مركز فِكر يعقد ورشة عمل حول حقوق المرأة

مركز فِكر يعقد ورشة عمل حول حقوق المرأة
جانب من الفعالية
رام الله - دنيا الوطن
عقد المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية - فكر (ICIP) ورشة عمل ثقافية اجتماعية بعنوان: " التوأمة بين المرأة فادي حداد ومستشارة التعاون الدولي أنديرا الزهيري ومهتمين. والأبجدية "، في يوم المرأة والأبجدية، شارك فيها المحامي شادي خليل أبو عيسى والمستشار القانوني يوسف عبد علي والإعلامية باتريسيا متّى والمستشارة القانونية مونسي حيدر والدكتور

وقد أشار المحامي شادي خليل أبو عيسى على انه من الفخر للبنان انه نقل الحرف إلى العالم، ومنه نقلت المعرفة والثقافة إلى باقي الدول، فالأبجدية هي الوسيلة التي أخذ فيها العلم والتطور بالانتشار، وبها تمثلت حركة نقل المعرفة، فهي تشكل العماد والركن لتطور المجتمع، وكلما كان الفرد مهتماً ومتكاملاً مع هذه الأداة السحرية زادت ثقافته، وكلما زادت ثقافته زاد رقيه وبالتالي أصاب المجتمع الذي ينتمي إليه شيئاً من هذا الرقي، وهكذا دواليك حتى تكبر هذه الدائرة وتتوسع ليصبح المجتمع في مصاف المجتمعات المثقفة والحضارية.

أضاف المحامي أبو عيسى: ان المرأة تشكل المدرسة التي تصنع الانسان وتنشئ الأجيال وتكمل الرجل في مجتمعها. من هنا يقتضي تسليط الضور على دور المرأة البناء في ريادة المجتمع وايلائها الاهتمام والدعم الكافيين لكي تستطيع القيام بدورها السامي.

أما المستشار يوسف عبد علي، فأشار إلى أنه بين الثامن والحادي عشر من آذار تصادف مناسبتان قد تبدوان للوهلة الأولى أنهما غير مرتبطتان ببعضهما، الا أنهما في الواقع يرتبطان إرتباطاً وثيقاً، فالمناسبة الأولى هي اليوم العالمي للمرأة والمناسبة الثانية هي يوم الأبجدية، فكما أن الأبجدية هي لغة الكتابة ولغة التخاطب وهي أساس العلم والتطور، وكذلك المرأة التي هي نصف المجتمع، فهي من يربي ويعلّم وهي من ينشأ الأجيال، التي إذا ما نشأت بصورة سليمة وراقية، وصلت الى التطور والحضارة.

لقد خُصص يوم الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة  للإعتراف من خلاله بإنجازات المرأة، وليكون بمثابة فرصة لحشد الدعم لحقوق المرأة، ودعم مشاركتها فى مختلف المجالات. وكما يوم المرأة  يكون يوم الأبجدية التي إنطلقت من سواحل لبنان الى العالم و نشرت العلم والتطور. من هذا المنطلق يقتضي تطوير التشريعات لضمان حقوق المرأة بما ينسجم مع حقوق الإنسان، كما يقتضي الإضاءة لإبراز دور لبنان بنشر الحرف ودوره الريادي في الإبداع والثقافة.

أما الإعلامية باتريسيا متّى فاعتبرت أن المرأة لا تحتاج الى يوم عالمي أو عيد ليتم تكريمها وذكر انجازاتها فهي في كل يوم يمر وفي كل لحظة تبتدع ما تستحق عليه التكريم. ورأت أن تلك الكسرة في المخاطبة صنعت فرقاً كبيراً ولم تعد حركة أو حرفاً بل باتت كتاباً كاملاً، قائلةً: المرأة تعطي وقليلاً ما تأخذ. في المنزل تكون أمّاً و قائدة للمجتمع الصغير ورفيقة درب لرجل وضع كامل ثقته بها. وتكون شقيقة داعمة لأشقاء يتكلون عليها في كثير من الأحيان. وقد تكون الرفيقة التي يمكن تشارك معها الأحزان والأفراح. وفي مكتبها، المكان الأهم فهي الرصينة المتزنة صاحبة الشخصية القوية التي لا تنتحي أمام المصاعب بل تتخطاها. ووجهت الإعلامية متّى تحية لكل امرأة تحدت كل الظروف لتصنع فارقاً في محيطها لأن المثقفة تبني مجتمعاً مثقفاً والجاهلة تهدم أجيالاً كاملةً. وختمت مؤكدةً أن مهام المرأة وألقابها كثيرة وقدراتها أكثر ولكنها تظل لغز كبير مفتاحه كلمتين الاحترام والتقدير!

