مشروع دولة غزة يثير عاصفة بين المثقفين والسياسيين

مشروع دولة غزة يثير عاصفة بين المثقفين والسياسيين
جانب من الفعالية
رام الله - دنيا الوطن
تباينت وجهات نظر وتحليلات مجموعة من المثقفين والكتاب والسياسيين حول حقيقة مشروع "دولة غزة"، وذلك خلال ندوة نظمها مركز أطلس للدراسات تحت عنوان "صناعة دولة غزة بين التهويل والتهوين".

أدار الندوة رئيس المركز عبد الرحمن شهاب، الذي استعرض ما قيل عبر وسائل الإعلام وما كتبه البعض عن مشروع دولة غزة، وإمكانية تحقيقه، وطرح تساؤلًا على الجميع "هل ما ينشر حول المشروع هو تهويل أم تهوين؟".

من جهته، استعرض الدكتور إبراهيم أبراش ما جاء في كتابه، حول مشروع "دولة غزة"، لافتًا إلى أن المشروع قائم ومخطط له سلفًا وبإحكام من قبل أمريكا وإسرائيل وأحزاب الإسلام السياسي، مستعرضًا محطات مفصلية تصب في خدمة المشروع.

وأشار إلى أن الكل يتحدث اليوم عن "دولة غزة" من الرئيس والكتاب والمثقفين والإسرائيليين، مضيفًا أن الواقع يؤكد أننا نعيش في إطار "دولة غزة"، حيث يوجد وزارات ووزراء لا يخضعون لحكومة الوفاق الوطني التي من المفترض هي من تدير شؤون القطاع، وآخرها رفض "غزة" لقرار إجازة المرأة في يومها الذي صادف الثامن من آذار، رغم وجود قرار حكومي من الحكومة التي يرأسها رامي الحمد الله بالإجازة، إضافة إلى القرارات التي تصدر عن وزارة الاقتصاد والثقافة والداخلية وغيرها من الوزرات بمعزل عن الحكومة الرسمية "حكومة الوفاق الوطني"، الأمر الذي يدلل على أن هناك شيئاً يحاك في قطاع غزة.

وأشار أبراش إلى أن انسحاب أرئيل شارون من غزة عام 2005 لم يكن عبثاً، بينما لم تدرك الفصائل التي احتفلت بالانسحاب بالنوايا الحقيقة والأهداف التي يرمي لها شارون من ذلك، إضافة إلى السلطة التي علق رئيس الوزراء آنذاك أحمد قريع قائلاً: ماذا نفعل لهم، فلينسحبوا.

ولفت إلى أنه منذ العام 2004 ظهر مشروع إسلامي سياسي هدفه تسليم جماعات الإسلام السياسي للسلطة وتمكينهم لكي يلتهوا بها، ووجدوا في حركة حماس في غزة قاعدة لذلك، بموافقة إسرائيلية أمريكية، وعجز السلطة الفلسطينية عن وقف المخطط رغم علمها به.

ورأى الكاتب أبراش، أن التفكير بدولة غزة هو جزء من التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي منذ أوسلو، التي كان الحديث يدور عن غزة أولاً، وثم ألحقت بها أريحا.

وأشار إلى أن الرئيس الراحل أبو عمار، حاول تغيير الواقع إلا أن إسرائيل بعد أن كشفته يناور عليهم تم تصفيته وفي نفس الوقت نفذت مخطط دولة غزة وارجاعهم إلى هذا المشروع، ومن هنا بدأ تدمير مشاريع السلطة في غزة، من خلال القصف الإسرائيلي لمؤسسات السلطة مقابل الصواريخ التي تطلق من غزة، لافتاً إلى أن قطاع غزة غرق عقب الانسحاب في الفوضى والفلتان الأمني وتعدد القوات المسلحة عكس الضفة الغربية التي بقيت منضبطة.

وأشار إلى مؤتمر هرتسيليا الذي تحدثت من ضمن الخيارات المتعددة الخروج من غزة، وتأكد هذا الأمر في لقاءين، لقاء في مدريد عام 2003، بحضور شلومو بن عامي وأطراف فلسطينية منهم خالد اليازجي آنذاك، ونوقش في اللقاء أفكار منها إقامة كيان أو دولة في غزة.

