النادي السوري الكندي ومديرية أوتاوا يحتفلان بمولد النهضة السورية

رام الله - دنيا الوطن
أحيا النادي السوري الكندي ومديرية أوتاوا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، عيد مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده باحتفال حاشد، شاركت فيه فاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية وشخصيات.
حضر الحفل مدير مديرية أوتاوا عيسى حاماتي، أعضاء المجلس القومي وأعضاء المديرية، ووفد من مديرية مونتريال تقدمه مدير المديرية يوسف مهنا.
كما حضر سفير العراق في كندا عبد الكريم كعب، والسفير الفلسطيني نبيل معروف، والمستشارون في بلدية أوتاوا الياس الشنتيري ومايكل قاقيش، وممثلو الأحزاب والجمعيات: المهندس منير لويس عن الجمعية السورية الكندية، موسى زيدان عن الجمعية الكندية الفلسطينية، الشيخ أبو عمار الجياشي عن مسجد الإمام علي في أوتاوا، كمال فحص عن مركز أهل البيت، مارون عون عن التيار الوطني الحر، الدكتورة ابتهاج مهدي عن الجمعية الكندية العراقية، رئيس غرفة التجارة الكندية الهندية د. سوخونت نانار، رئيس اتحاد الطلبة في جامعة أوتاوا هادي ويس، الإعلاميون ليليان الحلو من تشن راديو، هاشم هاشم من موقع اللبنانيون في أوتاوا.
ناموس المديرية
افتتح الحفل بالنشيدين الوطني الكندي والسوري القومي الاجتماعي، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وعرّف الحفل ترافقة المواطنة ياسمين طه باللغة الإنكليزية، ناموس المديرية أحمد أبو عباس باللغة العربية، وقال: "نعود دوماً إلى التنين الذي يطلّ برأسه من جديد، ومنذ زمن بعيد. هذا التنين غذاؤه الفوضى، وإكسير حياته صراع المتحّد مع ذاته، وانتصاره هزيمة الحق والعدل أمام التلفيق والتزوير، في أوطان تتنازعها العصبيات في أشكالها كافة".
وأضاف: "هذا التنين رمز من رموز الأباطيل التي تعشِّش في نفوس مريضة تفوح منها رائحة الكراهية، يسكنها التخلف وتغوص في فضائها الأوهام... نعم لم تستطِع هذه النفوس الضعيفة أن تطوِّر عقولها، وتأخذ بإنجازات مبدعيها ومثقفيها، وأن تجاري التطور الإنساني وتستفيد من الأقانيم الروحية الخيِّرة لهذه الأمة، ومما جاءت به الديانات السماوية من قيم أخلاقية ودعوة إلى المحبة واحترام الذات وحرية الآخر".
وتابع: "هذا التنين يخيف الإنسان ويرعب الإنسانية، إنه تنين من الفساد والذلّ والخنوع. تنين يحاول القضاء على ما في نفوسنا من خير وحقّ وجمال. تنين يحاول أن يبتلع ثرواتنا التي يبيعها الفساد للأجنبي، إنه تنين من الاحتكارات الخصوصية في شعبنا، إنه كل هذه الأشياء المادية التي تُداس بالأقدام كما قال سعاده، إنّ شأن هذا التنين الحزبيات الدينية والتكفيرية والأنانيات الفردية الحقيرة، وشأنه مع البعل منذ 5000 عام ومع الخضر ومع مار جرجس ومع النهضة السورية القومية الاجتماعية".
وختم أبو عباس: "نردّد مع صاحب هذه المناسبة ما ورد في خطابه الشهير في دير الغزال عندما قال: نحن أمة كم من تنين قد قتلت في الماضي ولن يعجزها أن تقتل هذا التنين الجديد".
الشنتيري
ثم كانت كلمة لعضو بلدية أوتاوا إلياس الشنتيري قال فيها: "يجمعنا سعاده من جديد في كلّ عام نستذكر ولادته ونشأته وحضوره الفكري الدائم في تناول الأحداث وتحديد المواقف والسياسات، حيث كان مستشرفاً في رؤيته، شاملاً في نظرته الإنسانية والاجتماعية، قدوة في ممارسته الإيمانية والمناقبية، حازماً في قراراته ومواقفه وفي تحمُّل التبعات والنتائج".
