زهرات طوباس يزرعن مدرستهن بلا تربة!

رام الله - دنيا الوطن
سلّطت الحلقة الثانية من سلسلة (نور) لوزارة الإعلام ومديرية التربية والتعليم في محافظة طوباس والأغوار الشمالية الضوء على  مبادرة بنات طوباس الثانوية، وتتبعت سيرة المعلمةآيات خالد مبسلط، التي قدمت نموذجًا للزراعة المائية، ووضعته في زاوية بحديقة مدرسة بنات طوباس الثانوية، واختارت له التوت الأرضي، وبدأت تقدمه لطالباتها كحلللزراعة العمودية، وللتفوق على نقص الأراضي بفعل الزحف العمراني، ولتوفير الغذاءدون الحاجة إلى تربة، وتعميق المعرفة النظرية في المؤسسة التعليمية.

وقالت مبسلط: وهي تتابع تجربتها لنمط زراعي انطلق  بالخس والنعناع والملفوف والقرنبيط والفلفلوالشاي الأخضر والخيار والبندورة: نقدم للطالبات تعليمًا مغايرًا، ونبتعد عن أسلوبالتلقين، ونؤسس لتعليم يتسلح بالتجربة، ويساهم في توفير حلول جديدة للتحدياتالبيئية والأمن الغذائي، وأعداد الطالبات للحياة العملية.

وتتباهى خريجة الماجستير في العلوم الحياتية والبكالوريسفي التخصص ذاته، بتقديم نموذج جديد غير شائع كثيرًا في وطنها، وبتداوله ضمن مشروعتدويل التعليم مع دول عربية وأسيوية وأمريكية.

مبادرات

تكمل: أطلقنا عام 2015  تجربة الزراعة المائية، ويومها  كانت مصغرة بعشرين فتحة في أنابيب، صارت تنتجالفراولة، فسرت الطالبات والمعلمات بالنتائج، وأصبح الأطفال يتسللون إلى المدرسةلقطاف الثمار.

وبحسب مبسلط، فإنها تعمقت في أبحاث نظرية حول الزراعةالمائية، وبدأت تتفقد المواقع العلمية عبر شبكة الإنترنت، وتواصلت مع وزارةالزراعة، إلى أن صممت 8 أنابيب  إضافية تستوعب120فتحة.

تكمل: خلال جولاتي البحثية، كانت الشركات التجارية ترفضإرشادي للمحلول الذي نضيفه إلى الماء، وأرسلت لنا وزارة الزراعة المهندسين سليمانأبو عامر ونضال صوافطة، وساعدانا في مشروعنا، ووجهانا إلى الطريق الصحيح.

أسماك

تضيف: في الفترة القريبة، وبعد حصاد هذا الموسم، سنطوّرالتجربة، وسنربي الأسماك في أحواض متصلة بالأنابيب، وستستفيد النباتات من الماءوفضلات الأسماك التي تحتوي على نيتروجين وأملاح مغذية، فينا تحول خلايا البكترياالفضلات إلى مواد بسيطة تتغذى منها النباتات، وسنعيد استعمال المياه مرتين: الأولىللأسماك والثانية لمزروعاتنا المعلقة.

والحديث لمبسلط، فإن النتائج التي حصدتها  تتمثل في تعميق  أصول الزراعة المائيةللطالبات، وتحفيزهن على التفكير في تطوير المشروع، وتبادل الخبرات في إطار جائزةالمدرسة الدولية للمجلس الثقافي البريطاني بين مدارس محلية وعربية ودولية.

تكمل: تبادلنا الخبرات مع مدرسة اليرموك في غزة، التيكانت أرشدتنا لهذا النمط الزراعي، ولكن تجربتهم لم تكن مكتملة، وطوّرنا المشروع،وحصلنا على مركز متقدم فيه. وانتقلنا لتبادل الخبرات مع شركاء من الهند وباكستانوالعراق ومصر وسلطنة عُمان.

مبادلة
وبحسب آيات، فقدت تبادلت مع مدارس عراقية مهارات التدويروالغذاء الصحي، واختارت الزراعة المائية عنوانًا للتعاون مع مؤسسات تعليمة فيالهند وباكستان، والطاقة مع مدارس مصرية. كما قدمت العام الماضي عرضًا تراثيًاأعاد تمثيل العرس الفلسطيني الذي كان دارجًا القرن الماضي.

تعمقت صاحبة التجربة وحارستها في زراعتها المائية،وأنتجت منشورات مكتوبة وزعتها على طالباتها، تتضمن شرحًا وافيًا لإدماج الأسماك فيالزراعة المائية، ووضحت ميزات هذا النمط، ومكوناته المتمثلة في حوضي تعبئة وتفريغ،ومضخة لرفع الماء، وشبكة أنابيب، تحتاج لتغيير الماء فيها مرة أو اثنتين أسبوعيًا؛لمنع تراكم الأملاح حول الجذور.".

يقول المنشور في التعريف بمبدأ الزراعة المائية:"تمتص النباتات المغذيات المعدنية الأساسية في صورة أيونات لا عضوية ذائبة فيالماء، تستطيع جذور النباتات أن تمتص المغذيات المعدنية الموجودة في التربة، عندماتضاف مياه تقوم بإذابتها، ولذلك لا تكون التربة هامة لنمو النباتات إذا تمت إضافة هذه المغذيات إلى المياه، التييحتاجها اصطناعية لتستطيع الجذور امتصاصها."

وتؤكد مديرة المدرسة نائلة مدارسي:  ترعى آيات المشروع لوحدها، وتنسق بمفردها منافسة جائزة المدرسة الدولية، واستفادتمن الزراعة المائية 45 طالبة بشكل مباشر، وشاهدته الطالبات كلهن والمعلمات، وتوقفعنده الزائرون والمشرفون، والأهالي.

وتكمل المديرة: نالت الزراعة المائية إشادة من مؤسساتتعليمة عالمية كما فعلته مدرسة (وليتر جونسون) الأمريكية في ولاية ميرلاندالأمريكية، ونعد العدة لتطوير المشروع وتكثيره، ونحرص كل عام على تطوير مدرستناالتي نزرع معظم ممراتها وساحاتها بالأزهار والأشجار، ونخطط لإبداعات أخرى.

قصص
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباسوالأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إلى أن سلسلة (نور) ستتبع المبادرات وقصص النجاحفي مؤسسات المحافظة التعليمية بالتعاون مع مديرية التربية.

وأضاف: سبق للوزارة أن قدمت تجارب مدرسية عديدة، منحت المربين والمدارس المتميزة والطلبة منصة للتعريف بإبداعاتهم، ووثقت مبادراتهماللافتة، وسيكمل البرنامج الذي انطلق الشهر الفائت المهمة من خلال لائحة وضعتهامديرية التربية لحالات نجاح تستحق التوثيق والتعميم.