واللقاء الثاني من مؤسسة (راندال) الأمريكية وكان رؤيتهم دولة في غزة أنها ستسمح بصدام بين الإسلاميين والوطنيين، والقتال على من يحكم غزة، موضحاً أن التنفيذ العملي بدأ لتنفيذ المخطط بخروج شارون من غزة عام 2005، دون أن يكون لدينا استراتيجية للرد عليه، وتبع ذلك موافقة حماس عام 2004 بالدخول في الانتخابات وهو نفس العام الذي طرح فيه مشروع الشرق الأوسط الكبير، والفوضى البناءة والخلاقة، ومحاولة تمكين جماعات الإسلام السياسي المعتدل، اعتقادًا منهم ضرب الإسلاميين بالوطنيين، وإلهاء الإسلاميين بالسلطة.

وتابع أن حماس خاضت الانتخابات عام 2006 التي كانت المؤشرات تؤكد فوزها نظراً لفوزها في الانتخابات المحلية قبلها بعام.

وأردف أن أمريكا مارست ضغوطًا على الأردن في العام 2006 بإدخال الإسلاميين الانتخابات وإشراكهم وعلى مصر، والمغرب وتونس، ورأى أن تمكين جماعات الإسلام السياسي في فلسطين لم يأت عبثاً، وبعد الانتخابات جاءت حماس، وسيطرت على القطاع عام 2007.

وتساءل أبراش، لو لم تنسحب إسرائيل من غزة هل كانت حماس تستطيع أن تسيطر على قطاع غزة؟ هذا سؤال بحاجة لنقاش، ولو كانت إسرائيل معنية بالحفاظ على أراضي السلطة، ألم تكن تستطيع أن تمنع حماس من السيطرة على القطاع؟

ورأى أبراش، أن الضجة التي أثيرت حول الحصار وفكه كان تضخيماً، ويقف خلف الحملات جماعات الإسلام السياسي وقطر وتركيا، وصوروا غزة بأنها أكثر قدسية من فلسطين والقدس، وفي المقابل لم يفعلوا شيئاً للقدس والضفة الغربية، مؤكداً أنه لو لم تكن حماس في السلطة في غزة لما كان هذا الاهتمام والجهد منهما.

وأوضح، أن كسر الحصار كان المقصود فيه تثبت سلطة حماس في غزة.

وقال: ربما البعض يرى مبرراً التعامل مع كيان غزة، خاصة أن إسرائيل خرجت من القطاع وهو المتاح والممكن بيد الفلسطينيين ولماذا لم يكن القطاع قاعدة ومنطلقاً لاستكمال تحرير فلسطين؟ مجيباً أنه يمكن القبول بذلك في حالة واحدة وهي أن الحالة التي تحكم غزة هي حالة وطنية وجزء من المشروع الوطني، وليست حالة إسلامي سياسي مرتبطة بموضوع إسلامي، متجاوز للوطنية.

وفي نفس السياق، رأى أبراش أن الحرب على غزة، هو مصطلح استعملته قناة الجزيرة القطرية وجندت كل إمكانياتها من أجل إظهار وكان غزة هي كيان وبالتالي دولة مقابل دولة، ونسوا ما يجري في الضفة، علماً أن المعركة الأساسية في الضفة وليس غزة.

وقال إن غزة استعملت كملهاة تستنزف قدراتنا الوطنية، حتى تتفرغ إسرائيل لاستكمال مشروعها في الضفة والقدس.

وأضاف، أن غزة ستبقى كياناً فلسطينياً لا أحد يريده، والخوف على الضفة، وإسرائيل وظفت قضايا غزة وكل ما يجري فيها من حصار وأزمات متعددة، من أجل جعل أهلنا في غزة يصلوا إلى حالة يقولون فيها "نريد الخلاص"، كما يحدث اليوم، حيث أن المخلص الوطني غير قادر، أو رافض، والمخلص الإقليمي أو الإسلامي سيكون جاهزاً بالتالي كل ما يجري مخطط له.