ولفت إلى خطاب سعاده النهضوي لبناء الإنسان الجديد(الإنسان المجتمع)، ومخاطبة الأجيال المقبلة". وأضاف: "هذا الوعي المبكّر، هذا الاسترشاد في خلفيات الأمور وتقدير النتائج، لا يزال صداه يتردّد في نفوسنا ويفعل فينا، بإرادة عظيمة جبارة وعزيمة صادقة، يبعث الوجدان القومي الحي في النفس السورية من جديد، وهو صاحب قراءات في السياسة والاقتصاد والاجتماع".
وأشار إلى "أنّ سعاده متميز عن سواه بدعوته إلى الدولة المدنية المعاصرة، وترسيخ العدالة الاجتماعية الحقوقية، وصهر جميع عناصر الأمة وفئاتها، في مجتمع واحد ، يدعو إلى إزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب، عقلاني يؤمن بأنّ العقل هو الشرع الأعلى والأساس لدى الإنسان، قارئ للأحداث منذ بداية التاريخ والاجتماع، مبدأه المنهجي المدرحي، يشكل إطاراً لفلسفته الإنسانية العامة، ونظرته إلى التطورالإنساني والتاريخي، المبني على عناصر التكامل والتفاعل، وهذا ما دفعه منذ حداثته يتساءل من نحن، وما الذي جلب علينا كلّ هذه المصائب وهذا الويل، متاملاً محللاً، مقرراً أنّ سورية الأمة يجب أن تكون للسوريين، وأنّ هذه الأمة لن ترضى أبداً قبر التاريخ مكاناً لها تحت الشمس".
وختم الشنتيري: "شاء من شاء من المتآمرين، وأبى من أبى من المتخاذلين، أمام هذا الواقع السيىء والمريض الذى أحسه وعانى من أوجاعه ولا يزال المجتمع والأمة، تبرز الحاجة القصوى إلى خلق وعي قومي (فكراً وحركة)، يأخذ على عاتقه استنهاض الأمة وخلق روحية مشتركة والاستفادة من الإمكانات المتاحة، لخلق واقع اجتماعي جديد سليم، يعيد للمجتمع بناءه الطبيعي، وتماسكه الصحيح، وللأمة مجدها المنسي الضائع، وعزها وحيويتها وسيرورتها".
بعدها قدّم العريف كلمة الطلبة، بمداخلة جاء فيها: "في تراثنا الثقافي وسيرتنا الإنسانية تمتحن شجاعة المرء عند المحن في الأزمات، في وقفات العز عندما يدوي النداء، وتقضي الإرادة الحرة، الاستبسال أمام المخاطر بوصفها قضية قومية ووجدانية عامة وذلك يتطلب من المرء التخلي عن الأنا الفردية والمصلحة الشخصية في سبيل المصلحة العامة، بالارتقاء الأخلاقي والروحي حضوراً، والإرادة المتجسّدة في قوة النفس فعلاً".
وأضاف: "سعاده في عبقريته وإنجازاته واجه هذا التنين، الذى يتربص شراً لهذه الأمة... عبقرية وإن دلت على شيء، فإنها تدلّ على أصالة وابداع، حيث القدرة على التفكير والعمل والاستكشاف واستقراء الواقع على ضوء منهج علمي سليم".
وتحدثت العريفة ياسمين طه باللغة الإنكليزية عن عمل الطلبة وأهمية عمل الشباب في الشأن العام، معتبرة أنه "يجب أن يعمل الشباب في المغترب على تثقيف نفسه بشأن بلاده حتى لا يفقد هذا الرابط الوجداني مع الوطن".
وأضافت: "لا يجب أن ننسى صراع آبائنا لتأمين العيش لنا هنا في كندا بل يجب الحفاظ على علاقتنا بتراثنا ووطننا".
وختمت: "بالعمل والطموح والإرادة والثقافة، يمكن بناء جيل من القادة الذين يهتمون بكندا وأيضاً ببلادهم سورية، قادة واعين، قادرين على التغيير، ومحاربين في سبيل العدالة والسلام، هنا وفي الوطن خالقين مستقبلاً واعداً في المكانين".
كلمة الطلبة
بعد ذلك، ألقت المواطنة رنا حمود كلمة الطلبة باللغة الإنكليزية وبدأتها بتحيا سورية. وعرفت عن نفسها وأشارت إلى أنها ولدت في كندا وعاشت كلّ سنيها فيها إنما كانت تربيتها على أسس سورية وفيها الكثير من الموروث الاجتماعي السوري ما سمح لها بأن تنظر إلى الأمور من أكثر من جانب، مضيفة أنّ الزعيم أنطون سعاده كان أيضاً يرى الأمور من منظار مختلف. وتطرقت حمود إلى حياة سعاده والدروس التي نتعلمها منها.
