"عبد السلام" يكشف مبدأ "ترامب" في إدارة أعمال العلاقات الدولية

رام الله - دنيا الوطن
قال مدير مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبوظبي الدكتور محمد عبد السلام، إن قطاعًا كبيرًا من تفاعلات العَلاقات الدولية يَتجهإلى أنْ يَتخذ شكل "عَلاقات عمـل"، إذ عبـر عقـود مُتعاقبـة كانت هنا كمقالات لا حصر لها، تطرح لتوصيف أبعاد مختلفة، تتعلق بإدارة التفاعلات العابرةللحدود بين الفاعلين الدُوليين في أزمنة الأبيض والأسود قديمًا، إذ كانت مفاهيمالعَلاقات الدُولية شديدة الفخامة كالحرب والسلام أو الاستراتيجية والدبلوماسية أوالصراعات والتحالفات، أو هو مُصطلح يُمكن أن يُثير الابتسام حاليًا، الأصدقاءوالأعداء.

وأضاف عبد السلام، في تصريحات صحفية، أنه: "عندم اتعقدت الأمور قليلًا، وسيطر التفكير الواقعي، بدأ يُقال إنها تستند إلى المَصالح الوطنية لكل دولة، أو أنها تدور حول امتلاك واستخدام القوة، أو أنها امِتدادللسياسات الداخلية دائمًا، وفي القريب العاجل قد يُضاف تعريف عملي سريع للعَلاقاتالدُولية، يُذكر أنها سلسلة من الصفقات المتتالية بين أطراف العالم".

واستطرد عبد السلام قائلًا: "بالطبع لا ترتبط فكرةالصفقات بوصول ترامب إلى البيت الأبيض، إذ هناك فترة طويلة تاريخيًا كانت التجارةفيها هي قضية العالم الأولي، وهناك أفكار متكاملة حاولت أنْ تفسر السياسة بمنطقالبيزنس، وظهر في وقت ما، مَجال بحثي لم يحظ بتمويل جيد اسمه خصخصة السياسةالخارجية، كما أنّ قضايا مُركبة تتعلق بعلاقة البيزنس بالسياسة، طالما طرحت فيالشرق الأوسط، والأهم أن أبعادًا جديدة لها، وربما خطرة بَدأت تثار في الفترةالقصيرة المَاضية".

ومضى يقول: "مسألة الصفقات قد تتحول إلى مبدأ يَستندإلى نظرية وتطبيق ويَرتبط بِوجه شهير لسببين على الأقل، الأول، أنّ ترامب رئيسالولايات المتحدة، وهي قوة دولية شديدة الأهمية أيا كان، يُقال حول الانهيار أوالانسحاب الأمريكي، فوفقًا لعبارات شائعة في الإقليم فإنّها الدولة التي يُمكن أنْتكون أكثر داعميك، وأكثر الدول خطورة عليك في الوقت نفسه، في حالة تحول التوجهاتأو تغير الإدارات، كما أنّها الدولة التي تؤدي أية أخطاء ترتكبها إلى مَصائباستراتيجية يَصعب احتواء تأثيراتها، كما حدثَ عندما قرر المحافظون الجدد غزوالعراق عام 2003، لا لسبب إلا "لأنها تستطيع فعل ذلك"، والآن لدينا رجلأعمال يَمتلك قاذفات ثقيلة طويلة المدى".

وتابع عبد السلام: "الثاني، إذا كنا قد تعلمنادرسًا، فإنه لا يُمكن الثقة في أية توقعات تتعلق بالرئيس ترامب، كما حدث فيالتعامل مع نتائج الانتخابات، ويَحدث حاليًا في إدارة السياسات، فلا يُوجد يقينعما إذا كان سيتحول من رجل أعمال يُدير شركة إلى رجل سياسة يُدير دولة، أو ما قد يَحدثبالضبط في صراعه الدائر مع الدولة العميقة في واشنطن، أو إدارته عَلاقات أمريكاالخاصة مع أي طرف دُولي أو ما يتعلق طبعًا بالنبوءات التي تقرر أنه قد لا يكملفترة رئاسته، فالأسلم أنْ يتم التعامل مع كل ما يَتعلق به منطق السيناريوهات حتىلا يُفاجأ أحد، وصولًا إلى عام 2021".

التعليقات