وأشار إلى أن الحديث عن دولة غزة أصبح واضحاً، والتسريبات التي حدثت، سواء في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه يوافق على توسيع غزة في سيناء، رغم نفي الخارجية، وأيام الرئيس المصري محمد مرسي طرحت نفس الفكرة، توسيع غزة باتجاه سيناء.

وفيما يتعلق بحركة حماس، قال:" لو كانت حماس وطنت مشروعها وأصبح مشروعها جزءاً من المشروع الوطني، تصبح جزءاً من الحالة الوطنية ربما كان الأمر أقل حدة، ولكن حتى اليوم مادامت حماس تقول نحن جزء من الإخوان المسلمين، وامتداد لهم هذا من شأنهم كحزب، ولكن عندما يصبحوا في السلطة ويقولوا، معنى هذا أن الذي يحكمني ليس وطنيًا وإنما الإخوان بمرجعياتهم، متمنياً أن توطن حماس مشروعها السياسي، كما فعل الإخوان في تونس والمغرب والنموذج التركي.

ورأى أن مصر مستعدة أن تتعامل مع حالة ما في غزة بمعزل عن السلطة والرئيس، لافتاً إلى أن الفترة الأخيرة كل فتح المعبر والزيارات لم يكن بالتنسيق مع الرئيس، وإنما مبادرة من مصر، أو كقائد مرتقب لغزة ما بعد حماس.

هذا واستعرض المختص في الشأن الإسرائيلي عامر عامر، الموقف الإسرائيلي من مشروع دولة غزة، مؤكداً عدم وجود موقف رسمي إسرائيلي يتبنى الموضوع.

وأوضح أن الانفصال وقع بين الضفة وغزة، وتولدت لإسرائيل مشكلة أمنية من غزة، وإسرائيل لا تريد أي شيء يهدد أمنها، ومن هنا بدأت إسرائيل في البحث عن مخرج للمشكلة الأمنية، ومشروع "دولة غزة" أحدها، ولا يمكن لهذا المشروع أن يرى النور إلا بموافقة إسرائيلية.

وقال: "إن إسرائيل لم تحدد موقفاً رسمياً من الموضوع، وما يجري الحديث عنه هو فقط من قبل مراكز الأبحاث وأجهزة الأمن من استخبارات وشاباك".

وأَضاف أن شعبة الاستخبارات العسكرية توافق على إعطاء ميناء للخروج من أزمة الأمن بالنسبة لغزة، و"الشاباك" يعارض، واليمين يعرض الأمر بشكل مفتت، والنتيجة لا يوجد موقف محدد من المشروع.

الموقف الواضح في إسرائيل هو موقف وزير المواصلات الإسرائيلي كاتس، الذي يطالب نتنياهو بطرح الموضوع في الكابنيت ونتنياهو يرفض، علمًا بأنه يطرح إلقاء عبء غزة على الآخر من خلال ميناء عائم في البحر بإشراف إسرائيلي ودولي على كل ما يخرج ويدخل للقطاع، يقول "هذه فرصة ذهبية للخروج من غزة".

وأكد على أن "إسرائيل لن تعطي موافقة على دول غزة إلا بشروط صعبة جدًا"، معربًا عن اعتقاده بأن "لا دولة في غزة، وإنما هي فكرة لإلهاء القائمين على الأمر في غزة وتخفيف الضغط".

بدوره، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، أن ما هو قائم في قطاع غزة منذ 10 أعوام مرسخ وبالتفاصيل، وقال "إن ما هو قائم هو نظام ليس ضمن السلطة الفلسطينية، له كل شيء خاص به، حتى علاقاته الخارجية.

وأضاف أن كل المشاريع الإسرائيلية تكسرت على وعي وصمود الشعب الفلسطيني.

في نفس السياق، رأى الكاتب محمود حجازي أن غزة تعيش في ظل بيئة دولة كاملة، ولديها مجلس تشريعي يصدر قوانين، جهة أمنية، بنية دولة، هناك دول في الإقليم تلعب على الموضوع، للمس بمنظمة التحرير.

وقال "نحن موجودون في دولة بصراحة، وإسرائيل أخرجتها من غلافها منذ بدء الانقسام، وهناك عجز فلسطيني لاستعادة الوحدة".

