الجامعة العربية تنظم ندوة حول مستقبل القدس

الجامعة العربية تنظم ندوة حول مستقبل القدس
في اطار احتفالاتها بالذكرى الثانية والسبعين لتاسيسها أقامت جامعة الدول العربية ـ بعثة باريس حلقة دراسية بعنوان "مستقبل المنطقة العربية في ظل الاوضاع الراهنة" توزعت حول عدة محاور هي جيوسياسية المياه والطاقة في المنطقة العربية حاضر فيها فادي قمير مدير عام الموارد المائية والكهربائية في وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، وتحديات الهوية العربية (العولمة، التطرف، الارهاب) حاضر في الموضوع عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للابحاث، ودور ومستقبل الجامعة العربية في ظل اوضاع المنطقة وأزمة العلاقات الدولية حيث تحدث في الموضوع عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ومحور القدس (الماضي والحاضر والمستقبل) في القانون الدولي حاور فيه د. ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين الاسبق ورئيس مجلس الامناء في مؤسسة ياسر عرفات الدولية. وأدار الندوة غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني الأسبق.

وقد حضر الندوة، التي عقدت في معهد العالم العربي في باريس، سفير فلسطين في فرنسا سلمان الهرفي، وسفير الجامعة العربية في باريس بطرس عساكر وعميد السفراء العرب بباريس السفير الليبي الشيباني بوهمود وعدد من السفراء العرب والاجانب وممثلين عن سفارات اجنبية وحشد من المهتمين الفرنسيين والعرب والاجانب.

وقد استعرض القدوة في مداخلته تاريخ مدينة القدس مركزاً على التوسع الاسرائيلي منذ احتلال المدينة القديمة عام 1967 ومستعرضاً الخطط الشيطانية للاحتلال من اجل توسيع حدود المدينة القديمة بضم مساحات واسعة من الاراضي المحيطة بها اليها بحيث تتوسع المدينة القديمة الى عشرات اضعاف مساحتها الاساسية بالرغم من ان اسرائيل مارست سياسة ضم الارض وفرض الاقامة على السكان وبالتالي تصادر الارض لتتخلص من سكانها عبر سلسلة من الاوامر العسكرية والقوانين الصادرة عن مختلف مستويات دولة الاحتلال الاسرائيلي، ما يحول حياة المقدسيين الى سلسلة من المتاعب والعقبات.

كما عرج د. القدوة على موضوع جدار الفصل العنصري الذي ضم اراض فلسطينية ليست من حدود المدينة الادارية التي حددتها سلطات الاحتلال ذاتها، وأخرج منها ايضاً مناطق كانت ضمن الحدود الادارية للمدينة في خطة اسرائيلية تهدف للحصول على اكبر مساحة ممكنة بأقل عدد سكان فلسطينيين.
القدوة دلل في موضوع القدس على التنصل الاسرائيلي من الالتزامات الدولية بما فيها تلك التي تعهدت بها حكومات اسرائيلية متعاقبة سواء في الاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين او تلك الموقعة مع دول اخرى كالاردن او في التعهدات التي اخذتها دولة الاحتلال على نفسها امام دول ومؤسسات دولية. بالاضافة الى انتهاكاتها للقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف.

وختم د. القدوة مداخلته بمخاطر نقل السفارة الامريكية للقدس لما لهذه الخطوة من اثار خطيرة على الوضع وعلى حل الدولتين وهو ما يهدد المنطقة بالانفجار الكبير. وذلك لما للقدس من اهمية ومركزية رمزية لدى الدول والشعوب الاسلامية.
بالمقابل دعا السيد قمير الى استراتيجية عربية موحدة في مجالات الطاقة والمياه والغذاء عبر بناء تكامل اقتصادي يلبي الحاجات الاساسية للمواطن العربي ضمن منظومة شاملة تسمح ببناء امن عربي في مواجهة التطلعات الاقليمية لبعض دول المنطقة في فرض الشروط خاصة في مجال المياه، خاصاً بالذكر اسرائيل التي تحرم الفلسطينيين من مياههم بحيث يصل استهلاك الفرد في اسرائيل اضعاف اضعاف ما يستهلكه الفلسطيني.

عبد العزيز صقر استعرض التحديات التي تواجه العالم العربي والتي يقف على رأسها الارهاب الذي اصبح ظاهرة عالمية.
فيما تحدث عمرو موسى عن التحديات التي تواجه جامعة الدول العربية معتبراً أنها انعكاس للوضع العربي. كما اعتبر ان المنطقة قادمة خلال السنوات الخمس القادمة على تغييرات جذرية داعياً الى نظام اقليمي جديد بسبب وجود دول ذات وزن اقليمي ليست عربية، وطالب بأن يسود التعاون مع هذه القوى في مجالات التنمية والتطور والتحديث. كما طالب بدور عربي لموازنة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية متمنياً من القمة العربية المقبلة ان تجد اجوبة عن التحديات الكثيرة التي تواجه الامة العربية.

التعليقات