بعد إغلاق "الأمونيا" بحيفا.. هل اقتربت المواجهة مع "حزب الله"؟

بعد إغلاق "الأمونيا" بحيفا.. هل اقتربت المواجهة مع "حزب الله"؟
حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان
خاص دنيا الوطن- محمد الخالدي
يتزامن قرار وزارة البيئة الإسرائيلية، الذي نص على إغلاق مصنع "الأمونيا" بحيفا المحتلة مع التهديدات المتبادلة بين دولة الاحتلال وحزب الله، والذي هدد فيه الأخير بضرب خزانات "الأمونيا" التي تعادل قوة تدميرها قنبلة نووية.

هذا الإغلاق يدفع إلى التساؤل، هل باتت المواجهة قريبة بين حزب الله و"إسرائيل"، أم أن هذا القرار له دوافع تتعلق بحماية البيئة؟  

اللواء واصف عريقات الخبير والمحلل العسكري، قال في حديثٍ لـ"دنيا الوطن": إن هذا القرار يعد حذراً إسرائيليًا من أي قصف من قبل حزب الله، الذي هدد بذلك حال أقدمت "إسرائيل" بشن عدوان على جنوب لبنان، ومن جانب آخر فإن تلك الخزانات تشكل خطراً على السكان من ناحية بيئية، حيث أصبحوا على علم بعد حديث السيد حسن نصر الله عن هذه المخازن، والتي هدد بقصفها فبالتالي هي تشكل خطراً في حالتي السلم والحرب".

وأوضح بحسب متابعته، أن سلطة البيئة تقف عائقاً الآن أمام تجديد ترخيص هذه المخازن، وهذا إن دل فإنه يدل على استشعار الخطر الحقيقي عند الجميع سواء عند العسكريين أو السياسيين، الذين أصبحوا يخشون من وجود هذه المادة بشكل جدي، خاصة في ظل تهديد حزب الله والمقاومة الفلسطينية.

وحول اقتراب مواجهة مع حزب الله، تابع: " كل الاحتمالات مفتوحة، من يحكم الآن حزب يميني متطرف والذي كان في السابق يصدر أزماته من خلال الحروب، لكنها أصبحت طريقة غير مجدية في الوقت الحالي لأن فاتورة التكلفة أكبر من الأزمات التي تعيشها القيادات الإسرائيلية".

ولفت إلى أن القيادة السياسية نُصحت في مؤتمر "هرتسيليا" الذي عقد وصدر التقدير الاستراتيجي لعام (2016/2017) أن يترووا ويدرسوا أي حرب قادمة ويوسعوا دائرة الحصول على المعلومات والتشاور مع الجميع سواءً مع المعسكر السياسي أو العسكري أو المجتمع المدني وهذا يدل على حذر إسرائيلي من شن أي عدوان قادم، خصوصًا أن السياسيين أو العسكريين اتهموا بالتقصير في العدوان الأخير على غزة، لذلك من المبكر الحديث عن أي عدوان جديد، أما بالنسبة للتهديدات التي تطلق دومًا فالاحتلال يعيش عليها، على حد قوله.

بدوره رجح حسن عبدو المحلل السياسي لـ"دنيا الوطن"، أن السيد حسن نصر الله ما أطلق تهديداته إلا وكان لديه من المعلومات ما يفيد بأن "إسرائيل" تفكر بشن عدوان على لبنان، مشيراً إلى أن خطاب السيد حسن نصر الله كان خطاباً ردعيًا.

وبين عبدو أنه من غير المتوقع حدوث مواجهة قريبة كون خطاب نصر الله خطاب ردعي أرسل فيه رسالة أنه لا مجال للانتصار حال التفكير بالعدوان على لبنان وأنه قادر على مكافأة هذا العدوان  بضرب "الأمونيا" الذي سيكون له أثر تدميري شامل.

وأشار المحلل إلى أن الاحتلال هدد بالحرب ضد المدنيين من خلال حديثه حول تطبيق نموذج "الضاحية" الذي يؤكد فيه ذلك عمليًا، وهو ما رد فيه حزب الله بالقول: إذا تمكن الاحتلال من نقل "الأمونيا" فإنه قادر على ضربه أينما كان، وإن تمكن من ذلك فإنه لن يقدر على نقل مفاعل "ديمونا" النووي، فهذا التهديد سيكون رادعًا لمنع أي عدوان.