المطعم الأول والوحيد: بالصور...شيف "مصري" يفتتح مطعماً لبيع "الكشري"بغزة

المطعم الأول والوحيد: بالصور...شيف "مصري" يفتتح مطعماً لبيع "الكشري"بغزة
.شيف "مصري" يفتتح مطعماً لبيع "الكشري"بغزة
خاص دنيا الوطن- لؤي رجب
ملامح وجهه وهو يتحدث للزبائن، ولسانه الذي صبغ بلهجة مصرية، ساعداه بشكل كبير في تلبية رغبات وطلبات زبائنه، وما يلفت الانتباه أكثر وأنت داخل محله عبارة "إنت في مصر" كتبها "الشيف" أسامة علي جدران مطعمه، وأرفقها بصور جاء بها من أماكن مصرية مشهورة بالقاهرة والإسكندرية وغيرها، تمنحك الشعور وكأنك تعيش فعلاً على أرض الكنانة "مصر".

  الشيف المصري أسامة حسن، لجأ إلى افتتاح مطعم هو الأول والوحيد من نوعه في قطاع غزة لبيع "الكشري" وذلك نظراً لإلحاح الكثيرين من أبناء غزة ومن أصدقائه على تذوق "الكشري "بالطريقة المصرية.

والمواطن أسامة حسن المكنى بـ "أبو معاذ"، (55 عاماً) هو مصري الجنسية من محافظة الشرقية بالزقازيق حاصل على ليسانس أداب لغة "فرنسية" هاجر لإيطاليا منذ سنوات طويلة، وبدأ عمله بمحل لبيع الوجبات السريعة، ثم قدم بعد ذلك برفقة زوجته إلى غزة منذ 3 سنوات، ليبدأ بمشروعه الجديد "مطعم النيل"، هنا في غزة، بنسخة مصغرة من مطعمه في إيطاليا قبل شهر ونصف الشهر.

بداية المشروع

ويتحدث الشيف أسامة لـ "دنيا الوطن" عن بداية مشروعه الفريد في غزة بلهجته المصرية، قائلاً: "لما رجعت من إيطاليا كنت اشتغل "البيتزا "فكرت كثيراً، ما الذي يناسب أهل القطاع، وسألت العديد من الأصدقاء فوجدت أن الناس هنا عندها إقبال كثير جداً على الطبق المصري المشهور، خاصة من الناس الذين سافروا إلى مصر ودرسوا وعاشوا فيها، ففكرت بعد التوكل على ربنا وبدأت مشروع" الكشري" وربنا هداني إلى ذلك".

وأضاف: في البداية افتتحت المشروع في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة قبل الحرب الأخيرة 2014 بثلاثة شهور، لكن بعد الحرب ازدادت الأوضاع  سوءاً، فوجدت أن النصيرات ليست المنطقة التجارية المناسبة للمشروع، ثم افتتحت بعد ذلك عند مسجد الكنز في مدينة غزة، ثم حدثت ظروف خاصة بي وذهبت لمصر ثم عدت إلى غزة قبل فترة من الزمن وافتتحت المطعم من جديد في منطقة الرمال غرب المجلس التشريعي، فوجدت هذا المكان أنسب اختيار والحمد لله ربنا وفقني.

 اختيار غزة

وعن السبب الذي دفعه لاختيار قطاع غزة ليقيم فيها ويفتتح مطعماً خاصاً به هنا، قال حسن:" أنا طول عمري من زمان كان نفسي أتزوج واحدة فلسطينية"، سبحان الله ربنا أكرمني وتزوجت، ثم بعد ذلك كان نفسي أعيش في غزة، وربنا أكرمني ثم جئت وعشت هنا بغزة، مشيراً إلى أنه عندما استقر به الوضع بغزة أخذ يفكر بمشروع يعتاش منه، مضيفاً بصرف النظر عن وضع غزة، لكن أنا والله مسرور جداً لأنه زوجتي أساساً فلسطينية من قطاع غزة".

و"الكشري" هو أكلة مصرية بحته، تتكون من الصلصلة، العدس، والأرز، والشعرية والمعكرونة والبصل والشطة وغيرها.

إقبال الناس

ويصف أسامة اقبال الناس على مطعمه بالممتاز، بالرغم من بدايته، لافتاً إلى أنه بعد سماع الناس عبر "الإنترنت" وبعض الفضائيات التي جاءت هنا لإجراء تقارير صحفية معه، أصبح مطعمه معروفاً لدي الكثير من أبناء غزة، وكثير من الناس يتوجهون إلى مطعمه، وعاوزين يعرفوا شو هو طبق "الكشري" ورغبتهم في اكتشاف كل ما هو جديد جعل زبائن أسامة كثيرين.

وعند سؤالنا عن طبيعة أسعار طبق الكشري "قطع الشيف أسامة حديثي قائلاً: أولاً قبل الإجابة على الأسعار أقول: "الفضل أولاً لربنا الذي أعطاه لي، والنجاح إليّ رزقني به، ثم إلى شريكة حياتي زوجتي حيث كنت خائفاً جدا فًي البداية، لكنها هي التي شجعتني" ورحبت بذلك وشدت من أزري، وكان لها الفضل الكبير موجهاً شكره العميق لها.

 ثم عاد بعد ذلك إلى الإجابة عن سؤالنا، حيث قال: إن أسعار الطبق الواحد من "الكشري" تبدأ من 5 شواكل إلى 20 شيكلاً، لافتاً إلى أن الكشري في قطاع غزة مكلف وعشان أقدر أطلعوا بالجودة والناس تأكل وتنبسط، حسب قوله.

المشروع الناجح

وعند سؤالنا لأسامة هل تفكر بتوسعة المطعم وصناعة أكلات ووجبات أخري قال: "كنت في البداية أرغب في صناعة البيتزا الإيطالية لم أجد كافة المواد الخام وخاصة الأجبان المخصصة لذلك وغيرها لكن سأعمل مستقبلاً على تطوير المشروع، واصفاً إياه بالناجح.

الزبائن

 وأثناء وجودنا في المطعم، سألنا أحد الزبائن القادمين من مدينة خانيونس ليشتري "طبقه المفضل قال لنا محمد رضوان، أنا كوني ذهبت إلى مصر مراراً وتكراراً، وجدت طعمه لذيذاً ورائعاً مثل إليّ بمصر، مفيش اختلاف، ما يميزه هنا أنك بتآكل من أيدي مصرية.

  أكثر من إيطاليا

وخاتتم الشيف أسامة حديثه قائلاً:" أنا سعيد جداً في العيش بغزة رغم المعاناة والأزمات مضيفاً "نفسياً مستريح بغزة أكثر من إيطاليا، وموجهاً كلمة إلى الشباب في غزة رغم كل الصعوبات التي يعانونها حيث قال: "لا تيأس وحاول أن تجعل عندك أمل، فكل إنسان داخله طاقة وقدرات أنت انظر جواك حاول تطلع القدرات حتي تصنع من نفسك مستقبلاً أفضل.