قمة ترامب العربية

قمة ترامب العربية
نبيل البطراوي

منذ عرفت مؤتمرات القمة العربية التي بدأت مع  تأسيس جامعة الدول العربية عام ‏1945‏ والتي كان هدفها إيجاد كيان عربي يدافع عن استقلال الدول العربية ويحافظ على السلام والأمن بين هذه الدول،‏‏ والدفاع عن أي دولة عربية تتعرض للتهديد أو العدوان.

بهذا المنطق بدأت مؤتمرات القمة مع أول تهديد يواجه الأمة العربية عندما تطورت الأمور في قضية فلسطين عقب زيادة الهجرة اليهودية إليها أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية‏,‏ ثم إرسال بريطانيا والولايات المتحدة لجنة للتحقيق فيما يجري على الأراضي الفلسطينية مطلع عام ‏1946‏‏ والتي جاء تقريرها ضد الآمال العربية لأنه أوصى برفض إقامة دولة عربية أو يهودية في فلسطين واستمرار الانتداب البريطاني عليها مع فتح باب الهجرة إلى فلسطين.

ولبحث هذا التقرير وكيفية مواجهة الأوضاع التي تهدد الأمة العربية في فلسطين دعت جامعة الدول العربية إلى عقد مؤتمر لوزراء خارجية الدول العربية وهو المؤتمر الذي أكد رفض العرب لهذا التقرير وأوصى بضرورة بحث الأمر على مستوى أعلى‏,‏ فكان قرار عقد مؤتمر للقمة العربية لأول مرة في تاريخ الجامعة.

وقد عقد 27 مؤتمر للقمة العربية كان أولها مؤتمر قمة أنشاص يوم 28 مايو/أيار 1946 وتوالت هذه المؤتمرأت فعقدت أحيانا وغابت او غيبت أحيانا كثيرة إلى حد ان الجماهير العربية لم تعد تعطي تلك المؤتمرات بال وصاحبها الكثير من اللغط والأحاديث التي تقول بأن تلك اللقاءات لا تكون بهدف رفع القهر عن الشعب العربي 

بقدر ما تنهك قواه وتضيع الآمال والاحلام لتلك الجماهير التي تطلعت إلى التخلص من الاستعمار القديم الذي جثم على صدر الشعب العربي ونهب خيراته ومقدراته وابقى المنطقة العربية  مجرد سوق استهلاكية لمنتجات تلك الدول لا بل أبقت الشعوب التي علمت البشرية الكتابة والقانون إلى شعوب في ذيل الحضور البشري.

منذ  قمة العرب الأولى لم تكن تلك المؤتمرات رافعة او مساعدة للجماهير العربية ولاحظ العرب ان هذه المؤتمرات كان البعض منها للتجيش مع أعداء الأمة لغزو دولة عربية ولم يكن لتلك القمم من شأن عبر تاريخها اي حضور سوى البيانات اللفظية التي بقيت حبرا على ورق ،فكم من عدوان تعرضت له الدول العربية وكم من ارض عربية محتلة وكم من القتل والترويع ،أين القمة العربية فعواصم احتلت وعواصم ضربت بصواريخ وقادة حوصروا حتى الموت لم يكن للقمة العربية الا الخنوع والصمت لا بل مطالبة بعض زعماء العرب للبعض الاخر بضرورة الخنوع ،والكل يتذكر ردة الزعماء العرب على احتلال بيروت 1982،مجازر صبرا وشتيلا واحتلال بغداد و إعادة احتلال الضفة الغربية _2002_ وحصار الرئيس عرفات  والتي قدم ألعرب حينها مبادرة السلام العربية والتي لا تنفك كل قمة على التأكيد على تمسك ألقادة العرب بتلك المبادرة ومنذ بداية ما يسمى_الربيع العربي_كانت هناك التآمر الداخلي بالتعاون مع قوى خارجية من أجل خراب ودمار الأقطار العربية والتي تقول الدراسات الحديثة ان خمس الشباب العربي يرغب بالهجرة وترك أوطانهم ،وأخيرا وبعد ايام ستعقد قمة عربية في العاصمة الأردنية عمان مهد لها بتصريح من ولى عهد مملكة البحرين يقول فيه ان لليهود حق إلهي في فلسطين ويقترح صاحب السمو حل مشكلة إخوته الفلسطينيين ببناء جزيرة لهم في البحر واخراج ما هو موجود في الضفة وغزة إلى هذه الجزيرة !وهل من كرم أفضل من هذا !!! .وقبل القمة بأيام يشاهد المواطن العربي المسلسل الدامي اليومي الذي يتعرض له الشعبين العراقي والسوري تحت يافطة قذرة يسمونها محاربة الإرهاب وكأن القتل في سوريا والعراق واليمن وليبيا  الذي يشارك فيه البعض بشكل مباشر او غير مباشر ،والكثير من المشاكل والهموم التي يعاني منها الانسان العربي في كثير من الأقطار العربية لا بل في معظمها وهنا كل الشعب العربي يعلم بان تلك القمة لن تقدم  أكثر من العبارات الكلامية للصومال والسودان وموريتانيا والمغرب وليبيا ومصر  وفلسطين والكثير من الأقطار التي يستعبدها البنك الدولي بالمال العربي وكثير من الأموال العربية في بنوك الدول المعاديه للأمة العربية وفي نهاية شهر مارس يلتقي القادة العرب ليس لقاء المحبة ولكن لتنفيذ أجندات توكل للبعض لتنفيذها ،وخاصة وان بعض القادة سيقومون بتقديم ولاء الطاعة لضيف البيت الأبيض الجديد بعد القمة فلا يعقل ان تكون أيديهم فارغة من بعض التنازلات عن الحقوق العربية المغموسة بالذل والهوان من أجل ارضاء حكام تل أبيب 

فمتى تصحو جماهير أمتنا العربية لتأخذ دورها في إعادة العزة والكرامة لهذه الأمة ونتمكن من تحرير الأرض العربية المحتلة من قبل الصهاينة والأتراك والاسبان  الإيرانيين وتتمكن هذه الأمة من تحرير رغيف الخبز وتتمكن من كل المشاكل لتكون العودة الحميدة للإنسان العربي من المهجر إلى ارض العزة والكرامة والبناء و يعم الاستقرار الوطن العربي من المحيط ألى الخليج وتردد الجماهير العربية ما شدى به السيد مكاوي الأرض بتتكلم عربي