"أنطون سعادة، إليك تتدافع قبائل الأمل وأنت المسيج بعشق مفتون يعالي الضباب وينهمر مع البرد المزنر بأحلام التجدُّد والقيامة. يا ابن آذار أرأيت؟ الشجرة اليابسة لا تستهوي إلا أسنان الفأس وحفر النار، وأنت أخضر لا تزول كما قال الأديب أمين الريحاني ذات نهار:"ثلاثة لا تزول في لبنان، عذوبة مناظره، عبقرية أبنائه، والحزب السوري القومي الاجتماعي". ها أنت تشدّ أزرنا، وميلادك يلمّ شملنا وشتاتنا، ونحن أكثر إنشاداً لذكراك، ولنا في ساح الوغى، وعلى خطوط النار قرار شهيد يرتقي إلى العلى والعلم، ونزف جريح، وأبطال تزف الانتصار".
أضاف: "لقد ترك لنا أنطون سعاده نبضاً سورياً قومياً اجتماعياً، وإرثاً إنسانياً يتعدى حدود البلاد، استشرافاته كانت تدغدغ عقل المتنبيء بالمعرفة، ويقول سعاده:"العالم على أبواب معارك هائلة تلتحم فيها جنود العلوم والمعارف والآداب والعدل والحرية والسلام مع جنود المبادئ الرجعية والظلم والعبودية والحروب. فمن أي الجنود أنت؟".
وتابع: "في مرحلة نشهد فيها تفكيك جذور الأمة وطناً وأرضاً وشعباً ومؤسّسات، تأتي علينا ذكرى ولادة الزعيم سعاده، مناسبةً لتكرار وقفات العزّ، والإجابة على ما تيسّر من أسئلة تحاذر من كمائن «الشتاء العربي».
ولفت القادري إلى "أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي مناقبية متجدّدة واضحة في حياة أشخاصها، أفراده متقدمون على أمراضهم، أو منتصرون عليها لا محالة. لا يحاورون مجادلاً بمذهبية بائدة، أو طائفياً بلغة الشقاق والانقسام. يزاولون مهام الحياة بلغة التقدم الاجتماعي والتكافل الوطني. التربية القومية تبدّد مخاوف المختلفين، وتزيل الفوارق الدينية والاجتماعية في بلاد يتقاذف فيها المذهبيون "غبن" الأكثريات والأقليات العددية والدينية والعنصرية. وهذا الوهن لا تدخل من ثقوبه إلا الخيانات والصفقات، والصهينات وباقي الأسرلات".
ولفت إلى أنه "في ذكرى ولادة باعث النهضة، ما زال أمامنا العمل الكثير من أجل اجتراح أفق وإجابات تُخرج الأمة من مأزقها الراهن المتمثل بالاحتلالات اليهودية والتركية والوهابية والإخوانية والأميركية المتقافزة على بلادنا. تحدّث سعادة عن دور البترول في مقاله الشهير «البترول سلاح إنترنسيوني لم يُستعمل بعد». وحذر من الحركة الوهابية التي باعت فلسطين في وثيقة "عبد العزيز" الشهيرة. وحذر من الخطر التركي ـ العثماني، واعتبر أطماعه عظيمة حيث العين على حلب والموصل كما الإسكندرون. واستشرف مخاطر الخطة اليهودية لاحتلال فلسطين بالكامل، وطرد سكانها وإحلال "الجلب الصهيوني" بعد مؤتمر سايكس ـ بيكو وملحقات التقسيم في وقت رحبت فيه أنظمة العرب بهجرة اليهود المنظمة".
وقال: "إنّ حزبنا يؤكد أهمية قيام مجلس تعاون مشرقي يعزز التعاون بين كيانات الهلال الخصيب، ويكون باكورة للتكامل والتخطيط الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري.
ـ في العراق: الساسة العراقيون ينظمون انقساماتهم على وقع انتصارات الجيش العراقي البطل وتحرير مدينة تلو الأخرى. واقع العراق يلزمه عناية أكبر، ووعي استثنائي، وإقصاء حالات الفساد، وكبح جماح التهديد بانفصال كردستان. أما تكامل التنسيق بين الجيشين السوري والعراقي فهو بداية التعاون الذي يبشر بالخير.