وشددت مستشارة التعاون الدولي أنديرا الزهيري إلى أنه تحتاج أحرفنا في هذا العصر إلى اعادة تقييم  وتعديل بما يتماشى مع حق المراة  وتدوين حروف دورها من تاء التأنيث إلى حق تفعيل دورها في المجتمع والمراكز القيادية.

وأشارت المستشارة الزهيري إلى ضرورة الاهتمام بالأبجدية وحقوق المرأة باميتاز تحقيقاً للإنماء الثقافي وللعدالة والمساواة الجندرية، حيث يجب تفعيل حضور المرأة بعيداً عن التهميش والعنف والتمييز، وربطت بين المرأة والحرف لناحية التربية والتعليم.

وقال الدكتور فادي حداد انه يجب على كافة الحكومات والمؤسسات المختصة العمل والسعي لإتخاذ التدابير التشريعية الإدارية والإجتماعية والتربوية والثقافية التي تكفل رعاية حقوق المرأة والاهتمام بالثقافة على أنواعها.

كما أشار الدكتور حداد إلى أنه يقتضي تأمين الاستقرار لكل امرأة كونها تشكل مكانة مهمة وأساسية في التربية والرعاية، مشدداً على ضرورة تفعيل دور المرأة وتثقيفها لأنها مسؤولة بجزء كبير عن مستقبل أبناء الوطن وتأمين الترابط المتماسكة في المجتمعات.

أما المستشارة مونسي حيدر، فاعتبرت اليوم العالمي للمرأة ، من الأيام المميزة على صعيد المجتمعات كافة نظراً لدورها الكبير في النهوض بمجتمع حضاري مميّز ذي قيم إنسانيّة وأخلاقيّة تمتلك أدوات النهوض والتقدم ناهيك عن رسالتها الأساسيّة المتمثلة بالأمومة بعنوانها العريض، وما يتضمنه من أدوار فرعيّة منها التربية والتنشئة وتقديم الدعم العاطفي إلى دورها في المجتمع في تقديم الخبرات في المجالات العلميّة، الأكاديميّة، الإقتصاديّة والإجتماعيّة. واعتبرت المستشارة حيدر إلى أنه يجب السعي دائماً إلى تحقيق هذا الدور بأكبر أشكاله من خلال دعم المرأة في كافة الميادين والأصعدة وإعطائها كامل حقوقها ومساندتها.

وفي ختام اللقاء، وجه المركز تحية تقدير إلى كل امرأة ضحت في جمع الأسرة وحمايتها والدفاع عن الوطن والحرية، وتم وضع جملة من التوصيات:

- تطوير التشريعات الخاصة بحقوق الأسرة كي تكون لها الصفة العملية لا النظرية وتتكيف مع الواقع الفعلي للأمور.

- تأسيس هيئة وطنية للأسرة- العائلة.

- تطوير المراكز الثقافية والسياحية الأثرية وتنشيط الحملات الاعلامية والاعلانية لاظهار الوجه الثقافي التاريخي للبنان الرسالة.

- تفعيل الحملات التثقيفية والندوات حول القوانين والمعايير الانسانية والحقوقية بالتعاون مع الجامعات والجمعيات المدنية والهيئات القضائية والحقوقية والأمنية والنقابات المتخصصة.

- إنشاء هيئة مختصة لتلقي الشكاوى المتعلقة بالاعتداء على حقوق الأسرة بما فيها المرأة تكون مرتبطة بكافة الوزرات ومجلس القضاء والنيابات العامة والأجهزة الأمنية.

- تنظيم مهرجانات ثقافية تربوية خاصة بالأبجدية والابداع اللبناني والملكية الفكرية داخل لبنان وخارجه.

التعليقات