وأضاف أن "حماس لن تسمح لاحد بخدش سيطرتها على القطاع، وهذه المعادلة إسرائيل تدعمها إلى جانب الإقليم".

ورأى أن السيناريو الأقرب لغزة هو هدنة طويلة الأمد وترتيب وضع غزة هو المطروح؛ بمعنى التعامل مع غزة من جانب إنساني دون مراسم سياسية بدعم قطري تركي.

في سياق متصل، طالب الباحث عبد السلام أحمد، خصوم الاسلاميين بالتوقف عن التشكيك في وطنيتهم ونضالهم لأجل فلسطين، قائلًا: "إن جاز لهم التشكيك، فمن حق الإسلاميين أيضًا التشكيك في نشأة السلطة وأوسلو، وحتى م. ت. ف. برعاية عربية، ولم يعد يعيب أي جهة أن تتهم من خصومها بأنها مشتبهة بالتساوق مع جهات خارجية طالما أنها اتهامات متبادلة ضمن شيطنة الفرقاء السياسيين، فالكل العربي والإسلامي في الأغلب مفعول به".

وتساءل بالقول "أين هو المشروع الوطني؟، ما نراه هو انسياق فلسطيني للمخططات الصهيوأمريكية"، منتقدًا في ذات الوقت التربص بالإسلاميين كلما جرى حوار أو لقاء مع مسؤول غربي هنا أو هناك، هل المشروع العلماني يعتبر الغرب عدوًا ممنوع الحديث معه؟ على فرض وجود مشروع علماني في المنطقة!".

وعن الانسحاب الإسرائيلي من غزة، قال: إسرائيل انسحبت لأنه لم يعد لديها خيار آخر، بعد أن أصبحت غير قادرة على حماية مستوطنيها الذين صاروا صيدًا ثمينًا للمقاومة، ولا جيشها ولا مقرات الحكم العسكري، فقرر شارون أن يهرب بجلده، وكل ما يسوقه الإسرائيليون من أن الانسحاب كان مناورة وحيلة هو مجرد تبريرات واهية لرفع معنويات الجيش والمحافظة على صورة القائد الأسطوري شارون.

وعن الصراع والمصادمات بين إسلاميين ووطنيين في حينه، قال انها بدت صراعًا محتومًا بسبب رؤية كل منهما للآخر، وطالب بضرورة المزاوجة بين المقاومة والمفاوضات كما في كل التجارب التاريخية.

وعن الدور التركي والقطري تساءل عبد السلام أحمد، لماذا هذا الخوف الدائم من قطر وتركيا مع أن كليهما يدعم السلطة في رام الله ويساعد غزة وشعبها؟ لماذا لا نسمع نفس القلق من أنظمة عربية تتأمر في وضح النهار على القضية الفلسطينية، وحتى على السلطة نفسها وتروج علنًا لما تصفه بالسلام الإقليمي، مثلما جرى عندما تم سحب مشروع إدانة الاستيطان من مجلس الأمن؟

من جهته، تساءل الكاتب والباحث الدكتور وليد القططي، عن سبب احتكار منظمة التحرير الفلسطينية للمفهوم الوطني، واحتكار جماعات الإسلام السياسي مفهوم الإسلامية؟ مشيراً إلى أن هذا الاحتكار غير دقيق بالمطلق.

وقال: إن الحركة الإسلامية الفلسطينية لها مفهوم خاص بالوطنية، وقد صرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن حماس هي حركة وطنية بصبغة إسلامية، وأمين عام حركة الجهاد الدكتور رمضان شلح قال "نحن حركة تحرر وطني، ولسنا إسلام سياسي".

وأضاف أن حركة حماس لديها إشكالية في أولوية الانتماء، هل الانتماء للمشروع الإسلامي وللإخوان المسلمين أم للوطن، للأمة أم الوطن، للمشروع الاسلامي أم الوطني؟ هذه الإشكالية لم تحل لديهم حتى الآن، موضحًا أن حركة الجهاد الإسلامي أكثر وضوحًا في هذا الموضوع.