أحيا النادي السوري الكندي ومديرية أوتاوا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، عيد مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده باحتفال حاشد، شاركت فيه فاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية وشخصيات.
حضر الحفل مدير مديرية أوتاوا عيسى حاماتي، أعضاء المجلس القومي وأعضاء المديرية، ووفد من مديرية مونتريال تقدمه مدير المديرية يوسف مهنا.
كما حضر سفير العراق في كندا عبد الكريم كعب، والسفير الفلسطيني نبيل معروف، والمستشارون في بلدية أوتاوا الياس الشنتيري ومايكل قاقيش، وممثلو الأحزاب والجمعيات: المهندس منير لويس عن الجمعية السورية الكندية، موسى زيدان عن الجمعية الكندية الفلسطينية، الشيخ أبو عمار الجياشي عن مسجد الإمام علي في أوتاوا، كمال فحص عن مركز أهل البيت، مارون عون عن التيار الوطني الحر، الدكتورة ابتهاج مهدي عن الجمعية الكندية العراقية، رئيس غرفة التجارة الكندية الهندية د. سوخونت نانار، رئيس اتحاد الطلبة في جامعة أوتاوا هادي ويس، الإعلاميون ليليان الحلو من تشن راديو، هاشم هاشم من موقع اللبنانيون في أوتاوا.
ناموس المديرية
افتتح الحفل بالنشيدين الوطني الكندي والسوري القومي الاجتماعي، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وعرّف الحفل ترافقة المواطنة ياسمين طه باللغة الإنكليزية، ناموس المديرية أحمد أبو عباس باللغة العربية، وقال: "نعود دوماً إلى التنين الذي يطلّ برأسه من جديد، ومنذ زمن بعيد. هذا التنين غذاؤه الفوضى، وإكسير حياته صراع المتحّد مع ذاته، وانتصاره هزيمة الحق والعدل أمام التلفيق والتزوير، في أوطان تتنازعها العصبيات في أشكالها كافة".
وأضاف: "هذا التنين رمز من رموز الأباطيل التي تعشِّش في نفوس مريضة تفوح منها رائحة الكراهية، يسكنها التخلف وتغوص في فضائها الأوهام... نعم لم تستطِع هذه النفوس الضعيفة أن تطوِّر عقولها، وتأخذ بإنجازات مبدعيها ومثقفيها، وأن تجاري التطور الإنساني وتستفيد من الأقانيم الروحية الخيِّرة لهذه الأمة، ومما جاءت به الديانات السماوية من قيم أخلاقية ودعوة إلى المحبة واحترام الذات وحرية الآخر".
وتابع: "هذا التنين يخيف الإنسان ويرعب الإنسانية، إنه تنين من الفساد والذلّ والخنوع. تنين يحاول القضاء على ما في نفوسنا من خير وحقّ وجمال. تنين يحاول أن يبتلع ثرواتنا التي يبيعها الفساد للأجنبي، إنه تنين من الاحتكارات الخصوصية في شعبنا، إنه كل هذه الأشياء المادية التي تُداس بالأقدام كما قال سعاده، إنّ شأن هذا التنين الحزبيات الدينية والتكفيرية والأنانيات الفردية الحقيرة، وشأنه مع البعل منذ 5000 عام ومع الخضر ومع مار جرجس ومع النهضة السورية القومية الاجتماعية".
وختم أبو عباس: "نردّد مع صاحب هذه المناسبة ما ورد في خطابه الشهير في دير الغزال عندما قال: نحن أمة كم من تنين قد قتلت في الماضي ولن يعجزها أن تقتل هذا التنين الجديد".
الشنتيري
ثم كانت كلمة لعضو بلدية أوتاوا إلياس الشنتيري قال فيها: "يجمعنا سعاده من جديد في كلّ عام نستذكر ولادته ونشأته وحضوره الفكري الدائم في تناول الأحداث وتحديد المواقف والسياسات، حيث كان مستشرفاً في رؤيته، شاملاً في نظرته الإنسانية والاجتماعية، قدوة في ممارسته الإيمانية والمناقبية، حازماً في قراراته ومواقفه وفي تحمُّل التبعات والنتائج".
