فيصل: سياسة الاستيطان الاسرائيلية تتطلب ردا فلسطينيا بمستوى خطرها الكبير

رام الله - دنيا الوطن
لمناسبة ذكرى يوم الارض، نظمت منظمة اتحاد لجان حق العودة في لبنان ندوة سياسية في قاعة الشهيد ابو عدنان قيس في مخيم مار الياس في بيروت بعنوان: "مركزية الارض في النضال الفلسطيني" بحضور عدد من اعضاء المنظمة وكادراتها.. تحدث فيها عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق علي فيصل الذي بدأ حديثه عن يوم الارض ودلالته التاريخية والراهنة..

وقال: منذ العام 1976 وحتى اليوم، لا زالت الارض بالنسبة للشعب الفلسطيني هي محور النضال الفلسطيني حيث يتوحد في كافة أماكن تواجده ليحيي ذكرى يوم الارض الخالد، وليجدد العهد للشهداء وللوطن بالدفاع عن الأرض في وجه الاستيطان الاستعماري للأرض.. والتهويد، والاستقلال الوطني الناجز، بنيل حقوقه العادلة. وعلى هذا الطريق يسطر أسمى صور الصمود والتحدي والملاحم البطولية في مواجهة المخططات المتعددة التي تسعى جميعها الى هدف واحد هو السيطرة على الارض وطرد سكانها الفلسطينيين.

وتابع قائلا: تأتي الذكرى في ظل سلسلة من التطورات الخطيرة التي تهدد قضيتنا الوطنية وتهدد ايضا مختلف تجمعات شعبنا. فالاحتلال يواصل عدوانه لفرض رؤيته للحل القائم على فرض الواقع الاستيطاني وتهويد القدس العربية وسرقة اراضي الضفة الغربية لفرض مفهوم "يهودية دولة إسرائيل"، بما يضع الفلسطينيين الذين بقوا متمسكين بأرضهم في المثلث والجليل والنقب أمام رياح الترانسفير. وهذه جميعها مؤشرات على أن جبهات الصراع مع العدو الصهيوني مفتوحة على مصراعيها, وإن ضمان انتصارنا على هذا المشروع هو وحدتنا الوطنية, ووحدة حقوقنا.

واضاف: لا نبالغ القول ان سياسة الاستيطان اليهودي في الضفة والقدس وصلت الى مستوى من الخطورة لم تعد مواقف الاحتجاج والادانة كافية لردع اسرائيل التي تدرك ان ما من ردرد فعل فلسطينية جدية وهي مهما عظمت فلن تخرج عن اطار التوصيف العام لمخاطر الاستيطان باعتباره عائقا امام اي تقدم بمفاوضات التسوية.. خاصة وان الدول العربية منشغلة في صراعات اقليمية لاسرائيل وامريكا اليد الطولى فيها في اطار تفتيت المنطقة العربية ونهب ثرواتها ما يتطلب من القمة العربية القادمة سياسات وقرارات تكون بمستوى التحديات كما يضع الحركة الرسمية والشعبية العربية امام مهمة استنهاض طاقاتها لافشال مشروع الهيمنة الذي من ضمن اهدافه فصل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي بما يسهل الاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته لفرض حل تصفوي يشطب حقوقه الوطنية.

كما قال: على سياستنا تتحدد سياسات الآخرين، ما يعني ضرورة المبادرة الى سياسة فلسطينية هجومية تأخذ في اعتبارها كل المتغيرات واعادة النظر بجميع علاقاتنا سواء مع اسرائيل او مع الخارج.. والاهم من ذلك عدم ترك الميدان لدولة المستوطنين التي لن تترك شيئا للفلسطيني طالما هو غير مكترث لما يحدث.. ما يتطلب ردا فلسطينيا بمستوى هذه التحديات تبدأ بالعمل سريعا على تطبيق ما توافقت عليه جميع الفصائل في حوارات بيروت وموسكو لجهة الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات شاملة لجميع مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير بالتمثيل النسبي الكامل والتوافق على سياسة وطنية جديدة ثابتها الانتفاضة والمقاومة في اطار التأسيس لإستراتيجية فلسطينية جديدة تعمل على القطع الكلي مع اتفاقية اوسلو وملحقاتها الامنية والاقتصادية والسياسية..

واشار الى اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومعتبرا ان قضية اللاجئين ونظرا لمركزيتها ومحوريتها في النضال الفلسطيني ستبقى تتعرض لضغوطات سياسية وامنية واقتصادية في اطار المساعي المبذولة من قبل اسرائيل لتصفية قضية اللاجئين وهي ضغوط تحد من امكانية تطوير الموقف الفلسطيني وتحصينه خاصة لجهة النأي بالحالة الفلسطينية بعيدا عن التداعيات السلبية للصراعات الاقليمية، مجددا التأكيد على ضرورة التعاون والتنسيق بين الفصائل ومؤسسات الدولة اللبنانية وتطوير الاطر الفلسطينية السياسية والامنية بما يعزز امن واستقرار المخيمات وتحصين الحالة الفلسطينية في لبنان بسياسات لبنانية اقتصادية واجتماعية عبر اقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية بما يوفر مقومات الصمود الاجتماعي للشعب الفلسطيني ودعم كل ما من شأنه تعزيز مسيرة الامن والاستقرار في لبنان. 

التعليقات