الفساد يطارد نتنياهو...إلى أين ذاهب بحكومته؟

الفساد يطارد نتنياهو...إلى أين ذاهب بحكومته؟
بقلم الأستاذ الدكتور رياض علي العيلة

تشكلت (الحكومة 34) حكومة نتينياهو الحالية على أثر الانتخابات العامة التي جرت في الكيان الإسرائيلي في شهر مارس من عام 2015 م والتي اعتمدت على ائتلاف حزب الليكود مع خليط من الأحزاب اليمينية والمتطرفة ( كولانا برئاسة موشيه كحلون...البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينت...شاس برئاسة آريه درعي...يهودات هتوراه وحزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان)..ومنذ تشكيلها وتتقاذفها الخلافات في القضايا التي تتعلق بالاستيطان والمستوطنين...أرهقت حكومته ماليا وسياسيا....بالإضافة إلى الفساد الذي يطارد رئيس الحكومة وزوجته وكذلك عدد من وزرائه...

في ضوء الخلافات التي احتدمت بين أحزاب الائتلاف نفسها في حكومة نتنياهو من جهة ...وبين الأحزاب ورئيس حكومتها من جهة أخرى...والتحقيقات القضائية والشرطية مع رئيس الحكومة التي طالت أسرته وعدد من وزرائه...هذه الخلافات جعلت الحكومة تترنح وتؤرق نتينياهو وحزبه بشكل يومي لدرجة أن خلافا حادا نشب مع وزير ماليته (موشى كحلون) رئيس حزب كولانا المؤتلف معه بشأن سلطة بث التلفزيون العام... وسمحت لمراكز الأبحاث والاستطلاعات في الكيان الإسرائيلي بالاجتهاد لوضع تصور حول الفائزين في الانتخابات فيما لو جرت اليوم...حيث توقعت حصول (يائيير لبيد) رئيس حزب يوجد مستقبل على 22% ويليه ( نفتالي بينيت ) رئيس حزب البيت اليهودي على 14% ويليه حزب (جدعون ساعار) على 10% وحزب (موشي يعلون) على 7% وحزب (موشى كحلون) رئيس حزب كولانا على 6%... بمعنى أن حزب الليكود لو فاز بمقاعد نفس الانتخابات السابقة لن يقدر على تشكيل حكومة من اليمين كما في حكومته الحالية...

على أثر تلك الخلافات ونتائج الاستطلاعات..بدأت ساحة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية تحركاتها السريعة لوأد هذه الخلافات ...في المقابل بدأت الأحزاب السياسية في المعارضة تحركات سريعة لحجب الثقة عن هذه الحكومة... إلا أن أحزاب المعارضة تحتاج لحجب الثقة عن حكومة نتنياهو... أحدى الخطوات التالية : دعم أغلبية أعضاء الكنيست أو انسحاب لحزب أو أحزاب مشاركة في الائتلاف الحكومي أو يقوم رئيس الحكومة بنفسه بحل الكنيست والدعوة لانتخابات جديدة ....

في ضوء ما سبق..فأن حكومة نتنياهو تواجه مجموعة من التحديات التي ستجبر رئيسها على حلها وحل الكنيست وهى: قضايا الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء وزوجته والتحقيقات التي تجريها الشرطة والنيابة العامة معهما...وقضية سلطة بث التلفزيون العام...عندما دعا نتنياهو وزير ماليته (موشى كحلون) بتأجيل الإعلان عن انطلاقة سلطة بث التلفزيون الجديدة والإبقاء على سلطة البث التلفزيوني القديمة... ورفض الوزير الاستجابة لدعوته ...مما أدى إلى نشوب أزمة حكومية بالخصوص... والتنافس بين الأحزاب السياسية المشاركة في الائتلاف الحكومي وخاصة الخلافات ما بين نتنياهو وبينت وليبرمان من جهة وبين بينت وليبرمان من جهة أخرى... والمنافسة بين حزبي الليكود ويوجد مستقبل من منظور آخر...وائتلاف الأحزاب السياسية الصهيونية ضد حكومة نتنياهو ومطالبتها بحل الكنيست والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة... والفشل الذي منيت بها حكومة نتنياهو في حروبها العدوانية على قطاع غزة خاصة عدوانيها عام 2012 و 2014 لتدمير الأنفاق وسلاح حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة...التحديات الاقتصادية التي تواجه حكومته في أعقاب تشكيل حكومة اليمين المتطرف الذي أفقدته المال والسياسة...

في ضوء هذه التحديات والمتغيرات التي طرأت على حكومة نتنياهو فإن السيناريوهات المستقبلية والمتوقعة لما سيقوم بها رئيس الحكومة والأحزاب المشاركة في حكومة اليمن المتطرف... كما يلي: شن حرب عدوانية جديدة على قطاع غزة لوقف إجراءات حل الحكومة وتحسين وضع رئيس الحكومة السياسي... علما أن الدم الفلسطيني هو معيار الإنقاذ لوقف أي تدهور سياسي لدى حكومات الكيان الإسرائيلي...وحل الحكومة والكنيست والبدء في إجراء الانتخابات الداخلية للأحزاب لتحديد رئيسها ومرشحيها في القوائم للانتخابات... ومن ثم خوض الانتخابات...وخاصة حزب الليكود... وخشية الأحزاب اليمينية التي تشكل الائتلاف مع نتنياهو من الفشل أمام أحزاب المعارضة... مما بثنيها عن حل الحكومة والدعوة لانتخابات جديدة... عبر تشكيل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو كحل لإنهاء الصراع بين الأحزاب المؤتلفة.

في ضوء السيناريوهات السابقة المتوقعة... أولا: عدم المخاطرة في الدعوة إلى انتخابات جديدة... لأن التقديرات تشير إلى أن حزب الليكود سيجد صعوبة في تشكيله لحكومة جديدة قادمة حال جرت انتخابات أو توافق بين الأحزاب كافة بسبب الفساد الذي انتشر في الكيان وبسبب محاكمة رئيسه المتهم بالفساد الى جانب الوزراء المتهمون كذلك... ثانيا: أن السيناريو الأكثر توقعا في حال رأى نتنياهو أن مصلحة حزبه تعلو مصلحته الخاصة...( ويبتعد عن رؤى الذين سبقوه من رؤساء الحكومات الذين فضلوا مصالحهم الخاصة وتركوا أحزابهم... وشكلوا أحزاب جديدة على سبيل المثال لا الحصر : أرئيل شارون وشمعون بيرتس وغيرهم...) هو التنحي وتعين شخص آخر غيره ليشكل حكومة بديلة لحكومته كحل لإنهاء الصراع بين الأحزاب المؤتلفة... وإلا ينتظر مستقبله الذي تلاحقه قضايا الفساد؟!!