ولفت إلى خطاب سعاده النهضوي لبناء الإنسان الجديد(الإنسان المجتمع)، ومخاطبة الأجيال المقبلة". وأضاف: "هذا الوعي المبكّر، هذا الاسترشاد في خلفيات الأمور وتقدير النتائج، لا يزال صداه يتردّد في نفوسنا ويفعل فينا، بإرادة عظيمة جبارة وعزيمة صادقة، يبعث الوجدان القومي الحي في النفس السورية من جديد، وهو صاحب قراءات في السياسة والاقتصاد والاجتماع".
وأشار إلى "أنّ سعاده متميز عن سواه بدعوته إلى الدولة المدنية المعاصرة، وترسيخ العدالة الاجتماعية الحقوقية، وصهر جميع عناصر الأمة وفئاتها، في مجتمع واحد ، يدعو إلى إزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب، عقلاني يؤمن بأنّ العقل هو الشرع الأعلى والأساس لدى الإنسان، قارئ للأحداث منذ بداية التاريخ والاجتماع، مبدأه المنهجي المدرحي، يشكل إطاراً لفلسفته الإنسانية العامة، ونظرته إلى التطورالإنساني والتاريخي، المبني على عناصر التكامل والتفاعل، وهذا ما دفعه منذ حداثته يتساءل من نحن، وما الذي جلب علينا كلّ هذه المصائب وهذا الويل، متاملاً محللاً، مقرراً أنّ سورية الأمة يجب أن تكون للسوريين، وأنّ هذه الأمة لن ترضى أبداً قبر التاريخ مكاناً لها تحت الشمس".
وختم الشنتيري: "شاء من شاء من المتآمرين، وأبى من أبى من المتخاذلين، أمام هذا الواقع السيىء والمريض الذى أحسه وعانى من أوجاعه ولا يزال المجتمع والأمة، تبرز الحاجة القصوى إلى خلق وعي قومي (فكراً وحركة)، يأخذ على عاتقه استنهاض الأمة وخلق روحية مشتركة والاستفادة من الإمكانات المتاحة، لخلق واقع اجتماعي جديد سليم، يعيد للمجتمع بناءه الطبيعي، وتماسكه الصحيح، وللأمة مجدها المنسي الضائع، وعزها وحيويتها وسيرورتها".
بعدها قدّم العريف كلمة الطلبة، بمداخلة جاء فيها: "في تراثنا الثقافي وسيرتنا الإنسانية تمتحن شجاعة المرء عند المحن في الأزمات، في وقفات العز عندما يدوي النداء، وتقضي الإرادة الحرة، الاستبسال أمام المخاطر بوصفها قضية قومية ووجدانية عامة وذلك يتطلب من المرء التخلي عن الأنا الفردية والمصلحة الشخصية في سبيل المصلحة العامة، بالارتقاء الأخلاقي والروحي حضوراً، والإرادة المتجسّدة في قوة النفس فعلاً".
وأضاف: "سعاده في عبقريته وإنجازاته واجه هذا التنين، الذى يتربص شراً لهذه الأمة... عبقرية وإن دلت على شيء، فإنها تدلّ على أصالة وابداع، حيث القدرة على التفكير والعمل والاستكشاف واستقراء الواقع على ضوء منهج علمي سليم".
وتحدثت العريفة ياسمين طه باللغة الإنكليزية عن عمل الطلبة وأهمية عمل الشباب في الشأن العام، معتبرة أنه "يجب أن يعمل الشباب في المغترب على تثقيف نفسه بشأن بلاده حتى لا يفقد هذا الرابط الوجداني مع الوطن".
وأضافت: "لا يجب أن ننسى صراع آبائنا لتأمين العيش لنا هنا في كندا بل يجب الحفاظ على علاقتنا بتراثنا ووطننا".
وختمت: "بالعمل والطموح والإرادة والثقافة، يمكن بناء جيل من القادة الذين يهتمون بكندا وأيضاً ببلادهم سورية، قادة واعين، قادرين على التغيير، ومحاربين في سبيل العدالة والسلام، هنا وفي الوطن خالقين مستقبلاً واعداً في المكانين".
كلمة الطلبة
بعد ذلك، ألقت المواطنة رنا حمود كلمة الطلبة باللغة الإنكليزية وبدأتها بتحيا سورية. وعرفت عن نفسها وأشارت إلى أنها ولدت في كندا وعاشت كلّ سنيها فيها إنما كانت تربيتها على أسس سورية وفيها الكثير من الموروث الاجتماعي السوري ما سمح لها بأن تنظر إلى الأمور من أكثر من جانب، مضيفة أنّ الزعيم أنطون سعاده كان أيضاً يرى الأمور من منظار مختلف. وتطرقت حمود إلى حياة سعاده والدروس التي نتعلمها منها.
