لم يشر إلى تغير في مضمون القرارت، خاصة أن الأمين العام للجامعة العربية ينسق مع الجانب الفلسطيني بشكل غير مسبوق، وفيما يتعلق بنقل السفارات الأجنبية إلى مدينة القدس، أشار زكي إلى أن قراراً صدر عن الجامعة العربية العام 1980م، يتعلق بحالات نقل السفارات إلى القدس، ولا زال موجوداً في القرار الخاص بفلسطين، ولكن ليس بالضرورة إصداره في قرار بشكل منفرد.

وأوضح أن القانون الدولي يضع محددات في التعامل مع الأراضي الوقعة تحت الاحتلال، ولم يستطع أحد فرض وضع جديد مخالفاً للقانون الدولي، ورداً على سؤال حول خطة التحرك العربى فيما بعد انعقاد القمة العربية، خاصة مع زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة الأمريكية بصفته رئيساً للقمة العربية، قال زكي: "إن الملك عبد الله له مطلق الحرية في إطار ولاية ممنوحة له من القادة، لخدمة القضايا العربية، وإذا كان نشاطه يبدأ بزيارة لواشنطن، والحديث عن القضية الفلسطينة والقضايا العربية الأخرى، فإن هناك ثقة في عرضه للمواقف العربية، بما ينبغي أن تعرض، كما أن زيارة الرئيس الأمريكي غاية في الأهمية".

وأشار إلى أن الحديث مع الجانب الأمريكي له جوانب كثيرة، تتعلق بمجموعة من الموضوعات التي يتطلب معرفة رؤيتها، خاصة وأنه حتى هذه اللحظة لا يبدو لنا أن الإدارة الأمريكية صاغت مواقفها في عدد من الموضوعات، وكشف زكي عن لقاء بين مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط والأمين العام للجامعة العربية أبو الغيط، على هامش القمة العربية في الأردن.

وأكد زكي، "أن الجانب العربي مواقفه واضحة، وصاحب حق ويقبل بحل الدولتين، وإجلاء إسرائيل عن كافة الأراضي المحتلة، وعاصمة لفلسطين في القدس، ودولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة، والتي تمثل 22 في المائة من إجمالي الأراضي الفلسطيينة التاريخية، لذلك فإن الجانب الإسرائيلي هو المعني بتحديد موقف".

وأوضح، "أن الجانب العربي على استعداد بأن يقيم علاقات طبييعة مع إسرائيل، مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى والانسحاب من الأراضي المحتلة على حدود العام 1967م، وحل مشكلة اللاجئين، وهذا يمثل أوضح موقف سياسي، ومع ذلك دائماً يطلب من العرب أن يقدموا موقفاً".

 


التعليقات