يتقن فن "الكاليجرافي".. الطلاع: يحوّل الجدران الصماء إلى لوحات متكلمة

يتقن فن "الكاليجرافي".. الطلاع: يحوّل الجدران الصماء إلى لوحات متكلمة
الشاب يزيد الطلاع
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
منذ نعومة أظافره، يحلم الشاب يزيد الطلاع (24 عاماً) بأن يكون نجماً لامعاً في أحد مجالات فنون الرسم، وأن ينمي موهبته التي ولدت معه ويجد الدعم والاحتضان اللازم.

وبدعم أصدقائه المقربين ووالديه وجيرانه، بدأ الطلاع يشق طريقه في هذا المجال عبر بعض رسوماته، إلى أن التحق بجامعة الأقصى كلية الفنون الجميلة قسم الديكور، ليجد ضالته في فن "الكاليجرافي"، حتى أصبح طريقاً يوصل من خلالها رسالته، إلى أن بات يحلم بالعالمية مؤخراً.

و"الكاليجرافي" هو فن تصميم الكلمات والإبداع في تشكيل الحروف وزخرفتها في أشكال هندسية غير مألوفة.

ويؤكد الطلاع لـ"دنيا الوطن" أن موهبته ولدت معه منذ بداية حياته، حتى اكتشفها وبدأ يعمل على تنميتها من خلال ممارسة هذا الفن بشكل مستمر، ومتابعة الفنانين الكبار، والالتحاق بكلية الفنون، للعمل على دمج التعليم الأكاديمي بالموهبة.

وبينما كان يرسم إحدى اللوحات وسط مدينة غزة، يوضح أنه يحاول تحويل الجدران الصماء إلى لوحات تتكلم اللغة العربية والأشعار والأمثال، وأوجاع شعبنا الفلسطيني، من خلال هذا الفن "الكاليجرافي"، معتبراً أنه فن الرسم بالتعبير الحر للكلمة والصورة.

وأوضح الفنان الطلاع، أنه كان يرسم لوحاته الأولى بالأحرف الإنجليزية، غير أنها لم تشبع هوايته، ولم يتقبلها المجتمع الفلسطيني لصعوبتها، الأمر الذي دفعه للكتابة والرسم بالأحرف العربية لسهولتها، ولأنها اللغة التي يفهمها جميع فئات شعبنا.

وقال "ممارسة فن الكاليجرافي بالخط العربي يحتاج من الفنان أن يتميز بخطه الجميل في الكتابة، وأن يكون ملماً بأساسيات الخط العربي؛ ليتمكن من تطويع الحروف والخط".

ويلفت الطلاع إلى أنه يحاول دائماً التميز عن الآخرين في الدمج بين الخط والرسم، والتجديد والتنويع ما بين لوحة وأخرى، وإضافة لمسات جديدة على أنواع الفنون التقليدية، وأن يتحرر في لوحاته رغم التزامه بالمبادئ الأساسية للحرف.

وأضاف "أكثر الجداريات التي نالت إعجاب الناس والمثقفين هي جدارية الفتاة والكاميرا، والتي زينتها بجملة -كن أنت تزدد جمالاً-نظراً لأن فيها فلسفة وطريقة خاصة بالفن والتشكيل".

وأشار الطلاع إلى أن فن (الكاليجرافي) لا يقتصر على اللوحات الكبيرة والجداريات، بل إن الأمر يمتد إلى التحف والزجاج، وأغطية الهواتف المحمولة، والنقش على الأحجار والأرصفة، والسيارات، وجدران البيوت الداخلية والخارجية.

ولم يخف الطلاع أنه يحلم بالمشاركة في معارض دولية وعربية، لعرض أعماله ولوحاته لتوصل رسالة شعبه ومعاناته.

دقائق معدودة تلك التي قضتها "دنيا الوطن" برفقة الفنان يزيد الطلاع، كانت كفيلة بأن تزيح الستار ولو قليلاً عن شاب تحدى جميع الظروف والصعاب بغزة، لتصبح لوحاته تضاهي نظيراتها من الفنانين العظماء.