ماذا تريد إسرائيل من الجيش اللبناني؟

ماذا تريد إسرائيل من الجيش اللبناني؟
الجيش اللبناني
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
ظهرت تصريحات للحكومة الإسرائيلية الحالية، تدعو لضرب الجمهورية اللبنانية واستهداف الجيش اللبناني، كالاستهدف الذي طال حزب الله اللبناني خلال حرب تموز 2016، واعتبار المؤسستين العسكريتين سواء.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، إنه يشعر بالقلق من تصريحات الرئيس اللبناني ميشيل عون، والتي قال فيها: "إن الجيش اللبناني وحزب الله هم جسم واحد في الدولة الواحدة".

فما كان منه ليبرمان إلا بالرد قائلًا: "رأينا وسمعنا في الأيام الأخيرة تصريحات معادية من شخصيات لبنانية رفيعة، مضيفًا: "التطورات القادمة من الحدود الشمالية، تشير إلى أن الخطر لم يعد يأتي من حزب الله وحده، بل إن الجيش اللبناني بات هو الآخر يشكل خطراً على إسرائيل".

وأتبع ذلك بتصريح آخر أكثر تطرفًا حيث ذكر: "الجيش اللبناني بمثابة إحدى وحدات حزب الله العسكري، والرئيس اللبناني ميشيل عون هو أحد عناصر حزب الله".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يكن أقل حدة من وزير جيشه، حيث أكد أن بلاده سترد بقوة وعند الضرورة، ضد أعدائها في كل الجبهات، [في إشارة لجبهة غزة ولبنان وسوريا]، فلن تتوانى إسرائيل بحسب زعمه عن ضرب أي خطورة مصدرها تلك الجبهات.

هذا الأمر استدعى ردًا لبنانيًا قويًا، حيث عيّن العماد ميشل عون العماد جوزاف عون قائدًا للجيش اللبناني، والذي صرح أثناء تقليده للمنصب العسكري الرفيع بالقول: "أتسلّم أمانة الجيش في ظل صعوبة الظروف الإقليمية الصعبة التي تمر بها المنطقة، وموجات (الإرهاب) التي لا تزال تطرق حدود الوطن"، معبرًا على ثقته الكاملة بأن الجيش يحمي كافة حدود البلاد، لا سيما الحدود الجنوبية وصد أطماع ومخططات الاحتلال التخريبية"، [في إشارة للمطامع الإسرائيلية].

إذن في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد الجيش اللبناني، هل يتم استهداف الجيش وحزب الله في آن واحد، أم أن إسرائيل تهدف لإحداث نوع من التضييق والضغط على الحزب اللبناني، لا سيما وأن العلاقة بين ميشيل عون والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله جيدة ومتينة.

الكاتب والمحلل السياسي، رياض العيلة، أكد أن الحكومة اليمنية الإسرائيلية، تبحث عن مخرج للمأزق الذي تعيشه، فالقضايا الكثيرة التي تلاحق نتنياهو، بالإضافة لتقرير مراقب الدولة، والتخبط الذي يضرب الوزراء ببعضهم البعض، ويتم ذلك عبر إصدار التهديدات للجبهات القتالية، سواءً على جبهة غزة أو سوريا أو لاحقًا تهديد الجيش اللبناني.

وأضاف العيلة لـ "دنيا الوطن"، أن إسرائيل على مدار تاريخها عندما تريد ان تخرج من إشكالية أو قضية تذهب لتصدير أزماتها عبر الشعوب العربية.

وأوضح أن التنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله رغم أنه موجود، لكنه ليس بالمستوى المطلوب، وهذا يتطلب منهما أن يندمجا سويًا من أجل التصدي للتهديدات الإسرائيلية المتلاحقة، فالاستهداف عندما يتم يكون للبنان كل لبنان، وليس للجيش أو الحزب كل على حدة.

وذكر العيلة، أن إسرائيل تلعب على وتر الخلافات الحاصلة في لبنان، بين الفرقاء اللبنانيين، فتاريخها يسير على قاعدة "فرق تسد"، وهي حاليًا تسعى لأن تكون طرفًا في أزمات لبنان، والخلاف السياسي الحاصل.

واتفق، الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، مع العيلة في أن الحكومة الإسرائيلية تريد تصدير أزماتها الداخلية إلى لبنان، فهي تريد صرف الأنظار نحو أزمات أخرى هي تعيشها.

وأضاف حرب "هناك ضغوطات على الحكومة اليمينية في إسرائيل، بخصوص المفاوضات مع الفلسطينيين، وعدم وجود الحل الناجع لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، والمطبات الدولية التي وقعت بها، لذلك تذهب إلى حرف البوصلة نحو لبنان، مع استمرار التهديدات التي تصدر عن قادة الجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن العماد ميشيل عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، كأحد حلفاء حزب الله، وكأحد داعمي النظام السوري، كل ذلك يضعه تحت الاستهداف الإسرائيلي، وهي الآن تريد أن تُحمل المؤسسة السياسية الرسمية في لبنان مسؤولية ما كانت تُحمله لحزب الله مسبقًا، لذلك نرى تصريحات وتحركات إسرائيلية بهذا الاتجاه، على اعتبار أن الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية مسارات حزب الله سواءً على الجبهة الشمالية، أو دوره في سوريا، أو حتى دعمه للجيش اللبناني.

بدوره، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، راسم عبيدات، أكد أن تصريحات الرئيس ميشيل عون المؤيدة لتوجهات حزب الله، يزعج إسرائيل وحكومتها.

وأضاف عبيدات لـ "دنيا الوطن"، لذلك فان إسرائيل رأت بأن العماد عون ما دام له توجه واضح، هذا سينعكس على الجيش اللبناني، وبالتالي ستستهدف الجيش والحزب والمؤسسة السياسية دون تفرقة.

ولفت إلى أن العقيدة اللبنانية التي أتى بها عون هي قائمة بالأساس على مقاومة إسرائيل، واعتبار إسرائيل العدو الأساسي للسيادة اللبنانية والمنطقة جمعاء، وهذا لم يكن ليوجد قبل وصول عون، لا سيما وأنه كان في السابق محاولات واضحة لإحداث تصادم بين الجيش اللبناني وحزب الله.

التعليقات