"الدُقّة" من تراث غزي إلى معلم يجوب العالم

"الدُقّة" من تراث غزي إلى معلم يجوب العالم
الدقة الغزاوية
خاص دنيا الوطن- عمر اللوح
تعتبر الدُقّة أكلة شعبية فلسطينية يشتهر بها أهل غزة، وهي عبارة عن مكونات تشمل: الكزبرة والسماق والملح والشطة والقمح المطحون في وقتنا الحالي، وكانوا في القدم يضعون بزر البطيخ. بهذه الكلمات عبر الخبير في التراث الفلسطيني د. ناصر اليافاوي عن الدقة التي تعتبر من الأكلات التراثية التي ارتبط اسمها بغزة.

تراث

ويضيف د. اليافاوي أن الدقة ترجع أصولها إلى الفلسطينيين قبل عشرات السنين، وكان انتشارها كسرعة البرق من غزة إلى كافة المدن والقرى داخل فلسطين ثم إلى العالم الخارجي، ويتابع استطاع المواطن الغزاوي نقل تراثه إلى العالم الخارجي ليتذوق من بالخارج هذه الأكلة الغزاوية (الحادقة).

ويكمل عندما يهم أحد من غزة على السفر إلى أحد الدول يطلب أقرباؤه منهىأن يحضر معه كمية كبيرة، وهذا يدفع العديد من سكان الدول المتوجه إليها للسؤال عن حكاية الدقة، فيعرفون قصتها فيعزز ذلك من نشر ثقافة الشعب الفلسطيني بالخارج.

التسمية

وعن سبب تسمية الدقة بهذا الاسم، أكد د. اليافاوي أنه عندما كانوا قديماً يضعون مكونات الدقة يتم دقها دقاً، ومن هذا المنطلق سميت بالدقة لأنه كانت تدق، مشيراً إلى أن العديد يطلق على الدقة "تراب أهل غزة" حيث تشبه في لونها وشكلها تراب غزة، وأردف قائلاً: "تعتبر الدقة عنصراً أساسياً على مائدة الفطور الصباحي أو العشاء وتتميز الدقة بأنها حريفة.

ماكنة يدوية

الحاج محمد أبو حصيرة الذي يعمل في طحن الدقة منذ عشرات السنين، يروي لـ " دنيا الوطن"  قصة طحن الدقة الغزاوية قائلاً: تتكون طريقة عمل الدقة من مجموعة من المكونات من البهارات والقمح، وأضاف تطور عمل الدقة من ماكنة يدوية إلى ماكنة حديثة تعمل على الكهرباء، مبيناً أنه في القدم كانت توضع في ظرف من الورق، ولكن اليوم توضع في ظرف من النايلون والعلب البلاستيكية ويكتب عليه تاريخ الإنتاج والانتهاء، وأشار إلى أن سعرها يعتبر زهيداً جداً وهي في متناول الجميع، وتعتبر الدقة منبع التراث الفلسطيني العريق.

عنوان الفخر

فيما أعرب المواطن محمود النجار عن فخره واعتزازه بالدقة التي تعتبر عنوان التراث الفلسطيني مستذكراً أيام الطفولة قائلاً: لقد ارتبط اسم الدقة بأيام المدرسة، حيث كنت أحب أن أذهب بساندوتش من الدقة، ومن ذلك اليوم وهي متعلقة بذهني، مما دفعني لسؤال والدتي عن قصتها فسردت لي الحكاية، مما زاد من حبي وتمسكي بتراث بلدي.

في حين أكدت الحاجة منى صبيح، أن الدقة تمثل أيقونة من الحب والمودة بالنسبة لي، حيث كانت والدتي توكل لي أن أشتري مكونات البهارات بكافة أنواعها ومنها مكونات الدقة، وأقوم أنا بدقها على ماكينة الدق القديمة جداً، وكان ذلك قبل خمسة وثلاثين عاماً، وتتابع لذلك لا يمكن أن تخلو الدقة من بيتي فهي من ريحة أمي.

خمسة كيلو جرام

وفي ذات السياق، بين أسامة لبد الذي سيسافر إلى المملكة الأردنية الهاشمية خلال الأيام القادمة إلى أن أحد أقربه المتواجد بالأردن طلب منه أن يحضر خمسة كيلو جرام من الدقة، فهم يحبون هذه الأكلة الشعبية كثيراً، وتمنى لبد من الحكومة المساعدة في تعزيز هذا التراث من خلال تصدير كميات من الدقة إلى العالم.