وتابع قائلاً "إذا اتفقنا على مشروع وطني فلسطيني موحد يمكن أن تصبح جماعات الإسلام السياسي جزءًا من المشروع الوطني الفلسطيني، يضم شقي الحركة الوطنية العلمانية والحركة الوطنية الإسلامية".

وأشار إلى أن اليسار الفلسطيني كان له مبادئ فكرية وأيدلوجية خارجة عن نطاق الفكر الفلسطيني، بانتمائه للاشتراكية والماركسية والشيوعية، ولكن لم يشكك أحد في وطنيتهم، وفي نفس الوقت إذا كانت الحركات الإسلامية لها فكر أيديولوجي خارج الإطار الفلسطيني فلا ينبغي أن نشكك فيها، مؤكدًا على أن هناك أزمة في أولوية الانتماء.

وطرح د. القططي تساؤلاً على د. أبراش، الذي يؤكد في كتابه على وجود مشروع "دولة غزة"، إذا اتفقنا أن مشروع "دولة غزة" هو مشروع إسرائيلي قديم، فنحن في الانتفاضة الثانية شارون كان يقول (نتساريم) كتل أبيب، ولو كان المشروع حاضرًا منذ زمن بعيد؛ فلماذا شارون بعد مقولته انسحب من غزة؟ وهل لو لم يكن مقاومة في غزة لأقدمت إسرائيل على الانسحاب من غزة؟

أما إسماعيل مهرة، فقال: إن حديثنا اليوم عن دولة غزة والحديث عن الدولة الواحدة أو ذات الحدود المؤقتة، كل ذلك يأتي في نفس سياق الأزمة الناتجة عن فشل مشروع دولة الـ67.

وقال: "إن الحديث عن دولة غزة يعتبر أحد أعراض هذه أزمة الفشل، مضيفاً أن "دولة غزة" ستكون تتويجاً لمسيرة الفشل إذا استمرت بغض النظر عن قبولها من هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك لأنها ستكون دولة الممكن للفلسطينيين.

وأوضح، أنه لا يمكن ألا يكون للفلسطينيين دولة، وقد اعترفت بهم 180 دولة ولديهم حضور دولي وهم أكثر من 12 مليوناً، وإسرائيل مقتنعة أنه لابد للفلسطينيين من دولة في نهاية المطاف لكنها لدى إسرائيل نتنياهو لن تكون في الضفة وهو يسعى أن عبر الأمر الواقع وإغراق الضفة بالمستوطنين أن يجعلها غير ممكنة في الضفة ويبقى الممكن الوحيد لقيامها في غزة تكون بداية كأمر واقع بدون اتفاقات ثم مع الوقت تترسخ.

ومن جهة أخرى فإن إسرائيل باعتقادي لم تتبن قديماً هذا المشروع "دولة غزة"، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود أولمرت عندما فاوض الرئيس محمود عباس على دولة في الضفة والقطاع، وايهود باراك في كامب ديفيد فاوض على ذات الشيء، وأن الوحيد الذي فكر استراتيجياً بهذا الاتجاه هو شارون عبر فكرة الانسحاب أحادي الجانب وإصراره على إلقاء مفاتيح غزة في الشارع بهدف إيصالنا إلى اقتتال وفوضى وهذا ما حدث، ونتنياهو يكمل مشروع القضاء على مشروع الدولة الفلسطينية على أراضي الـ 67 فتكون غزة هي الرقعة الوحيدة الممكن إقامة الدولة عليها، وهي ليست بالضرورة أن تكون في ظل حكم حماس.

هذا ورأى ناصر اليافاوي أمين عام مبادرة مثقفي العرب، أننا قادمون على دولة غزة، انطلاقاً من أن المشروع الجديد الذي جاء بعد حصار مصطنع، وبعد بطالة ورغبة جامحة من الشباب بالهجرة، هو شيء مدروس، معربًا عن أسفه أنه يرى أن قضية دولة غزة قادم.

وتوقع أن تقدم إسرائيل على حرب في قطاع غزة برعاية دولية، الهدف منها تقليم أظافر غزة والمجيئ بشخصية مصنوعة بالمخابرات الدولية لتسليمه غزة.