المطران حنا: سيبقى المسيحيون متمسكين بأصالتهم الايمانية وانتماءهم العربي

المطران حنا: سيبقى المسيحيون متمسكين بأصالتهم الايمانية وانتماءهم العربي
جانب من الفعالية
رام الله - دنيا الوطن
انها قرية نصف جبيل الوادعة التي تقع بالقرب من مدينة سبسطية التاريخية هذه القرية الجميلة التي تحيط بها الجبال والاشجار والتي يسكنها اناس طيبون يعشقون ارضها وينتمون اليها ، انه شعب طيب ينتمي لهذه الارض ويدافع عن هويتها وتراثها وقضيتها العادلة .البارحة كان يوما مميزا في نصف جبيل هذه القرية التي تحتضن كنيسة اثرية تاريخية تحمل اسم القديس جاورجيوس وقد تم ترميمها مؤخرا بشكل يليق ومكانتها الروحية والتاريخية والانسانية والوطنية .

لم يبقى في نصف جبيل من المسيحيين سوى سيدتين وصلتا الى مرحلة متقدمة من العمر ولكن وبالرغم من كل ذلك ما زالت الكنيسة شامخة وباقية في تلك القرية الوادعة وما زال بخورها يتصاعد الى السماء وشموعها وقناديها مضائة .

ابناء نصف جبيل المسلمين يعتبرون هذه الكنيسة جزءا اساسيا من تراث بلدهم ويقدمون كل التسهيلات المطلوبة للزائرين الذين يأتون الى هذه القرية بهدف تفقد الكنيسة ، فما احلى وما اجمل هذا المشهد الفلسطيني الذي يعبر عن لحمة واخوة شعبنا وثقافة العيش المشترك في بلدنا.

سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى زيارته الى بلدة نصف جبيل يوم امس وبعد نهاية الصلاة التي اقيمت في كنيستها الارثوذكسية قال : بأن رسالتنا من هنا من قلب هذه القرية الوادعة الجميلة بأننا وان كنا قلة في عددنا الا اننا لسنا اقلية وسنبقى دوما ندافع عن عدالة قضية شعبنا الفلسطيني ، هذه الكنيسة الشاهدة على عراقة وتراث وهوية هذه الارض المقدسة ستبقى قناديلها وشموعها مضائة وسيبقى بخورها متصاعد الى السماء مع ادعيتنا وصلواتنا من اجل بلدنا ومن اجل شعبنا ومن اجل فلسطين هذا الوطن الذي نعشقه وننتمي اليه .

رسالتنا اليوم من رحاب هذه الكنيسة ومن هذه البلدة الجميلة ان مسيحيي هذه الديار لن يتخلوا عن ايمانهم وتراثهم واصالتهم كما انهم لن يتخلوا عن عروبتهم النقية وعن انتماءهم للشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية .

لم يبقى الكثير من المسيحيين في هذه المنطقة بسبب ما الم بشعبنا من نكبات ونكسات ولكن الصوت المسيحي سيبقى كما كان دوما صوتا مناديا بالعدالة ونصرة شعبنا الفلسطيني وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .

نصلي في هذه الكنيسة المقدسة من اجل هذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين لكي تتحقق فيها العدالة وينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم التضحيات الجسام .

كل التحية لاهلنا في نصف جبيل الذين استقبلونا بكلمات طيبة وبابتسامة تعبر عن محبة قلبية هي من شيم شعبنا الفلسطيني .

هكذا يرد شعبنا على مظاهر التطرف والتخلف الذي تجتاح منطقتنا العربية وسيبقى الشعب الفلسطيني متميزا بوحدته واخوته وحكمته ووطنيته واصالته واستقامته .

فلسطين هي ارض القداسة وارض الشهداء والمناضلين ، فلسطين هي ارض المحبة والاخوة والتلاقي الاسلامي المسيحي وستبقى هكذا فلسطين مهما تآمروا عليها وخططوا لتصفية قضية شعبها ، ستبقى فلسطين ارضا مباركة نفتخر بانتماءنا اليها .

وكان سيادة المطران عطا الله حنا قد زار يوم امس قرية نصف جبيل في شمال الضفة الغربية واقام خدمة المديح الرابعة بمناسبة الصوم الاربعيني المقدس بمشاركة مصلين من القدس ورام الله ونابلس وغيرها من الاماكن اضافة الى من بقي من مسيحيين في تلك المنطقة ، وقد كان لقاء روحيا بامتياز بحضور السيد باسم حشمة ابن رام الله المغترب في امريكا والذي قام مشكورا مع زوجته السيدة منى بترميم هذه الكنيسة والبناء المجاور لها .

فشكرا للاستاذ باسم حشمة وزوجته على هذه المبادرة الطيبة .