"أنطون سعادة، إليك تتدافع قبائل الأمل وأنت المسيج بعشق مفتون يعالي الضباب وينهمر مع البرد المزنر بأحلام التجدُّد والقيامة. يا ابن آذار أرأيت؟ الشجرة اليابسة لا تستهوي إلا أسنان الفأس وحفر النار، وأنت أخضر لا تزول كما قال الأديب أمين الريحاني ذات نهار:"ثلاثة لا تزول في لبنان، عذوبة مناظره، عبقرية أبنائه، والحزب السوري القومي الاجتماعي". ها أنت تشدّ أزرنا، وميلادك يلمّ شملنا وشتاتنا، ونحن أكثر إنشاداً لذكراك، ولنا في ساح الوغى، وعلى خطوط النار قرار شهيد يرتقي إلى العلى والعلم، ونزف جريح، وأبطال تزف الانتصار".
أضاف: "لقد ترك لنا أنطون سعاده نبضاً سورياً قومياً اجتماعياً، وإرثاً إنسانياً يتعدى حدود البلاد، استشرافاته كانت تدغدغ عقل المتنبيء بالمعرفة، ويقول سعاده:"العالم على أبواب معارك هائلة تلتحم فيها جنود العلوم والمعارف والآداب والعدل والحرية والسلام مع جنود المبادئ الرجعية والظلم والعبودية والحروب. فمن أي الجنود أنت؟".
وتابع: "في مرحلة نشهد فيها تفكيك جذور الأمة وطناً وأرضاً وشعباً ومؤسّسات، تأتي علينا ذكرى ولادة الزعيم سعاده، مناسبةً لتكرار وقفات العزّ، والإجابة على ما تيسّر من أسئلة تحاذر من كمائن «الشتاء العربي».
ولفت القادري إلى "أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي مناقبية متجدّدة واضحة في حياة أشخاصها، أفراده متقدمون على أمراضهم، أو منتصرون عليها لا محالة. لا يحاورون مجادلاً بمذهبية بائدة، أو طائفياً بلغة الشقاق والانقسام. يزاولون مهام الحياة بلغة التقدم الاجتماعي والتكافل الوطني. التربية القومية تبدّد مخاوف المختلفين، وتزيل الفوارق الدينية والاجتماعية في بلاد يتقاذف فيها المذهبيون "غبن" الأكثريات والأقليات العددية والدينية والعنصرية. وهذا الوهن لا تدخل من ثقوبه إلا الخيانات والصفقات، والصهينات وباقي الأسرلات".
ولفت إلى أنه "في ذكرى ولادة باعث النهضة، ما زال أمامنا العمل الكثير من أجل اجتراح أفق وإجابات تُخرج الأمة من مأزقها الراهن المتمثل بالاحتلالات اليهودية والتركية والوهابية والإخوانية والأميركية المتقافزة على بلادنا. تحدّث سعادة عن دور البترول في مقاله الشهير «البترول سلاح إنترنسيوني لم يُستعمل بعد». وحذر من الحركة الوهابية التي باعت فلسطين في وثيقة "عبد العزيز" الشهيرة. وحذر من الخطر التركي ـ العثماني، واعتبر أطماعه عظيمة حيث العين على حلب والموصل كما الإسكندرون. واستشرف مخاطر الخطة اليهودية لاحتلال فلسطين بالكامل، وطرد سكانها وإحلال "الجلب الصهيوني" بعد مؤتمر سايكس ـ بيكو وملحقات التقسيم في وقت رحبت فيه أنظمة العرب بهجرة اليهود المنظمة".
وقال: "إنّ حزبنا يؤكد أهمية قيام مجلس تعاون مشرقي يعزز التعاون بين كيانات الهلال الخصيب، ويكون باكورة للتكامل والتخطيط الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري.
ـ في العراق: الساسة العراقيون ينظمون انقساماتهم على وقع انتصارات الجيش العراقي البطل وتحرير مدينة تلو الأخرى. واقع العراق يلزمه عناية أكبر، ووعي استثنائي، وإقصاء حالات الفساد، وكبح جماح التهديد بانفصال كردستان. أما تكامل التنسيق بين الجيشين السوري والعراقي فهو بداية التعاون الذي يبشر بالخير.
التعليقات