الزراعة بالماء دون تراب..فكرة تبلورت عند باسل وأصبحت واقعاً

الزراعة بالماء دون تراب..فكرة تبلورت عند باسل وأصبحت واقعاً
المهندس الزراعي باسل عمارنة
خاص لدنيا الوطن- رائد أبو بكر
استطاع المهندس الزراعي باسل عمارنة (24 عاماً) ابن بلدة يعبد قضاء جنين، أن ينشئ مزرعة بمجهوده الشخصي وبدعم من عدد من المؤسسات، يزرع فيه النبات باستخدام الماء دون الاستعانة بالتراب، وينتج كميات كبيرة من النباتات الورقية، وتعد مزرعته الأولى من نوعها حجماً على مستوى الضفة الغربية.

بداية الفكرة

يقول باسل عمارنة لمراسل "دنيا الوطن"، "بدأت فكرة الزراعة بالماء دون التراب منذ أن كنت طالباً في كلية الهندسة الزراعية في جامعة (خضوري)، وهذه الفكرة تحققت على أرض الواقع في عام 2012 أي قبل تخرجي بسنتين"، مشيراً إلى أنه واجه بعض المعيقات والمحبطات من قبل بعض الأشخاص أن هذا المشروع لن ينجح وكيف بنبات أن ينمو ويزدهر دون الاستعانة بالتراب، وأن هذه الفكرة لن تطبق على أرض الواقع لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لنمو النبات بالماء دون التراب، موضحاً أنه كان يستغل الساعات القليلة بعد انتهاء دوامه الجامعي وأيام العطل في البحث حول الزراعة المائية عبر قراءة أبحاث علمية أجريت في هذا المجال في مناطق مختلفة من العالم.

وأضاف "رغم هذه العراقيل والعقبات والمحبطات وبسبب قراءتي الدائمة والبحث المستمر تحديت كل ذلك وبدأت مشروعي بقوة وعزم وإصرار وأصبح المشروع مصدر دخل أساسي، أنتج العشرات من الأصناف، فعندما أجلس في مشتلي بين النباتات أنسى كل همومي واتنفس الصعداء، أنني وبفضل الله اقتات من مجهودي وتعبي الذي بدأ بفكرة وتحول إلى حلم، وأصبح واقعاً"، متمنياً أن تكون فكرة مشروعه بداية للكثير من الأفكار الزراعية الرائدة في فلسطين". 



سر الزراعة المائية

وبين عمارنة "أن سر الزراعة المائية هو المحلول المغذي الذي أقوم بصناعته لأكون صاحب أول مشروع زراعة مائية يعمل بالمحلول المغذي، حيث كان البعض ممن يعملون بالزراعة المائية يستخدمون محلولاً غذائياً ممنوعاً في السوق الفلسطيني، وأنا قمت بتطوير المحلول الغذائي الخاص المكون من الأسمدة والمواد المتاح استخدامها في السوق الفلسطيني دون الاعتماد على المواد المحظورة".  


ميزات الزراعة المائية

المزرعة عبارة عن أنابيب مثقوبة يتم وضع الكأس المعلق وداخلها الشتلة والأنبوب يحتوي على ماء والمحلول الغذائي الخاص، وجذور النبتة تمتص الماء بشكل مباشر، وأشار إلى أن الزراعة المائية تتميز كثيراً عن الزراعة التقليدية حيث قال باسل: " لها ميزات كثيرة مختلفة عن الزراعة العادية بالتراب فهي توفر أكثر من 80% من المياه كونها تحتاج إلى نصف كوب كل أربعة أيام، كما أنها توفر استخدام المبيدات الكيماوية بنسبة تفوق الـ 90% إلى جانب أنها ذات جدوى اقتصادية عالية، حيث يصل إنتاجها إلى 10 أضعاف الزراعة التقليدية".

ودعا عمارنة الشباب والخريجين إلى تحقيق أفكارهم الريادية، لأنه لا يوجد معيق، بل هناك تحدٍ وإصرار وستنجح الفكرة مهما كانت المعيقات أمامك، مشيراً إلى أن قائمة العاطلين عن العمل ومن ينتظرون فرصة الوظيفة هم بالآلاف، وبالتالي على الشاب أن يخرج بفكرة ويسعى إلى تحقيقها لتكون مصدر رزق ومشروع ناجح بفضل الإصرار. 



من مخرجات المشروع

لم يتوقف عند باسل نجاح المشروع فقط، بل قام بنشر ورقة علمية بحثية عن موضوع الزراعة المائية في مجلة علمية عالمية، وشارك أيضاً بعدة مؤتمرات محلية وعالمية نقل فكرة مشروعه واستخدامه المحلول الغذائي الخاص به، عدا عن إعطائه عدة تدريبات ومحاضرات حول موضوع الزراعة المائية في فلسطين.

يشار إلى أن الإغاثة الزراعية ومؤسسة التعاون وبتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وفروا للمهندس الزراعي باسل عمارنة الدعم اللازم لترى فكرته الريادية النور.