عزّام:لا حاجة لأمين عام جديد للحركة..و"إدارية غزة" لن تحل الأزمة

عزّام:لا حاجة لأمين عام جديد للحركة..و"إدارية غزة" لن تحل الأزمة
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي نافذ عزام
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، أن هناك أموراً كثيرة مطلوبة من القمة العربية، التي من المقرر أن تنعقد غداً في الأردن، نظراً للأوضاع الصعبة والمعقدة التي يعيشها العالم العربي، ودخول القضية الفلسطينية بمنعرج خطير.

وقال عزام في حوار خاص لـ"دنيا الوطن": "اسرائيل تستهين بالقرارات والمواثيق الدولية، وتزداد غطرسة وتستمد دعماً كبيراً من الإدارة الأمريكية الجديدة، وبالتالي يفترض أن يكون هناك قرارات حازمة أو أشد حزماً في مواجهة إسرائيل والإدارة الأمريكية وقراراتها العدائية، خصوصاً إذا ما نفذت وعودها بنقل السفارة إلى القدس، وهذا الأمر يمثل تطوراً خطيراً في السياسة الأمريكية".

وقلل من جدوى القمة العربية، مبيناً أن الحركة لا تتوقع أن تخرج القمة بتوصيات قوية لصالحة القضية الفلسطينية، خصوصاً وأن القمم السابقة لم تخرج بتوصيات تناسب خطورة الأوضاع.

المصالحة بعيدة

وأشار عزام إلى أن المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس مازالت بعيدة في الوقت الراهن، مبيناً أنها لن تتحقق حالياً.

وأضاف "للأسف هذا الملف بقي على حاله، بل إن الأمور تزداد مأساوية بالنسبة للشعب الفلسطيني، ونتصور أن المصالحة لن تتحقق في هذه المرحلة، فكل المؤشرات توحي بأن الوضع الداخلي يبقى على حاله، ولا يبدو أن هناك انفراجه قريبة في هذا الملف".

وبخصوص مصادقة التشريعي مؤخراً على قانون تشكيل اللجنة الإدارية العليا لإدارة القطاع، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "هناك تفاصيل كثيرة في هذا الجانب، ونتصور أن تشكيل مثل هذه اللجنة هو نتاج لاستمرار حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، وعدم الوصول إلى توافق بغض النظر عن التشخيص وبغض النظر عما إذا كانت الحكومة قد قامت بدورها بغزة أم لا".

وتابع عزام " حتى لو كانت الحكومة موجودة فلن تحل القضايا التي عصفت بالساحة الفلسطينية، والملفات المهمة بالشأن الداخلي بقيت بدون حل أو توافق، وأعتقد أن الحالة الفلسطينية غارقة في هذه المتاهة، وتشكيل اللجنة جاء نتاجاً لهذه الحالة، ولا نظن أنها ستقدم حلولاً جذرية ولا نظن أن الأوضاع الفلسطينية الحالية، يمكن أن تقدم حلولاً للمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة".

الانتخابات

وفيما يتعلق بعدم مشاركة الحركة في الانتخابات المحلية، أكد عزام أن هذه الانتخابات جاءت بدون توافق وطني وتجري فقط في الضفة الغربية، معتبراً أن هذا الأمر سيعقد الوضع الداخلي ويفاقم التوتر والاحتقان في الساحة الفلسطينية.

أما فيما يتعلق بالانتخابات الداخلية لحركة الجهاد الإسلامي، فيوضح عضو المكتب السياسي للحركة، أن حركته سبق أن أجرت انتخاباتها الداخلية في السابق، ويمكن أن يكون هناك انتخابات في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن هناك باستمرار ترتيبات داخلية للحركة لتقوية الوضع التنظيمي حتى تكون دائماً في مواجهة التطورات والتغيرات التي تمر بها المنطقة.

ولفت عزام إلى أن حركته لا تقلد غيرها من الدول والأطراف في مسألة وجود أمين عام جديد للحركة، موضحاً أنه طالما أن الأمين العام للجهاد الإسلامي يقوم بدوره كاملاً، ويمتلك كل المؤهلات في قيادة الحركة "فلا حاجة لوجود أمين عام جديد".

واستكمل "الدكتور رمضان شلح يحافظ على نهج الحركة وبرنامجها، وبالتأكيد فإن قيادته حققت إنجازات كثيرة على صعيد المحافظة على علاقات جيدة مع كل الأطراف التي تدعم الشعب الفلسطيني، ونأى بالحركة في محطات كثيرة كانت ستضر بالشعب الفلسطيني، وبالتالي لا نظن أنها مسألة ملحة، فترتيب الحركة مستمر، وهناك تجديد في صفوفها وأطرها باستمرار".

مبادرة شلح

وفي سياق متصل، جدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي تأكيده أن مبادرة الأمين العام للحركة لم تكن تتحدث عن موقف حزبي أو شخصي، إنما كانت تستقرئ الساحة الفلسطينية وتلبيةً لآراء كثيرة من الفلسطينيين.

وأضاف، "نحن نتصور أن المبادرة كانت تمثل نقطة يمكن أن تبدأ منها الجهود نحو توافق شامل في الساحة الفلسطينية، ولكن للأسف لم تتحقق، والعيب ليس في المبادرة، ولكن في الأوضاع الداخلية للفلسطينيين وعدم الخروج من هذه المتاحة".

وأوضح عزام أن حركة الجهاد لا تطمع في سلطة ولا تنافس على وجودها فيها، وأن الحركة تضع مصلحة الشعب الفلسطيني في الأولوية، مشدداً على أنهم لا يشككون في أي طرف فلسطيني، ولكن الخلاف الداخلي قد طال كثيراً، وترك أثره على حياة الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن حركته لن تفقد الأمل وستواصل بذل الجهود وتتعاون مع كل الأطراف من أجل الخروج من الحالة المؤسفة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

الخلافات

وحول الأخبار التي تحدثت عن وجود خلافات داخلية مع الدكتور محمد الهندي، نفى عزام هذه الأنباء كلياً، مؤكداً أن حركته لا تلتفت كثيراً لمثل هذه الأخبار التي تهدف للتشويش على الوضع الفلسطيني الذي يحتاج إلى جهود لترتيبه.

كما نفى عزام الأنباء التي تحدثت عن محاولة اغتيال الأمين العام للحركة الدكتور رمضان شلح، معتبراً أن ترويج هذه الأخبار يدخل في إطار التشويش وإدخال عناصر إرباك جديدة على الساحة الفلسطينية.

وبخصوص علاقة الحركة مع مصر، أكد عزام أن علاقة الجهاد الإسلامي مع مصر جيدة جداً وتتواصل معهم باستمرار، مبيناً أن اتصالات الحركة مع المصريين لا تتوقف.

وتابع "الهدف دائماً هو تخفيف معاناة شعبنا والوصول إلى الوفاق الداخلي والاتصالات لا تتوقف أبداً، وهناك وعود دائمة من الأخوة المصريين لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني والعمل وبذل الجهود لدعم شعبنا".

كما شدد عزام على قوة العلاقة مع إيران، موضحاً أن إيران حليف للشعب الفلسطيني، ولم تبخل يوماً في تقديم المساعدات طوال السنوات الماضية.

وأشار إلى أن هناك مكاتب للحركة في سوريا، وأنها المقر لقيادة الحركة والأمين العام، لافتاً إلى أن ما يجري في سوريا والبلدان العربية يؤلم الحركة، لكن لا تتدخل فيه، وتنأى بنفسها عن الأزمات في البلدان العربية، معرباً عن أمله في استقرار جميع الدول العربية ووقف موجة العنف التي تعصف بها.