منع إدخال الإسمنت إلى غزة.. يُنتج عمالاً بلا مستقبل!

منع إدخال الإسمنت إلى غزة.. يُنتج عمالاً بلا مستقبل!
عمال اسمنت
خاص دنيا الوطن- علاء الهجين
يجلس الشاب تحسين إسليمان (37 عاماً) في بيته منذ أن تعطل عن العمل، نتيجة مواصلة رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي تزويد مصانع البلوك في قطاع غزة بالإسمنت، مما انعكس سلباً على مستقبله المهني.

حالة الشاب إسليمان ليست فريدة من نوعها، بل يوجد آلاف العمال الذين تعطلوا عن عملهم، نتيجة سياسة الاحتلال الإسرائيلي باستمرار منع إدخال الإسمنت "وفق نظام السيستم" إلى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 10 سنوات، مما أجبر أصحاب مصانع البلوك في غزة على تقليص عدد العمال الذين يعملون في ذات المجال بشكل كبير.

الشاب سليمان، رب لأسرة مكونة من 6 أفراد، بات يعاني من فقر مدقع نتيجة تعطله عن العمل، الأمر الذي دفعه للعمل كأجير بأحد المطاعم الشعبية منذ أيام قليلة مقابل 20 شيقلاً، بعد أن كان يتقاضى 80 شيقلاً في اليوم الواحد، عندما كان يعمل بأحد مصانع البلوك بغزة.

وقد منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال الإسمنت وفق نظام "السيستم" المعمول به بشكل مباشر إلى القطاع، بعد أن سمحت بإدخاله ليوم واحد فقط، قبل شهر مضى.

يوضح إسليمان، أنه تعطل عن العمل منذ 6 أشهر نتيجة إغلاق مصنع البلوك الذي كان يعمل فيه منذ أكثر من 10 سنوات، الأمر الذي قلب حياته رأساً على عقب.

ويؤكد، أنه عندما كان يعمل بأحد مصانع البلوك، كان يجني مالاً يكفيه لإعالة أسرته، ولكن بعد منع الاحتلال من إدخال الإسمنت إلى قطاع غزة، وتعطله عن العمل، أضحى بالكاد يستطيع أن يوفر لقمة العيش لها.

ويضيف: "مستقبلنا على المحك، إن لم يتم إدخال الإسمنت إلى مصانع البلوك، فإننا سنعاني لأننا لا نجيد صناعة أخرى غيرها، وقضينا معظم سنوات عمرنا في العمل بتلك المصانع".

ويوجد في قطاع غزة نحو 450 مصنع بلوك، منهم 220 مصنعاً تعمل على نظام السيستم "GRM"، جميعهم توقفوا عن العمل ويعانون من خسائر فادحة وإغلاق بشكل كامل، بسبب منع إدخال الإسمنت لهم من قبل سلطات الاحتلال، وتحتاج معامل البلوك المعمول بها وفق نظام "السيستم" حوالي 1000 طن من الإسمنت أسبوعياً.

من جانبه، يوضح صاحب أحد مصانع البلوك في غزة، ناصر أبو كرش، أن مصنعه تضرر بشكل كبير وتعطل عن العمل، نتيجة عدم السماح باستيراد الإسمنت من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد أبو كرش، أن مستقبل عماله مرهون بسماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي تزويد مصانع ومعامل البلوك في غزة بالإسمنت، لأنه إن استمر منع إدخاله إلى القطاع، فإن كافة العمال الذين يعملون بمصانع البلوك في غزة لن يجدوا فرصة للعمل بها مرة أخرى، وبالتالي سيؤثر عليهم بالسلب.

بدوره، يؤكد أمين سر اتحاد الصناعات الإنشائية في غزة، محمد العصار، أن الاحتلال الإسرائيلي لازال يمنع دخول الإسمنت إلى معامل ومصانع الحجارة في قطاع غزة، الأمر الذي أرهق كاهلهم، وتسبب لهم بخسائر فادحة، إضافة إلى تعطيل عمل العمال الذين يعملون في ذات المجال داخل القطاع.

ويبين العصار، أن إيقاف توريد الإسمنت إلى قطاع غزة من قبل الاحتلال كان قبل عام تقريباً، وبعد عدة محاولات سُمح له بالدخول ليوم واحد فقط، ثم قرر الاحتلال إيقاف إدخاله مرة أخرى بشكل تام.

ويضيف: "تكمن خطورة عدم دخول الإسمنت إلى القطاع، بإغلاق كافة مصانع الحجارة، والتي تعتبر ركناً أساسياً من العملية الإنتاجية الصناعية في القطاع، وتلقى أصحابها خسائر كبيرة جداً، لاسيما الذين يستأجرون الأرض ويقيمون عليها المصانع، فهم يدفعون إيجار الأرض وترخيص وضريبة دون أن يدخل عليهم شيقل واحد، ناهيك عن التسبب في ارتفاع نسبة البطالة في القطاع، لأن المصنع الواحد يشغل 10 عمال كحد أدنى".

ويتابع: "أبرز الأسباب التي عملت على منع دخول الإسمنت للقطاع، هو زعم الاحتلال أن معامل البلوك تسرب الإسمنت لغير طريق البناء، وهذا الأمر عارِ عن الصحة تماماً".