طعمة: تجرد الساسة عن الاهداف الفئوية والممارسات الانانية مطلب ضروري

رام الله - دنيا الوطن
يتم الحديث كثيراً عن مستقبل العراق ما بعد دحر داعش وتحرير أراضيه  وتتباين المقترحات و تتقاطع التصورات تبعاً  لمنطلقات و أهداف مطلقيها .

والجميع أدرك إن إتمام التحرير و إستكمال النصر التام أستند لعناصر وعوامل فاعلة ينبغي مراعاتها والحفاظ عليها وترسيخها لتكون أساساً لنجاح المرحلة اللاحقة للصفحة العسكرية و الأمنية و أهم هذه العوامل:

1- وحدة العراقيين و تظافر جهودهم نحو هدف مشترك وتجنب الإستغراق في الخلافات الهامشية التي تستنزف المقدرات وتشتت الجهود .

2- بسالة وشجاعة القوات المحررة بكافة تشكيلاتها و إلتزامها المهني و إنضباطها العالي بمراعاة حقوق الإنسان وحماية المدنيين و إعتماده كأولوية في خططها وتنفيذها للعمليات العسكرية مما أنتج تلاحماً وتوحداً صادقاً وعميقاً بين اهالي المدن المحررة والقوات المسلحة العراقية ساعد كثيراً في إنجاز عمليات التحرير و إستهداف مراكز قوى الإرهاب الاعمى, نأمل ان تبتعد السياسة الإنتهازية عن تخريب هذا التوحد و الإنسجام و أن تتكاتف جهود الجميع لمنع عودة اصوات التحريض والحقن و إثارة التوتر والإنقسام .

3- منطلقات و اهداف صانعي النصر العسكري كانت سامية و واسعة النطاق بسعة الوطن ومشتركات مواطنيه, وهذا السر الذي يفسر سمو و رفعة السلوك العسكري والممارسات الميدانية التي تنسجم مع الاهداف الكبيرة التي تحركها ولابد للساسة أن يتأملوا كثيراً في هذا الدرس ويتعلموا ان تحقيق الإستقرار السياسي يتطلب نفوساً كبيرة تعيش وتحمل اهداف ومنطلقات سامية تتسع في أثارها وثمارها لتشمل جميع العراقيين على أساس العدالة و المواطنة, وبقدر ما يتعلم الساسة وينتهل الدرس من تضحيات وعطاء القوات المحررة فأنه يمكن إصلاح البيئة السياسية وتعديل السلوك و الممارسة السياسية بما يحقق المصالح و الاهداف الوطنية العليا.

4- إفتضاح منهج واهداف التنظيم الارهابي ( داعش ) وعقيدته الظلامية المتحالفة مع شذوذ الفكر و إنحراف السلوك وبشاعة الاساليب أسهم في تحول مواقف العديد ممن كان يتعامل بحيادية تجاه مخاطره او إسلوب الإحتواء الذي يضمن إبعاد الخطر عنه و إن استمر الارهاب بإجرامه في مواطن أخرى, و نأمل أن يكون هذا التحول خياراً إستراتيجياً و ليس مرحلياً ويركز على إستهداف منابع ومناشئ تغذية الإرهاب الفكرية والمالية والسياسية وتجنيد وتنظيم العناصر في صفوفه .

5- إن إعتماد مبادئ العدالة الإجتماعية و المواطنة أساس في تحصيل الحقوق و إلتزام الواجبات, مسؤولية وطنية كبيرة يتحمل جميع المتصدين إستحقاقات تطبيقها وهي ضمان راسخ لوحدة العراقيين وتعايشهم السلمي و إزالة وتجفيف كل عناصر التوتر والعنف والصراع.

6- يلزم أن يتم ترتيب خطوات عملية لمعالجة أي ردود أفعال في المناطق المحررة تربك أمن تلك المجتمعات أو تستحدث شكلاً جديداً من الصراع بين ضحايا داعش الإرهابي ومن تعاطف أو إحتضن او ساند داعش ولتلافي هذه المحاذير نقترح تأسيس مجالس حكماء و أعيان محلية تنسق مع الحكومات المحلية والإتحادية لمعالجة آثار جرائم داعش وحصرها في السياقات القانونية و الإجراءات القضائية .

7- إعادة النازحين و إعمار المدن المحررة بأسرع وقت يزيد في إنشداد مواطني تلك المدن للدولة و يحفزهم لمزيد من التعاون والدعم لجهودها في مكافحة الإرهاب و إستئصال جذوره وتجفيف بيئته الإجرامية, ومن المهم أن تنشط الدبلوماسية العراقية لتشجيع المجتمع الدولي للإنخراط الجدي في دعم هذا الملف و إنشاء صندوق إعمار تسهم في إيراداته تلك الدول, وهو أقل مايمكن أن تسهم به وقد تقدم العراق وشبابه خطوط المواجهة الأولى ضد عدو إرهابي شكل خطراً وتهديداً للأمن والسلم الدولي و الإنساني.

8- الإسراع في تهيئة مستلزمات إجراء الإنتخابات المحلية والنيابية في أوقاتها وفق قانون إنتخابات عادل يوفر فرص إختيار ممثلين واقعيين عن تلك المدن قريبيين من همومهم وتطلعاتهم وهذا سيوفر إستقراراً سياسياً و إجتماعياً يدعم الإستقرار الامني في تلك المدن .

9- الحرص على إعادة بناء منظومة أمن تلك المدن بالإعتماد على العناصر التي قاتلت داعش طيلة فترة تسلطها في السنتين الماضيتين و الإبتعاد عن تكوين إقطاعيات سياسية داخل المنظومة الأمنية لأنها ستضعف تلك الاجهزة وتوفر منافذ خرق للإرهاب فيها من جديد

التعليقات