مرتبطة بالوعي .. هل الشائعات تدمر الحياة الزوجية؟

مرتبطة بالوعي .. هل الشائعات تدمر الحياة الزوجية؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- عمر اللوح
لم يتوقف معاذ عن تتبع صفحة زوجته على موقع التوصل الاجتماعي "فيسبوك"، منذ ما يزيد عن عام لتخوفه من وجود علاقة مع أحد الشباب الموجودين على صفحتها، بعد سماعه عن وجود عدد من الشباب تتواصل معهم عبر الدردشة، مما ولد لديه شكوكاً عديدة بطبيعة الحديث الذي يتداول بينهم.

أفقدني صوابي ولكن!

ويقول معاذ لــ" دنيا الوطن" كنت مضطراً إلى متابعة صفحة زوجتي لسماعي بوجود عدد من الأصدقاء الموجودين على صفحتها يتحدثون معها عبر الدردشة، ولا يكون الحديث عابراً، ولكن يوجد بعض كلمات الغزل، مما أفقدني صوابي ولكني لم أتسرع في فتح الموضوع مع زوجتي وحاولت أن أنسى.

ويتابع ولكن كان الأمر علي صعب جداً، فكنت مضطراً لمتابعة صفحتها، وأخذت هاتفها وفتحت صفحتها على "الفيسبوك" واطلعت على الدردشة، ووجدت عدداً من الشباب يتحدث معها، ولكن كان الحديث عابراً حول موضوع ما ولا يوجد أي شيء يدعو للقلق فأيقنت أني مخطئ.

مشاكل لا تنتهي؟

فيما أوضحت هالة، أنها تشعر بحالة الخوف والقلق المستمر على أسرتها من الخراب والدمار، بسبب التصرفات التي  ينتهجها زوجها في الحديث المستمر مع الفتيات عبر "الإنترنت"، وفي الأماكن العامة، واحتفاظه بالعديد من الأرقام وهذا يحدث حالة من الاضطراب لدي.

وأردفت هالة لــ" دنيا الوطن" بالقول: فاتحته كثيراً بهذا الموضوع ولكنه لا يبالي، بل يتحدث مع عدد من الفتيات أمامي، وتكون بعض كلمات الحب وحدثت العديد من المشاكل، والتي أصبحت لا تنتهي بسبب هذا الموضوع، ولكنه يرد بأن طبيعة الحياة تحتاج أن يفعل هذا.
أثق بها

في حين يقول خالد: أنه يثق في زوجته ولا ينظر إلى الإشاعات التي يسمعها بحق زوجته، بل يخرس كل صوت يتحدث عن هذا الموضوع، كون زوجته تعمل في أحدى المؤسسات الدولية، والتي تحتاج إلى أن يتصل بها بعض زملاء العمل أو المواطنون.

ويضيف يحدث أن تجلس زوجتي برفقة بعض الشخصيات، ويتبادلون الابتسامة ويتكلمون مع بعضهم، وهذا ما أزعج العديد من الناس الذين لا يحبون الخير، فأحدهم بينقل لي ما يحدث، ولكني لا أفكر في فتح هذا الموضوع مع زوجتي بتاتاً لأني أثق فيها ولا ينتابني أي شكوك في ذلك.

الشائعة مرتبطة بالوعي!

بدوره، أوضح الأخصائي النفسي والاجتماعي د. بسام سعيد، أن الحياة الزوجية تتعرض لكثير من المشاكل، ومن ضمنها الشائعات التي تسبب خوفاً لكلا زوجين، ويتابع وتعتبر مواقع التوصل الاجتماعي بمختلف أنواعها من الأدوات الحديثة التي ساهمت في إحداث نوع من الغيرة وبنيت عليها الإشاعات.

ويكمل أنه عندما تجد الزوجة زوجها يتحدث مع الفتيات عبر الدردشة أو حتى التعليقات على بوست لها والعكس يحدث ذلك بعض المشاكل بينهما، وقال لكن الشك الزائد عن الحد يخلق مشكلة لا تنتهي، ولكن يجب أن يكون هناك جسور من الثقة المتبادلة بين الزوجين.

وأردف د. سعيد في حديثه لــ" دنيا الوطن" ولكن المطلوب وجود الوعي الحقيقة بين الزوجين حتى تزول كل الشكوك والوعي مرتبط بشكل كبير بالثقافة والبيئة، بحيث إذا أخطأ أحد الطرفين فيجب أن يكون هناك اعتذار والاعتذر هو من السمة الطيبة التي يتصف بها الإنسان.

محرمة وشديدة الخطر

وفي ذات السياق، أكد أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر محمود نصر، أن الإشاعة ظاهرة موجودة منذ وجود الإنسان، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾، وقد ذُكر ذلك في القرآن الكريم من خلال قصص الأنبياء عليهم السلام، فنوح عليه السلام أشيع عنه أنه ضال فقال تعالى على لسانهم: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، وموسى عليه السلام أشاعوا عنه أنه ساحر قال تعالى: ﴿قال الكافرون إن هذا لساحر مبين﴾.

ويكمل كذلك في عهد رسولنا الكريم كانت إشاعة حادثة الإفك التي كان لها أثر كبير في التاريخ الإسلامي ويضيف وأما حكمها فهي محرمة وشديدة الخطر لأنها تؤدي إلى الفتن والفتنة ضررها أشد من ضرر القتل، يقول الله تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدّ مِنَ الْقَتْلِ)، وإنما كانت الفتنة أشد من القتل لأن القتل يقع على نفس واحدة لها حرمة مصانة أما بالفتنة فيهدم بنيان الحرمة ليس لفرد وإنما لمجتمع بأسره.

ويواصل إن نشر الإشاعات سلاح خطير يفتك بالأمة ويفرّق أهلها، ويسيء ظن بعضهم ببعض، ويفضي إلى عدم الثقة بينهم، ويهدم الأسر، ويفرق بين المرء وزوجه؛ لذا يجب أن نحذر من الشائعات، ويجب أن ينتهى من يروج لها، وإلا أدت إلى غضب المولى عز وجل وإلى عواقب لا حصر لها.